يتحدث الروائي والكاتب والإعلامي الجزائري بدر الدين ميلي عن تجربته الخاصة التي خاضها في رواية «الفتحة والحصن» و«مرايا الطيور» التي قدم فيها تشريحا دقيقا ونقلا أمينا عن الأحداث التي عاشتها الجزائر خلال الثورة وفي عهد الاستقلال، ويؤكد لجميع قرائه الجزائريين أن المشروع «النوفمبري» مازال قائما لم يمت، ويمكن بالنضال أن ننجح في تحقيق تطلعات بناء جزائر معاصرة، ولم يخف أن رواية «الفتحة والحصن» سيتم اقتباسها في عمل سينمائي جزائري، «الشعب» التقته وأجرت معه هذا الحوار... ̄ رواية «الفتحة والحصن» اقتبست لعمل سينمائي @تصر أن تستكمل مسيرتك الأدبية التي تلبسها الزخم التاريخي ودفقات الأحداث التي شهدتها الجزائر، بأعمال تتقصى جميع الحقب فبعد «الفتحة والحصن» نتصفح «مرايا الطيور»، فهل يمكن تصنيف هذه الجهود في خانة المساهمة في كتابة التاريخ الجزائري؟ @@ بالفعل تعد محاولة للمشاركة في كتابة التاريخ المعاصر للجزائر وخاصة تاريخ الكفاح المتواصل للشعب الجزائري من أجل افتكاك استقلاله وحريته المسلوبة، هذا من جهة ومن جهة أخرى مشاركتي ليست أكاديمية وتخضع إلى قواعد الأدب لذا اخترت هذه الطريقة وكل ذلك مرجعه عاملين، على اعتبار انه من الصعب الوصول إلى كتابة نزيهة للتاريخ بسبب الذاتية التي تطغى على الموضوعية، ولأن الشباب متعطش لمعرفة تاريخ بلاده لكن في طابع ليس أكاديمي ويسهل عليه استساغة الأحداث وهضمها بشكل مسلي . @ كيف تلقى النقاد إبداعك وما رأيك في غربال الناقدين عندنا؟ @@ على العموم الكتاب الجزائري وخاصة الروائي مازال يعاني من عدة أمراض نذكر من بينها ضعف القراءة العمومية والعدد الهزيل من المكتبات وقاعات القراءة العمومية وإلى جانب النقص الفادح في عملية التوزيع والتهاب الأسعار، كل هذا اثر بالسلب على الكتاب والمطالعة والنقد على حد سواء، ونحتاج في الوقت الراهن إلى تسطير سياسة فعلية تشجع على القراءة وتدعم المؤلف والناشر، باتخاذ إجراءات مادية ومعنوية، ولا اخفي عليك أننا نتأسف لغياب نقد محترف مبني على الكفاءة والموضوعية ويلجأ إلى المجاملة . @ ما هي الرسائل التي حرص الأستاذ ميلي على تضمينها في رواياته التي تتطرق لأحداث بالغة الأهمية والحساسية؟ @@ الرسالة الأساسية التي حرصت على تبليغها للمتلقي الجزائري.. الأمل والثقة في حداثة مشروع أول نوفمبر الذي مازال قائما، لأنه رغم عدم تحقق عدة وعود على غرار بناء مجتمع مبني على تكافؤ الفرص وما إلى غير ذلك، إلا انه علينا أن نستمر في نضالنا لاستكمال تحقيق تطلعات المجتمع الجزائري المعاصر . @ وماذا عن الرواية الجديدة التي تنكب على كتابتها من اجل إنهاء ثلاثيتك الأدبية عن تاريخ الجزائر المعاصر، هل يمكن ان تكشف لنا عن بعض القضايا التي ستتناولها، وهل ثورات ''الربيع العربي'' حاضرة بين صفحاتها؟ @@ دون شك فإن الرواية التي ستصدر لي في خمسينية الاستقلال ستتناول الأزمة الاجتماعية والسياسية التي هزت الجزائر كمجتمع ودولة في عقد التسعينيات وكل ما جرى من تحولات جذرية عميقة في تركيبة وتوجهات هذا المجتمع من خلال بحث درامي نفسي وسياسي لعدد كبير من الأشخاص الذين يمثلون جوانب مختلفة من تلك الأزمة والفئات المتضررة، ولا شك في أن هذه الأزمة تولدت عن آمال كبيرة في كسب الحريات وتحقيق التغيير، ولا شك كذلك في أن التحولات التي ظهرت في بعض البلدان العربية والتي يطلق عليها ب''الربيع العربي'' تعالج بما تمخضت عليه في الجزائر أواخر عقد التسعينيات من حركات اجتماعية وسياسية مبكرة. @ كيف تلقى القارئ الجزائري رواياتك.. وهل كان محفزا لاستكمال الثلاثية التي تطمح ان تجسدها عن تاريخ الجزائر؟ @@ لمست الإقبال خاصة في فضاء البيع بالإهداء والذي نفذت فيه كتبي، وأعلمك أن الجزء الأول للثلاثية عرض على لجنة وزارة المجاهدين لنشره باللغة العربية ويوجد قيد الترجمة ويكون في متناول القراء بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، والمشروع الثاني يتمثل في اقتباس رواية «الفتحة والحصن» كسيناريو لعمل سينمائي للمخرج كريم طرايدية . @ قبل ان نفترق نود معرفة الدوافع التي شجعتك على خوض تجربة ملامسة الأحداث التاريخية التي عاشتها الجزائر بلمسة أدبية ورؤية ابداعية؟ @@ حملت المشروع لعدة سنوات خدمة للذاكرة وتقديرا لتضحيات الشهداء الأبرار المخلصين لوطنهم في سن مبكرة حاورته:فضيلة/ب