إنها رجفة حرية استشعرتها بين يديها المحبتين المتألمتين ... لنهما استشعرتا رجفة الموت ما قبل شهر فبراير الفارط البارد. لقد كانت تخفي في جوفها أطفالها.. خوفا من أياد بحر عميق جارف.. لقد كانت ترغم السماء عادة على ذرف دموعها، لتمسح بها صحراء قلوبهم.. لتنسيهم ما يمرون به ربما..! أو لتملأ داخلها ببعض الحسرة.. لقد كانت تحنّ لأن يلتفتوا.. كانت تريد أن تعزمهم لعزاء الشوق الذي كانت تقيمه بداخلها.. لقد كانت سعيدة حتى بادعائهم أنهم بخير.. مع أنهم كانوا في حلقة مغلقة.. لقد كانت تتجاهل ما يحصل بداخلها، بمجرد رؤية هالة مضيئة لطفل من أطفالها.. هالة، قد تغير عزاء الشوق الى عرس تودع فيه ريحان حنين قاتل.. لكن سرعان ما تختفي تلك الهالة.. تختفي اختفاء سراب مظلم كاذب.. فإما تضمي تلك الهالة وصاحبها.. وإما تتناثر في داخلها، في مكيدة من المكائد المغروسة فيها ربما.. ! وتكون بهذا قد أضافت بعض الرماد لجدرانها.. رماد طفلها المثناثر .. أو عجز تضيفه لكوب حنينها المتعطش.. لم تكن هالة واحدة هذه المرة.. لقد توهج الجميع مما أحدث هذه الرجفة في يديها الباردتين..!!