تبقى المسألة الفلسطينية القضية المركزية في الوطن العربي وعقدة تاريخية في سجل منظمة الأممالمتحدة خاصة مجلس الأمن الدولي المكلف بالحفاظ على سلطان القانون الدولي وحماية الأمن والسلم الدوليين اللذين يتعرضا في كل لحظة لتهديدات ومخاطر من الكيان الصهيوني لإسرائيل التي زرعت في خاصرة العالم العربي لتكون بمثابة شوكة في الحلق تعرقل انطلاقة الوطن العربي المثقل بتركة استعمارية وثقافة أنظمة توقف بها الزمن في مرحلة معينة لم تعد تتطابق مع التطور الإنساني بكل جوانبه بما في ذلك حتمية التعاطي مع الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان كصمام أمان للاستمرارية ليس لأنظمة بحد ذاتها وإنما لدول برمتها. مرة أخرى أكدت التطورات أن ذلك الكيان القائم على ثقافة الحرب والعدوان لا يتوقف البتة عن تنفيذ مخططه الأول بالعمل بكافة الوسائل على التوصل إلى تفتيت الوطن العربي لقناعته بان وحدته تمثل خطرا عليه ليس بالقوة العسكرية فقط وهو أمر مبالغ فيه باعتبار إسرائيل تملك القنبلة الذرية والسلاح النووي وليس للبلدان العربية نفس الدرجة من التسلح الثقيل ولكن التخوف من قوته البشرية والاقتصادية باعتبارها مصدر الطاقة التنموية المستدامة والتي تزيد تفتقا من خلال إدراك النهج الديمقراطي السليم المؤسس على الحريات والسلم المدني وهو أمر يبدو بعيد المنال إذا ما تم تكريس أسلوب التغيير بالقوة والعنف والتمرد أو بالاستعانة بالقوة الأجنبية في شكل دعم أو جلب للاحتلال كما هو الشأن في العراق وليبيا. بلا شك أن إسرائيل لا تقف موقف المتفرج على أحداث ما يسمى "الربيع العربي" الذي قد يصبح خريفا تتساقط أوراقه إذا ما انزلق الوضع إلى تعميق الفجوة بين الدولة والمعارضة التي تتحمل في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان نفس درجة مسؤولية السلطات في كل بلد مذكور خاصة من حيث الزج بالمدنيين في لعبة مكلفة بالإمكان الانتهاء منها لو يقتنع الكل بالجلوس إلى طاولة الحوار المسؤول وبدون خلفيات أو أحكام جاهزة ومسطرة مما يضفي على أي مبادرة أو تحرك الشبهة والريبة فتفقدها أي مصداقية محتملة. بعيدا عن المساس بحق الشعوب العربية في الحرية وممارسة قيم الديمقراطية ضمن مسار تعزيز التلاحم والانسجام فان المجرى الذي تأخذه التطورات في بلدان مثل اليمن وسوريا التي تقف على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل فان هذا الكيان لا يتأخر عن الدخول على خط ما يصنف انتفاضة أو تمرد أو ثورة كما يسوق للأحداث في وسائل الإعلام العالمية والدفع بالتطورات إلى الوجهة التي تخدم استراتيجيها بمنع أي هبة للعالم العربي وإخضاعه لمنطق العنف بما يمنع إرساء تحول ديمقراطي سليم وهنا بيت القصيد اذ تسقط الحكومات والمعارضة في اللعبة مباشرة.