دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، لدى إشرافه، أمس، من ولاية تيزي وزو على الاحتفالات المخلدة لذكرى يوم الشهيد، إلى صون أمانة الشهداء الذين أفنوا شبابهم وقدموا أرواحهم من أجل الحفاظ على الوطن، مضيفا بالقول "إنه على عاتقنا اليوم كجيل نوفمبر مسؤولية الحفاظ عليها بضمان الوحدة الوطنية واستقرار البلاد"، مؤكدا على أن تيزي وزو هي القلب النابض لثورة نوفمبر وأن تاريخ الجزائر هو تاريخ شعب ككل يجب كتابته من طرف المؤرخين وكذا المجاهدين الأحياء. وأكد الوزير خلال زيارته لولاية تيزي وزو، أين شارك في احتفالات المنطقة الثالثة تاريخيا باليوم الوطني للشهيد، أن الجزائر بخير ومن يريد الدليل فليأتي إلى تيزي وزو التي برهنت على الوحدة الوطنية وأعطت درسا لأعداء الجزائر داخل وخارج الوطن، مضيفا أن الواجب يتطلب منا اليوم صيانة الأمانة والحفاظ عليها كما حافظ عليها الشهداء ببطولاتهم وشجاعتهم وليس بالتنافس والأنانية وإنما بالأخلاق العالية التي رسمها الشهداء من أجل الوطن والشعب. وقال الوزير "إن الشهداء أحياء بيننا، وأن أكثر من مليون ونصف المليون شهيد لم يفارقونا كونهم زرعوا وقدموا وعبدوا الطريق بالقيم العليا" مضيفا "يجب أن نقف أمام الظروف الصعبة التي واجهت الشهداء لتحرير الجزائر منذ وصول الاستعمار إلى هذه الأرض الطيبة". ومن أرض الشهداء وفي يوم الشهيد=، رد السيد زيتوني على تصريحات احد المسؤولين الفرنسيين الذي قال إن العلاقات بين البلدين، الجزائر وفرنسا، لا تكون مستقرة إلا بذهاب جيل نوفمبر، بالقول "إن جيل نوفمبر أنجب النوفمبريين والنوفمبريات، وإننا اليوم نستذكر الشهداء ليس كماض أو قصص، وإنما كمرجعية لقيم خلدت رسالة الشهداء الموقعة في بيان أول نوفمبر،"داعيا إلى الحفاظ على مكتسبات الشعب وتجديد العزم على مواصلة رسالتهم لان الجزائر بحاجة لأبنائها وأن معركة الشباب اليوم هي مع التخلف ومواجهة التقلبات والتغيرات العنيفة. وأكد الوزير أن سكان المنطقة برهنوا للعالم أن تيزي وزو جزء لا يتجزأ من الجزائر ومن التاريخ ومن ماضي وحاضر ومستقبل البلاد، وهي قلعة الأحرار والمجاهدين، مؤكدا على أن تاريخ الجزائر هو تاريخ شعب ككل يجب كتابته من طرف المؤرخين وكذا المجاهدين الأحياء. وكانت جل ولايات الوطن شهدت تنظيم العديد من الاحتفالات والندوات التاريخية بمناسبة الذكرى ال26 لليوم الوطني للشهدي، حضرتها السلطات المحلية والمجاهدون وأبناء الشهداء لاستذكار من ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. وبالمناسبة، نظم المجلس الشعبي الوطني، أمس، ندوة تاريخية أكد من خلالها رئيس المجلس، السيد محمد العربي ولد خليفة، "أن الجزائر اليوم مثل الأمس بحاجة إلى كل مواطنيها لحمايتها والمشاركة في ازدهارها، ويبقى الجيش الوطني الشعبي الحارس الأمين لأمن واستقرار الوطن والقوة الحامية لكل الجزائريين". ومن جهته، دعا العقيد يوسف الخطيب المدعو "حسان" قائد الولاية الرابعة التاريخية، أمس، من ولاية الشلف إلى التواصل بين الأجيال وإيصال رسالة الشهيد الخالدة الذي ضحى من أجل تحرير هذا الوطن. وتطرق الدكتور الخطيب خلال محاضرة ألقاها بمناسبة اليوم الوطني للشهيد إلى العديد من المحطات المفصلية والهامة للثورة التحريرية المظفرة، على غرار اجتماع مجموعة ال22 التاريخي ومؤتمر الصومام، وغيرها من المحطات البارزة للثورة، مذكرا بالأحداث التاريخية التي عرفتها الولاية الرابعة ورد فعل السلطات الاستعمارية لإجهاض الثورة التحريرية، منها محاولتها الفاشلة لقطع سبل التمويل والتموين، وخلق المحتشدات للجزائريين بهدف عزلهم. وأحيت ولايات الجنوب ذكرى اليوم الوطني للشهيد بإقامة العديد من التظاهرات التاريخية والثقافية تخليدا لرسالة الشهيد تميزت بتنظيم وقفات ترحم عبر مقابر الشهداء والنصب التذكارية، مع رفع العلم الوطني ووضع أكاليل من الزهور بمربعات الشهداء وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار. كما تم تنظيم سلسلة من الندوات والمعارض التاريخية التي ساهمت بها المكاتب الولائية لتنظيمات الأسرة الثورية إلى جانب هيئات نظامية، وهي التي تبرز ملاحم من بطولات الشعب الجزائري من أجل استعادة استقلاله، إلى جانب تنظيم زيارات لتلاميذ المدارس إلى متاحف المجاهد وإقامة أنشطة أخرى متنوعة عبر المؤسسات الشبانية والثقافية، بالإضافة إلى إطلاق أسماء شهداء ومجاهدين على مؤسسات تربوية، وتكريم مجاهدين وأرامل الشهداء. وبولاية وهران، تم تسمية مدرسة ضباط الصف للعتاد بعين الترك بإسم الشهيد بن دراوة عبد القادر، وأشرف على مراسم التسمية نائب قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء اسماعلي مصطفى بحضور ضباط سامين ومجاهدين وعائلة الشهيد. وفي تدخله خلال مراسم التسمية أبرز قائد مدرسة ضباط الصف للعتاد بعين الترك العقيد بالعياضي مسعود أنه تخليدا للشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس، ووهبوا حياتهم في سبيل استرجاع الحرية والاستقلال قررت قيادة الجيش الوطني الشعبي تسمية هياكل تابعة له بأسمائهم. وتطرق بالمناسبة إلى المسيرة النضالية للشهيد بن دراوة عبد القادر ومشاركته في ثورة التحرير المجيدة، ليتم بعد ذلك تكريم عائلة الشهيد من قبل نائب قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء اسماعلي مصطفى وعرض شريط حول أهم نشاطات ومهام مدرسة ضباط الصف للعتاد بعين الترك والمرافق التي تضمها وكذا التكوين العسكري والتخصصي الذي توفره. كما تمت، أمس، تسمية القاعدة الجوية لبوسفر (وهران) التابعة للناحية العسكرية الثانية للجيش الوطني الشعبي بإسم الشهيد بوطويقة قاسمي، وأشرف على مراسم التسمية العميد عبد الكريم دوايسية الذي كان مرفوقا بالعقيد رشيد شبلاوي، والعقيد عمار أولاد ضياف وهما على التوالي قائد ورئيس أركان القاعدة الجوية لبوسفر. وقد حضر عدد من الضباط السامين للجيش الوطني الشعبي هذه المراسم التي سمحت بإبراز تضحيات الشهداء في من أجل الاستقلال وكذا المسيرة البطولية للشهيد بوطويقة قاسمي.