يتجدّد العهد مع منافسة كأس أمم أفريقيا بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم من خلال الطبعة 32 التي ستجري وقائعها بمصر من 21 جوان إلى 19 جويلية بمشاركة 24 فريقا سيتنافسون على اللقب الأغلى في القارة السمراء. الطّموح والإرادة عاملان مُهمّان بالنسبة لعناصر الفريق الوطني لتحقيق النجاح في أكبر محفل كروي ستعيشُه القارة الأفريقية لقرابة شهر، من خلال رفع التحدي وتقديم كل ما لديهم فوق المُستطيل الأخضر والتعامُل مع المواجهات التي تنتظرهم الواحدة تلو الأخرى وفقا للمعطيات التي تتناسب معها للذهاب بعيدا، وتجنب الضغط والبداية أمام كينيا ثم مُحاروة السنغال في ثاني خرجة والتأكيد أمام تنزانيا لتجاوز الدور الأول. الشّارع الرياضي الجزائري من مُختصّين وأنصار جد مُتفائلون من إمكانية أشبال المدرب الشاب جمال بلماضي على تحقيق نتيجة إيجابية خلال هذه الدورة، استنادا للمعطيات الموجودة حيث انتقى خيرة الأسماء التي تنشط في الجزائر والدوريات الخارجية بعدما قدّموا موسم كبير كل واحد مع النادي الذي ينتمي إليه، والأكثر من ذلك هناك من حققوا تتويجات على غرار كل من بن سبعيني، محرز، فغولي، براهيمي ما يعني أنّهم جاهزون بدنيا ومعنويا للموعد القاري. ومن جهة أخرى، فإنّ الصرامة والجدية التي يفرضها الرجل الأول على رأس العارضة الفنية ساهمت في فرض الإستقرار والإنسجام داخل المجموعة رغم حادثة بلقبلة التي لم تؤثر كثيرا لأن بلماضي إتخذ الإجراءات اللازمة في ظرف قياسي من خلال تعويضه بإسم آخر أندي دلور لاعب مونبولي الذي تألق في المواجهة الودية أعطى الإضافة اللازمة. وبالتالي نجد أنّ الدولي الجزائري السابق الذي يعرف جيدا خبايا الكرة الفريق الوطني بحكم قربه من اللاعبين مزج التشكيلة التي إعتمد عليها بين طموح الشباب الراغب في التألق والبروز، وإرادة الكوادر الذين أصبحت لهم خبرة على الصعيد القاري، ستساعدهم على تسيير المنافسة لتحقيق الأفضل وتعويض الإخفاقات التي كانت في الموعد السابق عندما خرج زملاء محرز من الدور الأول وبعدها فشلوا في بلوغ مونديال روسيا 2018. كما لمسنا عزيمة ورغبة من بلماضي لتذوق طعم التتويج أو على الأقل بلوغ النهائي من خلال تصريحاته عندما قال بأنّنا لا نستطيع الجزم عن التتويج باللقب لكن سنلعب كل حظوظنا، ولا يخفى للجميع أنّ هذا الرجل تعود على العمل في صمت والتّركيز على الميدان دائما لأنه المجال الأنسب للحديث بالنسبة للأبطال والدليل واضح في نجاحه أينما حطّ الرّحال، لما لا يتكرر الموعد مع الخضر والفوز بالنجمة الثانية في مشوار الفريق الوطني بما أن كل الظروف متوفرة.