يؤدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة غدا الإثنين زيارة عمل وتفقد لمناطق مختلفة بولاية الجزائر العاصمة، أين سيشرف على تدشين ووضع حجر الأساس لعدة مشاريع حيوية هي الأهم من نوعها منذ سنوات. تشهد ولاية الجزائر غدا الإثنين أهم خرجة يقوم بها الرئيس بوتفليقة إلى عاصمة البلاد، بالنظر لأهمية المرافق والبنى التحتية التي سيشرف على تدشينها بعد سنوات من الانتظار. وتشمل زيارة العمل هذه عشية الإحتفال بالذكرى ال 57 لاندلاع الثورة التحريرية وضع حجر أساس قصر المؤتمرات الجديد، الذي سيكون الفضاء الأكثر استقطابا للنشاط الدبلوماسي والسياسي على الصعيدين المحلي والدولي، كما ستشمل هذه الخرجة الميدانية لرئيس الجمهورية وضع حجر أساس جامع الجزائر الصرح الديني والحضاري، الذي أبا الرئيس إلا أن يتحول إلى حقيقة برغم من التحديات والصعوبات التي واجهت المشروع. وسيطلق العاصميون غدا زفرات الاستراحة من أشغال مشروع ميترو الجزائر، الذي شكلت أشغاله على مدار ال 15 سنة الماضية مصدر إزعاج للمواطنين، سواء في الطرقات وكبريات الشوارع وحتى أزقة وأحياء العاصمة المسيجة بحواجز الأشغال الكبرى للمشروع، وسيعطي رئيس الجمهورية إشارة انطلاق أولى صافرات “العربة الزرقاء” في أنفاق وفضاء العاصمة، على أمل أن تنفرج أزمة المرور وازدحام الطرقات. وبهكذا مشاريع سيكون الرئيس بوتفليقة قد حقق التحدي الذي ظل حلما يراود الجزائرالبيضاء في اللحاق بركب عواصم العالم، في انتظار استكمال مشاريع التهيئة المختلفة المبرمج خلال الخماسيية الجارية، بما فيها مشاريع المدن الجديدة، واستراتيجية الدولة الرامية لتحقيق توازن تنموي من شأنه رفع الضغط السكاني الذي تعيشه عاصمة البلاد. مشاريع جزائر المستقبل جامع الجزائر الأعظم أطلقت فكرة الجامع الأعظم من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حين تجديد انتخاباته لولاية ثانية سنة 2004، حيث تقدر كلفة بناء مسجد الجزائر الأعظم بحوالي 9 مليارات و700 مليون دينار جزائري، ذو المئذنة ذات المواصفات العملاقة المطلة على “خليج الجزائر” في حي المحمدية بشرق العاصمة، وببنائه المضاد للزلازل والمحاط بمراكز تقنية وثكنة للحماية المدنية مع مساحات خارجية من الحدائق والمائيات والأبنية الإدارية ومساكن الموظفين، إضافة إلى مركز للتسوق ومستوصف وفندق 5 نجوم ومسرح ومركز للعلوم ومتحف للفنون والتاريخ ومطاعم وملاعب للرياضة المتنوعة، كما أنه سيؤرخ لتاريخ البلاد من خلال 14 طابقاً، حيث يرمز كل طابق إلى حقبة من حقب الجزائر التاريخية على حد تعبير وزير الأوقاف الجزائري، هذا المسجد سيكون الثالث من ناحية الحجم بعد الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ويمتد هذا الصرح المعماري العظيم على مساحة 200 ألف متر مربع، ويتسع الصحن الرئيسي للمسجد، الذي سيضم مركزاً ثقافياً من بنايتين، لأكثر من 120 ألف مصلٍ، الذين ستعلوهم قبة قطرها 50 وارتفاعها 70 متراً، أما مئذنته الرئيسية فهي خاطفة للأضواء على كل صعيد، لأنها ستكون مئذنة ومنارة في الوقت نفسه، وناطحة سحاب ارتفاعها 300 متر، منتزعة بذلك لقب أطول مئذنة في العالم، كما يحتوي المسجد على 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع مخصصة لأكثر من 6 آلاف سيارة، ويحتوي أيضا على قاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألف و100 متر مربع، واحدة تضم 