ارتفعت أسعار البطاطا بشكل لافت عبر أسواق التجزئة إلى سقف يتراوح ما بين 60 و70 دينار للكلغ الواحد، وأرجعت هذه الزيادة النسبية إلى ما وصف بارتفاع في حجم الاستهلاك سواء على مستوى الأسر أو على صعيد المطاعم، بفعل كثافة الحركة السياحية في موسم الاصطياف، وهناك من يرى أنه ارتفاع ظرفي، لكن لاشك أنه هنا تظهر جدوى منظومة حفظ وتبريد الخضر والفواكه، المطالبة بحكم وظيفتها الأصلية تموين السوق والسهر على مكافحة الندرة ومراقبة حركية الأسعار، وهذا بفضل كون موسم جني الثمار كان ناجحا، ومرد كل ذلك لأن منتوج البطاطا واسعة الاستهلاك يعد مادة إستراتجية، و أهميتها لا تقل تماما عن محصول القمح ومنتوج الحليب. شهدت مؤخرا أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا محسوسا، كسر معادلة أننا في موسم جني مختلف المحاصيل، الذي يفضي في العادة إلى تراجع الأسعار التي تكون في متناول المستهلك صاحب القدرة الشرائية المتوسطة والضعيفة، على خلفية أنّ ثمن البطاطا الذي كان في حدود 40 دينار في الأيام القليلة الماضية، قفز إلى مستوى ما بين 60 و70 دينار، بفعل زيادة الطلب على المنتوج الاستراتيجي الذي يزداد عليه الطلب في موسم الاصطياف على وجه الخصوص، وهناك تخوف من طرف المستهلكين أن يتجاوز سعر البطاطا إلى ما فوق سقف 80 دينار، كون السوق مازلت حرة من دون رقابة، وبإمكان الوسطاء ما بين الفلاح وأسواق الجملة والتجزئة أن يرفعوا من هامش ربحهم إلى مستويات قياسية.وعلى العموم مازالت أسعار كل من الجزر والكوسة والفلفل والشمندر في حدود 80 دينار، في حين سوقت كل من الفاصوليا الخضراء والخس «السلطة» بنحو 150 دينار للكلغرام الواحد، وتراوحت أسعار اللفت ما بين 100 و150 دينار عبر عدة أسواق بالعاصمة وضواحيها، بينما ثمن الخيار والبادنجان استقر في مستوى 75 دينار، والطماطم يبدأ سعرها من 40 دينار وبالنسبة للنوعية الأجود يصل سعرها إلى 80 دينار، وثمن البصل يتراوح ما بين 30 إلى 50 دينار رغم أننا في موسم جنيه بكميات كبيرة، حيث يصل سعر بيعه في سوق الجملة إلى 15 دينار فقط، ووصل سعر الخيار إلى 90 دينار وسوق الثوم الأخضر بنحو 120 ويرتفع في أسواق أخرى إلى 150 دينار. ومازالت أسعار الفواكه ماعدا الدلاع الأحمر، الذي استقر عند مستوى 30 دينار، مرتفعة وليست في متناول الأسر المتوسطة الدخل، لأن سعر الخوخ و التفاح المحلي ثمنه يتراوح ما بين 150 و250 دينار، في حين متوسط سعر الموز 170 دينار، رغم أنه انخفض خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى 150 دينار. وسوقت الفرولة بثمن 200 دينار، ولا يقل سعر الليمون والبرتقال عن مستوى 200 دينار، والتهب سعر المشمش إلى ما فوق 250 دينار، وقد يصل إلى 400 دينار عند بعض الباعة. وفيما يتعلق بأسعار اللحوم البيضاء سجل ثمن سعر الدجاج استقرارا عند مستوى 300 دينار، بينما سعر الديك الرومي حافظ على نفس السعر عند مستوى 650 دينار، وبلغ سعر لحم البقر المحلي 1450 دينار للكلغ، أما سعر الغنم المحلي لم يقل عن 1550 دينار للكلغ.والجدير بالإشارة، أنه تحسبا لعيد الأضحى المقبل الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام معدودة، يرتقب ككل سنة ارتفاع بعض أسعار الخضر والفواكه، مثل الكوسة واللفت والليمون بسبب زيادة الطلب عليها، لكن ذلك ليس مبررا على المضاربة في أسعارها في ظلّ وجود وفرة معتبرة، ولأنه كثيرا ما يبرأ الفلاح ذمته ويوجه أصابع الاتهام بخصوص غلاء الأسعار في الأعياد والمناسبات إلى تجار الجملة والتجزئة على حدّ سواء أو الوسطاء بينهما.