قام أمس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بزيارة ميدانية وعملية لولاية وهران اطلع خلالها على سير العديد من المشاريع الهامة المتعلقة اساسا بالتنمية المحلية، حيث عاين العديد من المنشآت والمنجزات فدشن بعضها وقام بوضع حجر الأساس لإنجاز البعض الآخر منها. استهل رئيس الجمهورية زيارته إلى وهران مباشرة بعد وصوله إلى مطار السانيا بالتوجه إلى بلدية الكرمة، غير البعيدة عن السانيا حيث قام بتدشين محطة الضخ للمجمع الحضري بوهران التي تم تسجيلها سنة 2005 ليتم الشروع في عملية انجازها خلال شهر مارس 2006 من طرف شركة فاتيك / واباغ، حيث خصص لها غلاف مالي قدره: 640 مليار سنتيم. ومن أهم أهداف هذا المشروع الضخم والهام هو ضخ كل الموارد المائية الصحية وتطهيرها وإعادة تصفيتها عن طريق المضخة ليتم تحويلها إلى سقي سهل الملاتة الواقع على مستوى بلديات الكرمة ووادي التليلات وطفراوي على مساحة اجمالية تقدر ب 8100 هكتار، علما بأن كل هذه الأراضي الفلاحية تقع شرق السبخة على بعد حوالي 20 كلم من مدينة وهران وقد تم تهيئة هذه المساحة على شطرين اثنين، حيث يتربع الشطر الأول على مساحة اجمالية تقدر ب5 آلاف هكتار، بينما تعادل مساحة الشطر الثاني 3100 هكتار. يذكر بالمناسبة ان السيد رئيس الجمهورية خلال إطلاعه على هذا المشروع الذي اعجب به كثيرا كونه يساهم في حل العديد من الأزمات والمشكلات المتعلقة بتوفير المنتوجات الفلاحية ويفتح فرصا جديدة للعمل الفلاحي ويقلص حجم البطالة في بلديات الكرمة وطفراوي ووادي التليلات، مؤكدا في الوقت نفسه امام المسؤولين المحليين أن هذا المشروع بإمكانه ان يساهم بشكل فعال وجدي في تقليص فاتورة استيراد المواد الغذائية المختلفة، كما من شأنه ان يوفر العديد من المنتوجات الفلاحية ليس لولاية وهران وحدها بل لكافة الجهة الغربية قصد تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الغذائية التي يتم استيرادها بالعملة الصعبة. بعد هذا المشروع تنقّل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى قطاع آخر لا يقل حيوية وأهمية الا وهو قطاع الصحة العمومية وإصلاح المستشفيات، حيث قام بتدشين مركز الأمير عبد القادر لمعالجة المصابين بداء السرطان الواقع بحي بوعمامة غرب وهران والذي كلف الخزينة العمومية غلافا ماليا قدره 118 مليار سنتيم، وقد امتدت مدة انجازه منذ بداية المشروع سنة 1998 الى غاية الثلاثي الثالث من هذه السنة، علما بأن هذا المشروع الهام يدخل في خانة الاستجابة لحاجيات المرضى المصابين بهذا الداء الخبيث وضرورة تلقي العلاج المتخصص، ويتربع هذا المركز على مساحة تفوق 6 هكتارات به خمس مصالح وقدرة استيعابه الحقيقية هي 173 سريرا. يذكر بالمناسبة ان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وقف مطولا عند المرضى واستمع الى انشغالاتهم وكانت له كلمات مؤثرة مع العديد من المصابين قبل أن يستمع الى احتياجات الأطباء وكيفية تعاملهم مع المرضى في ظل قلة الامكانيات وانعدامها احيانا وهو ما جعله يأمر السلطات الوصية بالاهتمام أكثر وإيلاء العناية اللازمة لهذه الفئة الاجتماعية من المواطنين الذين يستوجب أن يشعروا أنهم كغيرهم من الأصحاء. بعد قطاع الصحة العمومية دشن رئيس الجمهورية بحي يغموراسن بوهران محكمة وهي واحدة من المنشآت الاقتصادية والادارية التي كانت وهران في أمسّ الحاجة إليها علما وتم انجاز هذه المحكمة في أقل من 5 سنوات، حيث شرع في انجازها سنة 2003 لتنتهي بها الأشغال في سبتمبر 2008 ومن أهم أهداف وتأثيرات هذا المشروع الذي دشنه رئيس الجمهورية، الاستجابة لاحتياجات المواطنين في مجال الخدمات القضائية وتدعيم دولة القانون في نظر المواطن. بعد هذا، توجه رئيس الجمهورية الى بلدية السانيا ليقوم بتدشين عملية تطهير المجمّع الحضري لمدينة وهران الذي دام انجازه 20 شهرا، حيث شرع في الأشغال به مع نهاية 2007 والهدف من هذا المشروع هو مواصلة معالجة وتطهير المياه