ترحم الرئيس بوتفليقة، أمس، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية بمناسبة إحياء الذكرى ال57 لاندلاعها· وقد حضر مراسم الوقفة، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، والوزير الأول أحمد أويحيى والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك فنايزية ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد فايد صالح وكذا أعضاء من الحكومة· وتلقى الرئيس بوتفليقة التهاني بمناسبة الذكرى 57 لاندلاع ثورة أول نوفمبر في حفل بقصر الشعب، حضرها مسؤولون وإطارات سامية في الدولة ورؤساء أحزاب التحالف الرئاسي وشخصيات ثورية· وافتتح الرئيس بوتفلقية، أول أمس الاثنين، في العاصمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى 57 للثورة التحريرية، مشاريع هامة تتعلق بأول قطار ميترو وسط احتفال شعبي ومهيب حضره كبار المسؤولين وعدد من أعضاء الحكومة· كما وضع حجر الأساس لبناء أكبر مسجد في الجزائر وإنجاز مركز جديد لقصر المؤتمرات العالمي وتدشين مقر وزارة الخارجية في أعالي قبة العناصر· ودشن الرئيس بوتفليقة مترو الجزائر من محطة المعدومين بحي الرويسو، واقتطع تذكرة باتجاة محطة البريد المركزي ويتكون المترو الجزائري من 14 قطاراً يبلغ عدد مقطورات كل منها ,6 ستقوم بنقل الركاب يومياً ابتداءً من الساعة ( 00:05صباحاً وحتى 00:23)، على خط واحد يبلغ طوله 9,5 كلم يحتوي 10 محطات، تصل مركز العاصمة بحي البدر مرورا بأحياء معروفة باكتظاظ حركة المرورة كحي خليفة بوخالفة وحي عيسات إيدير وحي الحامة مرورا بحديقة التجارب وحي المعدومين بالرويسو وحي البحر والشمس لغاية الوصول لحي البدر مقابل تذكرة يبلغ سعرها 50 دينارا أي نصف أورو وبتدشين الرئيس بوتفلقية لقطار الميترو الذي أصبح عمليا منذ أمس تكون مدينة الجزائر أول مدينة في المغرب العربي حيث يُفتتح مترو، يعقد عليه الشارع أملاً بتخفيف من حدة الازدحام الذي تعانيه العاصمة، ويقوم مئات رجال الشرطة بتوفير الأمن في المترو ويتواجد به 244 كاميرا فيديو لضمان الأمن، ويعول المسؤولون على مضاعفة المسافة التي يغطيها إلى 40 كلم مع حلول سنة 2020 وعلى الرغم من طرح أهمية تشييد مترو في الجزائر منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، إلا أن مشروع البناء تأجل مراراً بسبب مشاكل التمويل التي واجهتها حكومات البلاد المتعاقبة، ومن بين أهم المحطات أيضا التي وقف عندها الرئيس بوتفلقية بمناسبة عيد الثورة وضع حجر الأساس لبناء المسجد الكبير الذي رست عملية إنجازه على شركة صينية مؤخرا وتقدر تكلفته بنحو ملياري دولار ويعتبر ثالث أكبر مسجد في العالم – بعد مسجدي مكة والمدينة ومعروف أن فكرة بناء المشروع جاءت من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي وعد الجزائريين بتجسيد هذا المشروع الديني على أرض الواقع إثر انتخابه لفترة رئاسية ثانية في 2004 وعرف تأخير دام نحو ست سنوات لأسباب سياسية وتقنية· وبالإضافة إلى افتتاحه قطار المترو شارك الرئيس بوتفليقة بعدد من الفعاليات المهمة، منها وضع حجر الأساس لمركز المؤتمرات العالمي في غرب