لقي الإضراب الذي دعت إليه نقابتا “الكناباست” و”الأنباف” استجابة واسعة من طرف الأساتذة بمختلف الأطوار، حيث أجلت كافة الدروس وقوطعت الأعمال الإدارية والبيداغوجية على مستوى 88 بالمئة من مدارس الوطن عمال المصالح الاقتصادية ينضمون للإضراب ويقاطعون عملية إنجاز الرواتب تنديدا بالمساس بكرامة المربي بعد الإشهار براتبه على صفحات الجرائد، فيما رفض موظفو المصالح الاقتصادية البت في إنجاز رواتب الشهر المقبل، لما وصفوه بالإجحاف في حقهم بعد الزيادات الضئيلة التي أقرتها الوزارة. عاد تلاميذ مختلف أطوار المؤسسات التربوية أدراجهم صبيحة أمس الأحد، بعد إعلان كل من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، الإضراب لمدة أسبوع متجدد آليا، والذي تزامن مع تاريخ 24 فيفري الجاري، اليوم الذي أممت فيه المحروقات وأسس فيه الاتحاد العام للعمال الجزائريين، فاضطرت العديد من المدارس إلى غلق أبوابها. “الكل في إضراب” هو تعبير التلاميذ الذين التقتهم “الفجر”، بما فيهم المساعدون التربويون الذين دخلوا يومهم الرابع من إضراب الأسبوع الذي انطلق الأسبوع المنصرم، رغم تهديدات المدراء بفصلهم عن العمل، على غرار مدير التربية للبيض، حسب ما نقله رئيس تنسيقية المساعدين التربويين فرطاقي مراد. وسجل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في اليوم الأول من الإضراب هبة قوية من طرف عمال التربية، حسب بيان استلمته “الفجر”، ردا عن الزيادات الزهيدة وتحايل الوصاية، إضافة إلى رفض عمال القطاع للأوضاع المزرية التي يعيشونها، رغم ضغوطات بعض المعلمين الرئيسيين “مدراء ومفتشو الابتدئي”. وقال رئيس الاتحاد الصادق دزيري” إن رسالتنا بلغت للمعنيين بقوة، ومن أراد أن يعرف حقيقة الاستجابة فلينزل للميدان لمعاينة المؤسسات، مؤكدا على نجاح الإضراب الذي كان في مستوى توقعاتنا، وتراوحت نسبة الاستجابة بين 80 إلى 98 بالمائة في جميع الأطوار من ابتدائي ومتوسط وثانوي. وأضاف المتحدث “أن التهديد بالخصم من المرتبات لن يزيدنا إلا إصرارا على التمسك بمطالبنا المشروعة، ومواصلة الإضراب”، ودعا للاستعجال في إضافة منحة معتبرة على الأقل لكل الأسلاك، مع استدراك موظفي المصالح الاقتصادية بمنحة خاصة، تعوضهم عن الإجحاف الذي مسهم والتوقيع على القرار الوزاري الجديد المتعلق بالخدمات الاجتماعية، وتتويج عمل لجنة طب العمل بمحضر مشترك تعبيرا عن التزام الوزارة بالتجسيد الفعلي لطب العمل، زيادة إلى التعجيل في إصدار ملف النظام التعويضي للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين. من جهته كشف المنسق الوطني ل”الكناباست” أن 88 بالمائة من أساتذة الثانوي استجابوا للإضراب، وقال إن 98 بالمائة من الثانويات أغلقت، حتى في أقصى الجنوب بولاية أدرار مثلا، وعلق يقول “إن الاستجابة القوية للإضراب كان سببها الشعور بمساس كرامة المربي لدى تشهيره على صفحات الجرائد”. ولم يتوقف الإضراب عند النقابات المستقلة، حيث قررت التنسيقية الوطنية لموظفي المصالح الاقتصادية للاتحادية الوطنية لعمال التربية “مقاطعة كل المجالس الإدارية والتربوية”. كما قررت التنسيقية في بيان أصدرته عقب الاجتماع الذي عقدته أول أمس الثلاثاء “عدم المشاركة في إنجاز مشاريع ميزانية المؤسسات” و”عدم إنجاز أي عمل له علاقة بالرواتب مهما كان”، بعد أن وصفت نظام التعويضات والمنح الخاص بموظفي قطاع التربية المعلن عنه “بالمجحف” بالنسبة لفئة موظفي المصالح الاقتصادية. ودعا البيان كافة موظفي المصالح الاقتصادية إلى المشاركة في الإضراب، وفي الوقفة الاحتجاجية يوم الاثنين القادم أمام مقرات مديريات التربية، وتسليم لائحة المطالب المتمثلة في منحتي الخبرة التربوية والتوثيق لمدراء التربية.