الصحية وإعادة استغلالها واستعمالها في السقي الفلاحي وأهداف أخرى. وبعد قطاعي الصحة والعدالة توجه رئيس الجمهورية الى محطة السكة الحديدية حيث قام بتدشين الخط الحديدي الرابط ما بين وهران وآرزيو على طول 37 كلم، علما أن هذا المشروع الذي تم تسجيله منذ 1974 لم يتم الانتهاء من انجازه الا بعد اعادة تسجيله سنة 2001 والشروع في انجازه سنة 2004 من طرف ثلاث شركات جزائرية، هي شركة انفرافير المكلفة بأشغال التهيئة ووضع السكة الحديدية وشركة سرور المكلفة بأشغال المنشآت الفنية وكذا شركة الأشغال الكبرى للجزائر المكلفة هي الأخرى بالمنشآت الفنية وحمايتها علما بأن بداية استغلال هذا الخط بصفة رسمية ستكون مع حلول شهر جانفي من العام المقبل، اي بعد حوالي ثلاثة اسابيع على أبعد تقدير وذلك بعد الانتهاء من اجراء بعض التجارب الفنية على مستوى بعض المحطات، هذا المشروع كلف الخزينة العمومية 470 مليار سنتيم. يذكر بالمناسبة أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اعطى اشارة انطلاق القطار السريع مابين وهران والشلف على مسافة 200 كلم التي سيتم قطعها في أقل من ساعتين على أقصى تقدير ليتوجه بعدها الى قطاع آخرمن أهم القطاعات حيوية لوضع حجر الأساس لانجاز 350 مسكنا ترقويا بحي فلاوسن بوهران من انجاز الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط تقوم بإنجازه شركة السكن والانجاز الصينية، وتقارب تكلفة المشروع ال107 مليار سنتيم وأن نسبة تقدم الأشغال به وصلت الى40? على أن يتم تسليمه في أواخر السنة المقبلة. وضع حجر أساس مركز تطوير الأقمار الصناعية كما دشن رئيس الجمهورية مشروع 2803 مسكن اجتماعي تساهمي بحي »الياسمين« بشرق وهران. وسلم رئيس الجمهورية بهذه المناسبة رمزيا المفاتيح لخمسة مستفيدين من هذه السكنات. ومن شأن هذا المشروع الذي ساهم في تجسيده 19 مرقيا عقاريا والذي انطلقت أشغاله في أكتوبر 2006 في إطار المخطط الخماسي 2005 - 2009 تلبية الاحتياجات المسجلة في مجال السكن بشتى أشكاله. وعلى إثر ذلك أشرف رئيس الجمهورية على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مركز تطوير الأقمار الصناعية بالقرب من القطب الجامعي للعلوم والتكنولوجيا »محمد بوضياف« الواقع ببلدية بئر الجير (وهران شرق). وقد لاحظ رئيس الجمهورية عقب تقديم عرض عن هذا المشروع أن عدد السكنات المرافقة غير كافية آمرا المسؤولين بإنجاز أخرى. للإشارة سيتم إنجاز هذا المرفق العلمي التكنولوجي التابع للوكالة الجزائرية للتقنيات والتكنولوجيات الفضائية في إطار الشراكة مع دول لها تجربة مثل الأرجنتين والهند، ومن المرتقب تسليم المشروع الذي سينجز على مساحة تقدرب46800 متر مربع قبل نهاية السداسي الأول من 2010. وحسب مسؤول مشرف على المشروع فإن هذا المركز يهدف إلى إنجاز أقمارصناعية لرصد الأرض بامكانيات وطنية. كما سيتم من خلال إنجاز هذا الصرح التكنولوجي الهام العمل على استغلال مهارات وخبرات مختصين وباحثين جزائريين في الميدان واستثمارها في تطوير المجال الفضائي في إطار المخطط المذكور زيادة على تفعيل الصناعة الوطنية في التخصصات التكنولوجية الدقيقة الميكانيكية والالكترونية. بعدها توجه رئيس الجمهورية إلى بلدية بئر الجير ليدشن محطة تزويد الكهرباء بطاقة 2 *4 ميقاواط التي دخلت حيز التشغيل منذ نوفمبر الماضي بنسبة 100 ? بعدما تم تشغيل المولد الأول خلال شهر مارس الماضي حيث جاءت هذه المحطة في وقتها كونها ستسمح لولاية وهران من إنتاج طاقتها الكهربائية دون اللجوء إلى استيراد طاقتها من ولايات أخرى لتكون بذلك متحررة كلية في مجال الطاقة الكهربائية عن غيرها من الولايات الأخرى بل بالعكس من ذلك فإنه بإمكان ولاية وهران بعد استلامها هذه المحطة توفير الطاقة لغيرها من الولايات المجاورة التي تعرف نقصا أو خللا في التوزيع علما بأن هذه المحطة تشتغل بالغاز الطبيعي وأنه في حالة حدوث أي خلل بإمكانها إنتاج طاقتها ذاتيا لمدة 6 أيام