العاصمة· كما افتتح مبنى وزارة الخارجية الجديد بأعالي قبة العناصر· رتيبة /ب بعد طول انتظار·· الخط الأول منه يدخل حيز الخدمة أمس الجزائريون يحجون من 48 ولاية لركوب ”الميترو” عيد أول نوفمبر لهذا العام، كانت له نكهة خاصة بالنسبة للعاصميين وعموم الجزائريين الذين توافدوا أمس بالآلاف على العاصمة، لمشاهدة حلم ”الميترو” الذي تحقق بعد طول انتظار دام 36 سنة كاملة انتهت معها أعمار كثيرين دون أن يشاهدوه· أمواج بشرية من مختلف الأعمار والمستويات تدافعت أمس لركوب هذه الوسيلة التي تعد ثورة في مجال النقل بالجزائر، بعد أن تم فتح أول الخطوط أمام الاستخدام التجاري أمس· ”البلاد” انتقلت أمس في أول رحلة تجارية للميترو، لتنقل أجواء هذا اليوم ”الحدث” بالنسبة لكثيرين ممن لم يخفوا فرحتهم وافتخارهم بإنجاز هذا المشروع، حيث شهدت مختلف محطات الميترو العشر مع الساعات الأولى لافتتاحه صباح أمس إقبال الآلاف من المواطنين والعائلات التي قدمت من ولايات بعيدة لتعيش أجواء تشغيل الميترو لأول مرة في الجزائر· ويصادف كل من يلج المحطات المخصصة للركاب وجود تعزيزات أمنية على مداخل ومخارج الميترو، إضافة إلى تجهيزه بعشرات كاميرات المراقبة لضمان أمن وسلامة مستخدميه· وفي هذا السياق، أكدت السيدة نسيمة أن الميترو كاد يصبح وهما بسبب طول مدة إنجازه وفتح أبوابه للجمهور بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع حرب التحرير، هو بمثابة النور في هذا اليوم المجيد وأنه أصبح حقيقة بعدما كان حلما· وفي هذا الصدد، عبرت الطالبة فتيحة عن فرحتها بانطلاق الميترو، مؤكدة أن المسافة التي كان تقطعها يوميا من منزلها إلى الجامعة سوف تتقلص من ساعة إلى 20 دقيقة وأنه سوف يقلل مشكلة الازدحام التي يعاني منها سكان العاصمة· كما أكد الأب (محمد) وعائلته أتوا خصيصا لرؤية الميترو، من الجلفة سعادتهم بتدشينه، وأن كل شيء منظم خاصة الأمن، وتمنى أن يدوم ويحافظ عليه من الراكبين خاصة من ناحية النظافة والاحترام· وأضاف سفيان، وهو محام، أن مستوى ميترو العاصمة يساوي قطارات الأنفاق في أوروبا بل ويتفوق على بعضها، مبديا إعجابه بالمقاييس العالمية التي روعي فيها إنجاز هذا المشروع الذي تحول إلى واقع· وبخلاف الانطباعات السابقة، أبدى حميد عدم رضاه بالميترو بسبب العيوب التي فيه، وهي اقتصاره على مسلك خط واحد، واشتكى من سعر التذكرة المرتفعة مقارنة بالمواصلات الأخرى حتى ولو ركبنا محطة واحدة ندفع 50 دج· وهو الرأي الذي وافقه عليه عمر الطالب بجامعة الجزائر أن تذكرة الميترو باهظة الثمن، إذ لا تراعي الظروف الاجتماعية لكثير من الطلبة خصوصا أن قيمة تذكرة الذهاب والإياب لليوم الواحد هي 100 دج وهذا كثير، وقال إن هذا سيحرمهم الاستفادة من هذه الوسيلة وأنهم سوف يتمسكون بالتنقل في النقل العمومي، ودعا السلطات الى مراجعة ثمن التذكرة لأنه لا يستطيع أن يدفعها الزوالي على حد قوله· من جهة أخرى، أكد عمي محمد أنه جد مسرور برؤية الميترو قبل وفاته، حيث قال: ”انتظرنا، انتظرنا قلنا إنه لن يكتمل لكن الآن الحمد لله، خاصة وأنه دشن بمناسبة عيد ميلاده 84 سنة في أول نوفمبر·