«كلما تساقطت الأمطار نترقب الموت، حياتنا، ممتلكاتنا في خطر وكل ما دخرناه في أعوام ينهار في يوم واحد، على الأقل حياتنا عرضة للفيضانات والسلطات تتجاهلنا.. هذه العبارات لخص بها سكان الأحياء القاطنة على ضفاف وادي الحراش معاناتهم التي لا هاجس لها سوى الواد الذي يسكنون على أطرافه دون أن تجد السلطات المعنية حلا، حيث طالب السكان بضرورة حمايتهم من خطر الوادي الذي يعتبر الخطر الأعظم على حياتهم وممتلكاتهم وإيجاد حلول قبل فوات الآوان. ولنقل معاناة بعض القاطنين على ضفاف الوادي، زارت “الشعب” عدة أحياء الكائنة على مستوى وادي الحراش. وأول هذه الأحياء هو حي الدهاليز (3) والذي يعد من أقرب الأحياء للوادي، إذ لا تفصله عنه سوى أمتار قليلة، حيث مازالت معناة الآلاف من العائلات التي تعيش على ضفة وادي الحراش تحت التهديد الدائم لفيضانات هذا الأخير، فقد سبق وأن ارتفع منسوب مياه الوادي بفعل تهاطل الأمطار ما تسبب في تسرب المياه داخل المنازل على ارتفاع ما يفوق المتر، حسب ما أكده سكان الحي ل “الشعب”، كما ذكر المتحدثون أن بعض العائلات حبست داخل بيوتها جراء هذه الوضعية وأن أخرى لم تستطع الدخول الى منازلها بسبب ارتفاع مياه الوادي وأنهم يضطرون الى مغادرة بيوتهم في كل مرة يعلن فيها عن تساقط أمطار غزيرة خوفا من فيضان الوادي. ورغم أن السطات المحلية شيّدت جدارا يفصل الحي عن الوادي، إلا أن التسربات مازالت مستمرة والخطر مازال يحدق بنا وبممتلكاتنا. انتقلنا الى حي “منبع المياه القديمة”، أين صرح لنا قاطنوه أنهم يعانون الأمرين نتيجة الانهيارات الواسعة للمنازل جراء فيضانات الوادي، خاصة في فصل الشتاء، حيث سجل الشتاء الماضي عدة خسائر مادية بسبب فيضان الوادي، أين يخيم الخوف على السكان من تكرار سيناريو الشتاء الماضي وتركنا حي “منبع المياه القديمة” وانتقلنا الى حي “لاڤلسيار” (جيش التحرير) الذي وجدناه هو كذلك لم يسلم من الفيضانات المتكررة للوادي، حيث أكد لنا سكان “لاقلاسيار” أنهم يعانون عند قدوم فصل الشتاء من فيضان الوادي الذي يغمر يوميا سكناتهم، مضيفين أن جدرانها كلها تصدعت، كما عبر لنا عن مدى الخوف والرعب الذي يجتاحهم عند تساقط الأمطار. وعليه طالب سكان الأحياء القاطنة على أطراف وادي الحراش السلطات المعنية التكفل بهذا الوادي المخيف والمهدد بالتدفق في كل مرة تتهاطل فيه الأمطار، حيث تتحول نعمة سقوط الأمطار الى نقمة على سكان هذه الأحياء. وللتقليل من خطر فيضان الوادي، بدأت بلدية الحراش منذ أيام في أشغال توسيع وادي الحراش لتوفير مساحة أوسع لإحتواء كميات كبيرة من المياه التي قد تتساقط من حين لآخر، تفاديا لوقوع فيضانات من شأنها إلحاق أضرارا كبيرة بالمنطقة وبالتجمعات السكانية الموجودة بها، وهي المبادرة التي لاقت إستحسانا لدى المواطنين الذين عبروا عن مدى إرتياحهم لذلك.