الأمر الذي يجعلها إحدى المحطات الحديثة الإنجاز والمتطورة جدا. بعد هذه المحطة توجه رئيس الجمهورية إلى منطقة المقطع ببلدية مرسى الحجاج على الحدود مع ولاية مستغانم لوضع حجر الأساس لإنجازوحدة تحلية مياه البحر التابعة لقطاع الطاقة والمناجم على أن الشركة المكلفة بالإنجاز هي الشركة الأندونيسية هاي فلوكس التي ستقوم بإنجاز هذه الوحدة التي تعتبر أكبر وحدة على المستوى العالمي والتي ستقوم بإنتاج الكهرباء إضافة إلى تحلية مياه البحر كما هو الشأن لوحدة إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر الواقعة بارزيو، غير أن قوة هذه الوحدة الجديدة تكمن في أنها تنتج ما لا يقل عن 500 الف متر مكعب يوميا وهومامن شأنه أن يحل بصفة نهائية وكلية مشكل وفرة الماء الشروب لولاية وهران وما جاورها من الولايات الأخرى كمستغانم وعين تيموشنت ومعسكر وحتى تلمسان. ودائما في قطاع الطاقة والمناجم كانت لرئيس الجمهورية وقفة بمركب إنتاج الأسمدة واليوريا وهي نوع من الأسمدة الممتازة التي تساهم بشكل كبير وفعال وطويل المدى في تفعيل التربة وتخصيبها حيث وضع حجر الأساس لهذا المركب الواقع بالمنطقة الصناعية بآرزيو والموجه كلية إلى التصدير، ويتربع هذا المركب على مساحة إجمالية تقدرب34 هكتارا وهو من إنجاز مشترك ما بين شركتي سوناطراك وأوراسكوم المصرية ومدة الإنجاز هي 36 شهرا حيث سيتم به إنجاز وحدتين لإنتاج الأسمدة من نوع الأمونياك بقدرة إجمالية تبلغ 4.400 طن يوميا ووحدة لإنتاج اليوريا بطاقة إنتاج تقدر ب3450 طن يوميا. أما في مجال الأشغال العمومية وتجهيز الطرقات الوطنية ومداخل ولاية وهران بالمحولات والأنفاق فقد قام السيد رئيس الجمهورية بتدشين نفق نميش بختي جلول الواقع بحي جمال الدين بمفترق الطرق على مستوى ملتقى مسجد عبد الحميد بن باديس والمديرية العامة لمؤسسة سوناطراك فرع المصب، إضافة إلى اشرافه على وضع حجر الأساس لإنجاز المحول الخاص بالطريق الوطني رقم 11 على مستوى سيدي البشير والمتوجه نحو القطب الجامعي الجديد بدوار بلقايد والمركب الرياضي الجديد خاصة وأن هذا المحول سيساهم بشكل كبير في ضمان أمن وسلامة الراجلين والسائقين على حد سواء. النقطة الأخرى ذات الأهمية الكبرى التي وضع رئيس الجمهورية حجر أساسها تتعلق بانجاز مشروع الترامواي الذي يمتد على طول 18.7 كلم ما بين السانيا ودوار بلقايد عبر وسط المدينة به 32 محطة بطاقة نقل للمسافرين تعادل 4975 مسافر في الساعة الواحدة في اتجاه واحد بمعنى نقل 270000 مسافر يوميا في الاتجاهين و88.5 مليون مسافر سنويا وقد خصص لهذا المشروع غلاف مالي قدره 17.9 مليار سنتيم يشرف على انجازه مجمع ترام نور وهو مجمع من شركتين الأولى جزائرية والثانية اسبانية. علما بأن آجال انجاز المشروع لا تتعدى 26 شهرا يضاف اليها ثلاثة أشهر للتجارب التقنية. وآخر محطة في الزيارة الميدانية والعملية والماراطونية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى ولاية وهران هي وضعه حجرالأساس لانجاز مركز الاتفاقيات الذي تموله شركة سوناطراك وتقوم بانجازه مؤسسة اسبانية والواقع بمنطقة الجوالة بوهران سيخصص لاستقبال فعاليات الندوة العالمية للطاقة التي ستحتضنها ولاية وهران خلال شهر أفريل من سنة 2010 حيث يضم هذا المشروع فندقا من 5 نجوم و294 غرفة من الطراز العالي بها 588 سرير وقاعة محاضرات من 3000 مقعد وقاعتين آخريين للمحاضرات من 500 مقعد لكل واحدة و20 قاعة للاجتماعات وأشغال الورشات. أما اليوم الأربعاء فسيكون برنامج رئيس الجمهورية مقتصرا على حضور أشغال افتتاح الدورة ال151 لمنظمة الدول المصدرة للبترول وإلقاء خطاب أمام المشاركين في هذه الدورة التي ينتظر منها الشيء الكثير في مجال تقليص حجم الانتاج النفطي وترتيب أمور البيت الطاقوي على المستوى العالمي خاصة بعد انهيار أسعار النفط في أقل من 6 أشهر الى أدنى مستوى لها بنسبة تعادل 70 ? حسب تقدير المحللين الماليين والمختصين في مجال النفط.