طالبت حكومة الوفاق الوطني الليبية فرنسا «بتوضيح الآلية التي وصلت بها الأسلحة الفرنسية التي عثر عليها في غريان، إلى قوات حفتر، ومتى تم شحنها وكيف سلمت». وكانت باريس قد أكدت الأربعاء ملكيتها لأربعة صواريخ جافلين عثر عليها داخل قاعدة تابعة لحفتر نهاية جوان الماضي، ولكنها نفت تسليمها إلى أي قوات محلية، موضحة أنها غير صالحة للاستخدام. بعث وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة رسالة إلى نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، أمس الأول، يطالب فيها بتوضيحات حول الصواريخ التي عثر عليها داخل قاعدة تابعة لقوات المشير خليفة حفتر في غريان نهاية جوان الماضي. طالب سيالة في رسالته «بتوضيح الآلية التي وصلت بها الأسلحة الفرنسية التي عثر عليها في غريان، إلى قوات حفتر، ومتى تم شحنها وكيف سلمت». كما طالب سيالة نظيره الفرنسي ب»معرفة حجم هذه الأسلحة التي يتنافى وجودها مع ما تصرح به الحكومة الفرنسية في المحافل الدولية واللقاءات الثنائية بدعم حكومة الوفاق الوطني باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليا». كانت وزارة الجيوش الفرنسية قد قالت الأربعاء إن صواريخ جافلين أمريكية الصنع، التي عثر عليها في قاعدة غريان على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب غرب طرابلس، «تعود في الواقع إلى الجيش الفرنسي الذي اشتراها من الولاياتالمتحدة». تحاول نفي أن تكون قد سلمتها إلى قوات حفتر أو خرقت الحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، موضحة أن تلك الأسلحة غير صالحة للاستعمال. جددت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أمس، التصريح بأن الصواريخ التي عثر عليها في أحد مقار خليفة حفتر بالقرب من طرابلس واعترفت فرنسا بامتلاكها، «لم تكن بين أياد ليبية». قالت أن «التصريحات التي نقرأها هنا وهناك حول وجود هذه الصواريخ بين أياد ليبية خاطئة والأمر ليس كذلك إطلاقا». لم توضح الوزيرة الفرنسية لماذا «من الخطأ» التأكيد أن الصواريخ كانت «بين أيدي ليبية» بينما اعترفت كل الأطراف بأنه تم العثور عليها في مقر للمشير حفتر. ردت بارلي، أمس، «لم تنقل إطلاقا إلى أي جهة ولم يكن من المقرر استخدامها إلا لهدف واحد هو حماية العناصر الفرنسيين الذي كانوا يقومون بأعمال استخبارات في إطار مكافحة الإرهاب»، مشيرة إلى أن «هجمات عدة لداعش وقعت في ليبيا بما في ذلك في وقت قريب جدا». لم توضح وزارة الدفاع الفرنسية، كيف جدوى استخدام صورايخ مضادة للدبابات في مهام استخباراتية؟ وكيف تم الابقاء عليها في منطقة كانت تحت سيطرة قوات حفتر قبل هزيمتها في معركة غريان؟. حسب مراقبين، فإن التسليم بصحة الرواية الفرنسية، لا ينفي أبدا وجود تنسيق عسكري بين قوات حفتر والقوات الفرنسية المنتشرة في ليبيا، والتي تقدم الدعم الفني والاستشارة الأمنية.