واصل المنتخب الوطني عروضه الراقية في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 الجارية وقائعها بمصر إلى غاية ال 19 جويلية الجاري، بعدما تمكن سهرة الاثنين من تحقيق فوزهم الثالث على التوالي في الدور الأول ضد المنتخب التانزاني بنتيجة ثقيلة بثلاثية نظيفة باللاعبين الاحتياطيين الذين رفعوا التحدي وأكدوا أحقيتهم بحمل القميص الوطني، ومنحوا حلولا إضافية للمسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للخضر «جمال بلماضي»، الذي أسكت أفواه كل منتقديه قبل «الكان» بعد تحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات بحصد 9 نقاط كاملة، بمسيرة دون خطأ مع تقديم أسلوب لعب راقي وقوي أبهر كل عشاق الساحرة المستديرة وجعل المنتخب الوطني من بين المرشحين بقوة لبلوغ أدوار جد متقدمة في المنافسة القارية. أدهش الكوتش «بلماضي» أنصار الخضر وعشاق الساحرة المستديرة في إفريقيا وعبر العالم، بعدما أقدم على تغيير 9 لاعبين كاملين في لقاء الجولة الثالثة عن الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بعدما حقق الخضر التأهل رسميا إلى الدور ثمن النهائي في الجولة الثانية بعد تغلبه على المنتخب السنغالي، حيث اعتقد الكثيرون بأن الناخب الوطني لن يقدم على أكثر من 4 تغيرات لترك لاعبيه في أجواء المنافسة الرسمية، خصوصا أن لقاء الدور المقبل سيلعب يوم السابع جويلية الجاري، ما يجعل العناصر الوطنية بعيدة عن المنافسة لمدة 10 أيام كاملة، لكنه عكس كل التوقعات أكد شخصيته القوية وأشرك 9 لاعبين جدد في مباراة تانزانيا، رغم أنه أكد في الندوة الصحفية التي سبقت لقاء الجولة الثالثة بأن الفوز باللقاء أمر جد مهم لتحسين ترتيب المنتخب لدى الفيفا. الطاقم الفني أبقى على «رايس الوهاب مبولحي» في حراسة المرمى، وعلى «بن ناصر» الذي لم يجد بديلا له بسبب عدم تماثل «براهيمي» للشفاء، وعدم جاهزية «بلايلي» الذي أراحه الناخب الوطني بسبب معاناته من الإرهاق جراء الموسم الكبير الذي قدمه مع الترجي التونسي الذي جابه معه على ثلاثة ألقاب ونال معه لقبين، ورغم ثورة التغيرات التي قام بها «بلماضي»، إلا أن البدلاء قدموا مردودا لا بأس به، وأداء راقيا خاصة في المرحلة الأولى التي عرفت تضييع عددا لا يستهان به من الفرص الحقيقية للتهديف، رغم أن النتيجة النهائية في الشوط الأول انتهت بثلاثية نظيفة للخضر، المرحلة الثانية كانت كسابقتها لكن الفعالية أدارت ظهرها لرفقاء «سليماني» الذين عجزوا عن إضافة أهداف أخرى لينتهي اللقاء بثلاثية نظيفة، وهو ما جعل النجم التونسي السابق «طارق ذياب» يصرح عقب اللقاء، (بهذا المستوى من المفروض أن يجمع نهائي أمم إفريقيا 2019 بين المنتخب الجزائري «أ» والمنتخب الجزائري «ب»). 21 لاعبا في 3 مقابلات... خلال ثلاث لقاءات جرب الطاقم الفني بقيادة «جمال بلماضي» 21 لاعبا كاملا خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، حيث اعتمد على نفس التشكيلة الأساسية في لقائي كينيا والسنغال، ليقوم بثورة تغيرات في اللقاء الثالث شملت كل الخطوط، أين استفاد منها الناخب لتجريب كل لاعبيه ومنح الفرصة للجميع، ما جعل المنافسة على المناصب تشتد في المواجهات المقبلة، وأتاح للمدرب الوطني حلولا إضافية في المواجهات المقبلة، خصوصا في الهجوم بعد تألق «آدم وناس» الذي بات في مباراة واحدة من بين أخطر المهاجمين في الدورة وهدافا للخضر بثنائية وقعها في شباك منتخب