تأسف مسعود بن حليمة، الناطق الرسمي لجمعية طريق السلامة، للارتفاع المذهل في حوادث المرور رغم الجهود المبذولة للتقليص من إرهاب الطرقات باعتماد الجانبين الوقائي عن طريق التوعية والتحسيس والردعي بفرض عقوبات صارمة على المخالفين سيما في ظل القانون الجديد. واعتبر بن حليمة الذي حل أمس ضيفا على جريدة «الشعب»، رفقة محمد العزوني الخبير في السلامة المرورية أن الجمعية كانت بمثابة الإنسان والمرشد التربوي والمساهم الأكبر في تغيير سلوك المواطنين ونشر الثقافة المرورية، وكان لها الفضل في إنشاء المركز الوطني للوقاية المرورية والمراقبة التقنية. وتوجه محدثنا بنداء إلى كل المهتمين وأصحاب الفكر والنضال للتنسيق والعمل مع الجمعية للتقليص من حوادث المرور، سيما وان حظيرة السيارات عرفت ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة وان الجمعية تنشط ب48 ولاية. من جهة تأسف بن حليمة عن توقيف بث حصة طريق السلامة في التلفزيون الجزائري منذ إنشاء مركز الوقاية، والتي كان الفضل في انطلاقها بعد توقيفها في المرة السابقة للمدير العام لجريدة «الشعب» عزالدين بوكردوس عندما كان يشغل منصب مديرا لقسم الأخبار بالتلفزيون. وفي هذا السياق، ارجع هذا التهميش والإقصاء للحصة وللجمعية وعدم السماح لها لعب دورها إلى تدخل بعض المسؤولين في وزارة النقل نتيجة لكشفها عن الكثير من النقائص والأخطاء التي تشوب السياسة المرورية في البلاد، والى تدخل بعض جمعيات المعوقين المتطفلة على نشاطهم رغم أن الحصة تعد الرائدة في السلامة المرورية نظرا لأنها تتكون من إطارات ومختصين عرفوا بنشاطهم في هذا المجال. وعن الطريق السيار شدد بن حليمة على ضرورة صيانته باستمرار وإعطائه المكانة التي يستحقها باعتماد الأساليب التكنولوجية الحديثة، وبالتالي لابد من تنظيم الهياكل الوظيفية هذا العبء هو مسؤولية كل ولاية يمر عليها هذا الطريق منتقدا تصرفات بعض السائقين سيما الوزن الثقيل واحتكارهم للأروقة ما يتسبب في طوابير طويلة وأحيانا تؤدي إلى حوادث مأساوية. وحول التقليل من حوادث المرور يرى بن حليمة انه لابد للمشرعين عند سن القوانين أن تكون مستقاة من الواقع الجزائري عبر تكيفها مع المحيط والبيئة الجزائرية وذلك بإشراك المختصين من خلال إزالة طغيان الجانب التقني عليها وان تكون أكثر مرونة وقابلية للتطبيق، وكشف النقاش مع الضيفين على انه حان الوقت للقيام ببحث في عمق سلوك المواطن الجزائري الذي لازال يفتقد للثقافة المرورية والسلوكيات الحضارية التي يجب أن تتناسب مع كونه سائق لمركبة، مع مواصلة خيار التوعية والتحسيس الذي يعد طريقا طويلا وشاقا إلا أن جني ثماره أمر مؤكد على عكس خيار الردع الذي تبقى نتائجه محددة من الزمان والمكان