شهدت مكتبة الشهاب أول أمس السبت لقاء أدبيا مع الكاتب بدر الدين ميلي حول روايته الصادرة حديثا عن منشورات الشهاب بعنوان »مرايا الطيور«، التي تقع في 236 صفحة باللغة الفرنسية. تعد رواية »مرايا الطيور« الجزء الثاني من ثلاثيته التي شرع في كتابتها سنة 2000، حيث صدر الجزء الأول منها في 2009 بعنوان »الفتحة والجدار«، على أن يصدر الجزء الثالث مطلع السنة المقبلة بعنوان »الرغبات الملعونة«. وقال الكاتب بدر الدين ميلي أن الجزء الثاني من ثلاثيته جاءت في طابع سياسي، حيث تتحدث عن جيل شاب ينحدر من الثورة التحريرية المجيدة، هؤلاء الشباب الذين التحقوا بالجامعة ليس بهدف العلم فحسب، وإنما لوضع علمهم وثقافتهم في سبيل خدمة القضية الجزائرية، والثورة التحريرية. ويضيف المتحدث أن الرواية تدور أحداثها بالضبط في بداية الستينيات إلى أواخر الثمانينيات، حيث تغطي على وجه الخصوص فترة الرئيسين السابقين للجزائر أحمد بن بلة وهواري بومدين، وهي الفترة التي تعتبر من أهم السنوات التي شهدت تغييرات وأحداث ما بعد الاستقلال، متطرقا بذلك وعلى وجه الخصوص للنخبة الجزائرية التي حاولت فرض مكانتها وإثبات وجودها في هذا الوطن في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية الحاصلة آنذاك، هاته النخبة التي يقول عنها بدر الدين ميلي أنها ناضلت ضمن الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين من أجل فرض المبادئ الاشتراكية في بلدها غير أنها اصطدمت بحواجز منعتها من تحقيق أهدافها الرامية إلى التطور والازدهار، خاصة بعد انقلاب 19جوان 1965، مؤكدا من خلال روايته أن نضال النخبة المثقفة تواصل في إطار الثورات الصناعية والزراعية والثقافية.. ويواصل ميلي حديثه ليؤكد أن الرواية تسرد فشل مشروع كان الغاية من ورائه تحقيق أهداف الثورة التحريرية خاصة بعد انقلاب 19 جوان 1965، لكن وفاة الرئيس هواري بومدين، الذي نجم عنه ظهور الفئات الليبرالية والانفتاح الرأسمالي الذي عاد بالضرر على المجتمع الجزائري. رواية »مرايا الطيور« تعد تكملة لرواية »الفتحة والجدار«، الصادرة أيضا عن منشورات الشهاب بالعاصمة، إلى الحقبة التاريخية لمدينة الجسور المعلقة في عهد أحمد باي، وبالتحديد إلى ملحمة المجتمع القسنطيني بعد هجومات 1837، التي وقعت في أحد الأحياء الشعبية لمدينة الجسور المعلقة، وهو حي »عوينة الفول«، وهو الحي الذي أحدث فيه المستعمر الفرنسي فجوة لدخول المدينة في عهد أحمد باي.. على أن يصدر الجزء الثالث في 2012.