تانزانيا وتقديمه لكرة حاسمة في لقطة الهدف الأول، ما جعله ينصب رجلا للقاء في أول لقاء يخوضه في نهائيات أمم إفريقيا في مسيرته الكروية، وهو ما سيجعله ينافس الثنائي «محرز» وبلايلي» بقوة على منصب الأساسي بما أنه أبهر سابقا في منصب صانع ألعاب وجناح أيسر ليؤكد بأنه لاعب متعدد المناصب الاثنين بتوليه مهمة خلافة «محرز» بإحكام، وهو ما جعل «بلماضي» يتأكّد بأنّه أصاب في اختياراته رغم الانتقادات اللاذعة التي تلقاها من محللي البلاطوهات خصوصا بعد استدعاء (قديورة وسليماني). عودة سليماني إلى «ممارسة هوايته المفضّلة»... ارتاح أنصار الخضر لعودة هداف المنتخب الوطني «إسلام سليماني» إلى ممارسة هوايته المفضلة بدك شباك منافسيه، بعدما افتتح باب التهديف وقدم كرة الهدف الثاني لزميله «آدم وناس» محررا زملائه فوق الميدان ضد تانزانيا، ليبصم «سليماني» على مباراة كبيرة أخرى مع الخضر في مسيرته الكروية، رغم قلة المنافسة التي يعاني منها هداف المنتخب الوطني بعد غيابه عن الميادين منذ شهر جانفي المنقضي بسبب تهميشه من قبل مدرب ناديه السابق العملاق «فينرباتشي» التركي، هدف «سليماني» أضحى به ثالث هداف في تاريخ المنتخب الوطني رفقة الأيقونة «لخضر بلومي» برصيد 27 هدفا، وخلّف الأسطورة «رابح ماجر» صاحب ال 28 هدفا و»عبد الحفيظ تاسفاوت» هداف المنتخب لكل الأوقات ب 34 هدفا، وهو ما سيبعث التنافس بينه وبين الهداف الجديد للمنتخب الوطني «بغداد بونجاح» من جديد بعدما عادت له الثقة، ما من شأنه أن يكون في مصلحة الفريق. «ديلور» قيمة مضافة بامتياز اكتشف أنصار المنتخب الوطني أخيرا اللاعب القوي بدنيا وتكتيكيا الوافد الجديد على الخضر في تربص قطر لاعب نادي مونبولييه «أندي ديلور» الذي أبهر جمهور المنتخب الوطني وكل الأفارقة بمستواه، وجعل حتى المصريين يعلقون على مهاجم الأفناك واعتبروه محاربا حقيقيا فوق الميدان، حيث في كل مناسبة مسك الكرة إلا ونقل الخطورة نحو زملائه في الهجوم، كما قام بدور دفاعي كبير في رواقه وتغطية زميله «محمد فارس» الذي صعد كثيرا، وأظهر وكأنه مع المنتخب الوطني منذ مدة طويلة نظرا للعبه بكل راحة واندماجه مع زملائه بشكل كبير، ما جعل الجميع يتنبئون له بمستقبل كبير مع المنتخب الوطني خلال نهائيات أمم إفريقيا بمصر وبعد الدورة، رغم أنه يبقى المهاجم الوحيد في صفوف المنتخب الذي لم يتمكن من هز شباك المنافسين. الجزائر أفضل خط هجوم وأفضل دفاع في دور المجموعات بعد نهاية مباريات الدور الأول من نهائيات أمم إفريقيا نصبت الإحصائيات المنتخب الوطني كأفضل منتخب في الطبعة ال 32 بمصر، بعدما فاز بثلاث مباريات كاملة في دور المجموعات أنهى بها الدور الأول في صدارة المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط كاملة، حيث يعتبر هجوم الخضر الأفضل بتسجيله ل 6 أهداف كاملة من 5 مهاجمين مختلفين، بعدما توقف عداد المنتخبات الأخرى عند الهدف الخامس، في حين يتقاسم رفقاء «عيسى ماندي» لقب أفضل دفاع مع المنتخبين المصري والمغربي بصفر هدف في الشباك، وهو ما يؤكّد بأنّ «بلماضي» تمكن في ظرف 11 شهرا من تكوين منتخب تنافسي قوي الذي انتظره الجزائريون طويلا، وهو الإنجاز الذي لم تتمكن العناصر الوطنية من تحقيقه منذ أمم إفريقيا 1990 التي نظّمتها وفازت بها الجزائر، حيث في تلك النسخة فازت في الدور الأول على كل من (نيجيريا، كوت ديفوار ومصر) أين سجّلت 10 أهداف كاملة وتلقت شباكها هدفا وحيدا.