أجمعت نقابات عمال التربية والتكوين، على أن الإضراب اللامحدود الذي انطلق أمس، حقق نسبة إستجابة مرتفعة لدى القاعدة العمالية، حيث تراوحت في الصباح ما بين 50٪ إلى 90٪ على المستوى الوطني. وحسب الأمين العام للإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين السيد الصادق دزيري فإن الإضراب يعد ناجحا بكل المقاييس بما أنه ناهز 95٪ في بعض الولايات على غرار البويرة وتلمسان والجزائر غرب، و93٪ في بلعباس و90٪ في برج بوعريريج و63٪ في البيض، مشيرا إلى أن هذه النسب مرشحة للإرتفاع في نهاية اليوم الأول. وندد دزيري في تصريح ل«الشعب» بالطريقة التي تعاملت بها الوزارة الوصية مع النقابات، حيث عمدت إلى تجاوزهم من خلال الإشهار بمضمون الإتفاق عبر وسائل الإعلام الثقيلة، عشية الإضراب، دون أن تكلف نفسها عنان إبلاغهم بالطرق المتعارف عليها من خلال محضر إتفاق بين كل الأطراف المعنية. وحول الزيادات الأخيرة المعلنة من قبل وزارة التربية لفائدة عمال القطاع، ثمن نفس المتحدث كل ما ورد في بيان الوزارة التي تعد مكسبا لهم، خاصة وأنها إستجابت لمطلب الأثر الرجعي للمنحة الجديدة المستحدثة، بنسبة 15٪ مثنيا على كل الجهات الرسمية التي لعبت دورا حاسما في إسترداد الحقوق الضائعة على حد تعبيره. إسترداد الحقوق الضائعة لم يثن نقابات عمال التربية عن مواصلة الإضراب، الذي لم يعد هدفه المطالبة بالمزيد، وإنما إلى الطريقة التي تعاملت بها وزارة التربية مع الشركاء الإجتماعيين مثلما أكد على ذلك الصادق دزيري، الذي كشف أن المفاوضات مع الوصاية تمت في ظروف حسنة لكن خاتمتها لم تكن مسكا مثلما كان يطمح الشريك الإجتماعي، الذي كان يأمل في إجراء لقاء رسمي يفضي إلى إمضاء محضر مشترك يضم كافة النقاط التي تم الإتفاق بشأنها وكذا تلك التي ستناقش لاحقا، معترفا في ذات السياق أن وزارة التربية بذلت جهودا كبيرة خلال المفاوضات خاصة في ملفي القانون الخاص والتعويضات. وحول الإضراب المفتوح، فإن مآله سيتحدد على مستوى المجلس الوطني للنقابات التي دعت إليه، والكرة تبدو أنها في مرمى الوصاية، للاتصال بالنقابات وفتح نقاش حول نقاط الإختلاف، حتى لا يتعرض مصير التلاميذ مرة أخرى إلى الخطر وهم اللذين عادوا أدراجهم صبيحة أمس بعد أن أغلقت العديد من المؤسسات التربوية في وجوههم، بعبارة «عودوا إلى دياركم فالدراسة معلقة إلى إشعار آخر». وكانت الوزارة قد كشفت أمام الرأي العام عن كل الزيادات المقررة في إطار المفاوضات، التي تحصل عليها عمال القطاع في محاولة منهم لثنيهم عن الإستجابة للإضراب المفتوح، حيث أكدت على أنه لم يعد هناك أي مبرر لشل الدراسة في المؤسسات التربوية، الأمر الذي اعتبرته النقابات مساسا بكرامة المدرسين، ومتسائلة في نفس الوقت عن المغزى من هذا التشهير، ولماذا لم تعامل قطاعات أخرى بنفس الأسلوب، خاصة في تلك التي عرفت زيادة تفوق ب 100٪ في أجور إطاراتها.