وضع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عشية غرة نوفمبر المجيدة حجر الأساس لبناء جامع الجزائربالمحمدية، الذي يعد ثالث اكبر المساجد في العالم بعد مسجدي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بعد تأخر دام نحو 6 سنوات، لأسباب تقنية. وقد استمع الرئيس إلى الشروحات المتعلقة بكيفية انجاز المشروع، بالإضافة إلى عرض مصور وهو عبارة عن شريط لمدة 15 دقيقة تقريبا يظهر المراحل التي يمر بها الانجاز إلى غاية استكمال الجامع في صورته النهائية، مع تصور ثلاثي الأبعاد. بإعطائه إشارة انطلاق تجسيد المشروع الجامع الكبير يكون الرئيس الجمهورية قد جسد الفكرة التي وعد بها الجزائريين اثر انتخابه لعهدة ثانية سنة 2004، الذي سيعطي صورة ايجابية ومحترمة عن الجزائر في العالم. وسيشيد هذا المشروع الكبير الذي لاقى جدلا كبيرا وتعاليق كثيرة منذ الإعلان عنه، في حي المحمدية شرق العاصمة على ضفاف البحر حيث وصف بأنه اكبر مشروع عرفته الجزائر منذ الاستقلال، لانه سيستخدم في انجازه أحدث التقنيات المضادة للزلازل والرياح العاتية شبيهة بتلك المعتمدة في الدول المتقدمة. وقد كان التنافس شديدا لانجاز هذا المشروع من حيث الإمكانيات المالية وما تتطلبه من كفاءات في التصميم والهندسة المعمارية، بين مجمع لمؤسسات لبنانية ايطالية ومجمع لمؤسسات جزائرية اسبانية والمجمع العمومي الصيني (كمكَّك) غير ان هذا الأخير هو الذي فاز في المناقصة التي شاركت فيها 24 مؤسسة من مختلف أنحاء العالم لتجسيد مشروع بناء جامع الجزائر بقيمة مالية قدرها 100 مليار دج، أي ما يعادل 3،1 مليار دولار، والى 2000 موظف من مهندسين وفنيين وإداريين، الذين سيعملون كل في موقعه لبناء هذا الصرح الحضاري. وستتميز هذه التحفة المعمارية التي ستكون جاهزة حسب التقديرات التي وضعتها المؤسسة التي ستشرف على الانجاز ب48 شهرا، بعد إطلاق الأشغال المتعلقة بالمشروع، بإبراز البصمة العربية الإسلامية وبطابعها الفني المنسجم مع مدينة الجزائر مع الإشارة إلى ان أشغال تهيئة أرضيته انطلقت سنة 2008. ويتربع مشروع جامع الجزائر حسب الشروحات التي قدمها المدير العام للوكالة الوطنية لانجاز المشروع وتسييره على موقع يمتد على 20 هكتار مع مساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربع، وعلى ارتفاع يصل إلى 22 مترا عن سطح البحر، ويضم 12 بناية منفصلة، وسيتميز بمئذنة الأكبر في العالم حوالي 300 متر محطما بذلك رقما قياسيا كان يحتفظ به مسجد الحسن الثاني الذي يصل طول مئذنته إلى 210 متر. ويحتوي كذلك هذا الصرح الحضاري الذي سيشيد وفقا للنظام المضاد للزلازل على قاعة للصلاة تتسع ل120 ألف مصلي، علاوة على هذه القاعة، يحتوي الجامع الكبير على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي، ومتحف يستعرض 15 قرنا للفن والتاريخ الإسلامي ومركز للأبحاث حول تاريخ الجزائر. كما سيضم المسجد مكتبة تتسع لنحو 2000 طالب، صممت لاستيعاب حوالي مليون كتاب، بالإضافة إلى قاعة للمطالعة مفتوحة على ثلاثة طوابق، وقاعة للمحاضرات ب1000 مقعد. جامع الجزائر ليس مكان للعبادة فقط إنما هو معلم ثقافي وسياحي يمكن الزوار له من التمتع بمناظر خلابة للخليج العاصمي وتنشق الهواء العليل في الحديقة التي ستضاف لبقية المواقع لاستكمال وجهه الجمالي، كما زود الجامع بحظيرة بها 6000 مكان لركن السيارات، بالإضافة إلى كل المرافق الاجتماعية الضرورية للزوار سواء كانوا عرب أو أجانب.