أنشطة متعددة عبر الوطني إحياء لذكرى الاستقلال والشباب، أبرزت ما تمثله السيادة الوطنية والاستقرار المكرس بالتضحيات الجسام . تحمل هذه الأنشطة المدرجة في سياق البرنامج الوطني لإحياء الأعياد، رسالة من ضحوا بأنفسهم في سبيل الجزائر ووصيتهم الخالدة للأجيال:» اذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا».التفاصيل ترصدها «الشعب». في هذا الإطار، أحيا، أمس، المتحف المركزي للجيش الذكرى 57 لعيدي الإستقلال والشباب وسط حضور نوعي لشخصيات وطنية وعائلات وشباب، استمعوا لمختلف المحاضرات التي ألقيت حول نضال وكفاح الشعب الجزائري،مع دعوات التحذير من الأطماع الاستعمارية الجديدة. جلال بوطي أكد اللواء بوعلام مادي مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني أن استرجاع الجزائر لحريتها واستقلالها كان بمثابة ضربة موجعة لفرنسا الاستعمارية، التي لم تهضم ويلات الثورة التحريرية التي أشعل فتيلها الشهداء والمجاهدين المخلصين لوطنهم، مشيرا إلى أن نيل الحرية لم يكن سهلا بالنسبة لقوة استعمارية غاشمة. استذكر اللواء مادي في كلمة ألقاها، خلال إحياء متحف الجيش لذكرى عيد الإستقلال بالعاصمة بطولات الرجال الذين ضحوا بالغالي والنفيس، لتنعم أجيال الحاضر والمستقبل بخيرات الجزائر، وتحافظ على أمانة الشهداء، داعيا الشباب إلى الاستلهام من عبر الأولين والحفاظ على الوطن واستقراره، عربون وفاء لجيل أول نوفمبر. من جهته حذر المجاهد محمد الباي من خطورة الإستعمار الجديد الذي ظهر باسلوب جديد ويريد إستغلال ثروات الشعوب بأي طرق ، مشيرا إلى أن الشعوب الغربية والاوربية لا يمكنها العيش في رفاهية دون سلب أموال الدول لضمان بقائهم أقوياء، الأمر الذي يجب التفطن إليه. وأوضح المجاهد باي أن هناك خطة عالمية تحضر لعودة الاستعمار ما يتطلب اليقظة والفطنة، ومعرفة حياة النضال والكفاح الأولين،قائلا « فالشباب مطالب بالحذر واليقظة في هذا الوقت، والكفاح لا ينتهي ولم ولن ينتهي، لان شبكات الإستعمار موجودة في كل مكان»، مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي اليوم بالمرصاد لكل المخاطر والتحديات الأمنية التي تواجهنا. المجاهد باي دعا الشباب خاصة الطلبة الجامعيين إلى الحفاظ على أمانة الشهداء، والنهل من العلم لتقوية الفكر الوطني، الذي يحصن الجيل من التحديات الموجودة، معتبرا أن التعليم هو مستقبل الوطن، وضمان جيل وطني يحافظ على مقومات بلاده، في ظل ارتفاع وتيرة الأطماع الاستعمارية في العالم. وأبرز المجاهد باي تضحيات الشهداء وقال إن الاستقلال لم يأت على طبق من ذهب ولكن من تضحيات الرجال بعد ان قدموا ما يملكون لنيل الحرية والاستقلال، منوها الى ضرورة تذكر من صنع الجزائر الاستقرار والحرية، خاصة وان هناك جيل من المجاهدين يعانون آثار الإستعمار إلى يومنا هذا. بدوره تطرق أستاذ التاريخ مزيان سعيدي إلى مراحل الثورة التحريرية ومدى عظمتها في العالم، وكيف استطاع الثوار بإمكانيات ضعيفة مواجهة فرنسا الاستعمارية التي استخدمت كل قوتها للقضاء على الجزائريين، لكن بفضل الإيمان القوي الشهداء والمجاهدين تحقق الإستقلال في مثل هذا اليوم من عام 1962، مؤكدا على ضرورة حفظ الأمانة والعهد من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وشهد حفل إحياء ذكرى عيدي الإستقلال والشباب نشاطات ثقافية وفكرية متنوعة، من عرض فيلم وثائقي حول الذكرى وإلقاء شعري، فضلا عن تكريم لبعض المجاهدين المشاهدين على وقائع التاريخ، كما نظم متحف الجيش معرضا للكتب والصور الفكرية عشية عيد الإستقلال.