1500 مقعد وثانية 300 مقعد، بالإضافة إلى مكتبة من ألفي مقعد مساحتها 21 ألف و800 متر. المقر الجديد لوزارة الخارجية يعد مقر وزارة الخارجية الجديد أكبر بناية حكومية في الجزائر، حيث كلف إنجاز هذا المقر الذي يقع بأعالي حي العناصر بالعاصمة والذي تم ربطه بشبكة للطرق والجسور العملاقة مبلغ 25,11 مليار دينار جزائري، وتكفلت الشركة الصينية التي أشرفت على إنجاز مشروع النادي الوطني للجيش ومقر مركز الأعمال القدس ببلدية الشراقة ومطار الجزائر الدولي، بعملية البناء التي استغرقت حوالي ثلاث سنوات• وهو يتربع على مساحة 73,678 متر مربع، ويعتبر أكبر مبنى حكومي على المستوى الوطني مجهز بأحدث الوسائل. مترو الجزائر مترو الجزائر هو قطار الأنفاق للنقل الحضري في مدينة الجزائر العاصمة، وهو مشروع يعود تاريخه إلى 1970 خطط له لمواجهة الانفجار الديموغرافي ومتطلبات النقل الجماعي الحضري للعاصمة الجزائرية، أول انطلاقة لإنجاز المشروع كانت في 1980، ولكن إنجازه تأخر نظراً للصعوبات المالية والأمنية في التسعينيات. عرف المشروع انطلاقة جديدة في 2003. وقد تم الانتهاء من محطات الخط الأول “حي البدر - تافورة - البريد المركزي” 9 كم و10 محطات، وينتظر دخوله الخدمة في أواخر شهر أكتوبر لسنة 2011، وهو يعتبر بالإضافة إلى مترو القاهرة الوحيدين في قارة إفريقيا وتبلغ تكلفة إنجاز هذا الخط الأول 90 مليار دج، فيما سيتم تمويل أشغال التمديد في إطار البرنامج الخماسي المقبل للفترة 2010-2014، وتبلغ السرعة القصوى له 72 كلم/سا والتسارع يصل إلى 1.3 متر/ثانية وقدرة استيعاب المسافرين في كل قطار: 1234. ترامواي الجزائر ترامواي الجزائر هو قطار المدينة في مدينة الجزائر العاصمة وهي وسيلة نقل جماعية عصرية، بدأ بناؤه منذ عام 2006 من قبل شركة” ألستوم” الفرنسية والتي أجرتها مؤسسة مترو الجزائر العاصمة. وهو ما زال في قيد الأشغال، وتم تدشين الشطر الأول منه يوم 8 ماي 2011 بخط يبلغ طوله 7.4 كم، أول التجارب عليه أجريت يوم 15 ماي 2010 على مسافة 2 كم، هذا الخط الأول للترامواي في الجزائر العاصمة بطول 23.3 كم يربط بين بلديتي حسين داي وبرج الكيفان على أن تصل إلى 38 كم حين الاستلام النهائي للمشروع. ويتواجد به 30 محطة والذي سيصل إلى 38 في التسليم النهائي للمشروع الذي يستمر حتى درڤانة والذي سيؤثر في المستقبل على حركة السير فيها بسبب كثافة السكان فيها والتي تقدر ب500.000 نسمة فيها، أما الخط الثاني هو قيد الدراسة وسوف يواصل من محطة متعددة الوسائط نحو الشراقة غرب العاصمة ونحو بلدية بئر مراد رايس، وبلغت تكلفة مشروع ترامواي الجزائر الإجمالية 35 مليار دج والتي تعادل 356 مليون أورو، مستقبل النقل في الجزائر العاصمة سيتحسن بدخول الترامواي الخدمة بحيث يستطيع حمل حوالي 150.000 إلى 185.000 شخص في اليوم، ونقل 6800 راكب في الساعة في اتجاهين معاكسين بسعة 400 شخص في القطار الواحد، وتم تجهيز ترامواي الجزائر بقطارات شركة ألستوم سيتاديس نوع 302، يبلغ طولها 43 مترا ويضم ثلاث مقطورات بسعة إجمالية تقدر ب400 مسافر، وأمرت مؤسسة مترو الجزائر تحضير وتسليم 41 قطار، وتم تسليم القطار الأول يوم 28 مارس 2009، ويتم تحويل كل قطارات الترامواي إلى مستودع مخصص لصيانتها وركنها في بلدية برج الكيفان. ينتظر أن يكون الفاصل الزمني بين مرور عربة وأخرى 12 دقيقة، على أن يتم تقليصه خلال سنة إلى 4 دقائق.