سجلت ولاية البويرة في الفترة الأخيرة عودة ما لا يقل عن 4 آلاف عائلة إلى قراها بعد نزوحها إلى المناطق الحضرية بسبب العشرية السوداء وافتقار هذه الأخيرة لمتطلبات الحياة، وهو ما كان وراءه استتباب الأمن وبرنامج الدعم الريفي، حسب ما أفادت به مصادر ولائية ل “الشعب” . وأفادت مصادرنا إلى أن السلطات الولائية تعمل جاهدة لإزالة البناءات الهشة التي مازالت قائمة إلى يومنا هذا والتي تسببت في تشويه المنظر العمراني للمدينة بعد تشييد النازحين بيوت قصديرية بصورة عشوائية. وقد عملت السلطات المحلية في هذا الإطار على مساعدة الراغبين في العودة إلى أراضيهم من خلال جملة المشاريع التي ساهمت في إعادة بعث الحياة بالمجمعات الريفية أبرزها برنامج السكن الريفي والتكفل بالطرقات والمسالك الريفية، وكذا الكهرباء ومنحهم إعانات ريفية، وكذا تجسيد مشاريع تنموية بالمنطقة تتلخص في ربط هذه الأخيرة بالكهرباء، الغاز، وشبكة المياه الصالحة للشرب وتهيئة المسالك الفلاحية ب 1134 كلم وضمان التغطية الصحية بها وغيرها ... وذكر ذات المصدر أن مشروع التشغيل الريفي بجنوب الولاية المسجل بين 2005 و2009 والذي مس 11 بلدية عبر دوائر سور الغزلان وبرج اخريص وبئر اغبالو قد عرف عدة عمليات تتعلق بالتنمية الفلاحية وتعبئة الموارد المائية وترقية المرأة الريفية استفادت منها 814 . 13 عائلة .كما أنشئت في إطار نفس البرنامج 5 مؤسسات أشغال مختلفة مسيرة من طرف شباب خريجي الجامعات يخص انجاز 33 وحدة لتربية الدواجن وكذا تهيئة 21 منبعا مائيا 38 بئرا علاوة على انجاز 9 أحواض مائية وغيرها من المشاريع الأخرى المتنوعة. كما حققت الولاية، حسب ذات المصدر، إنجازات بالقطاعات ذات الصلة بتنمية الفضاء كشبكة الطرق وترقية القدرات السياحية في الوسط الريفي وكذا تطوير المنتوج المحلي خاصة بقطاع الغابات بتعداد 38 مشروعا شرع في انجازها عبر 37 بلدية مع استفادة 219 . 12عائلة من هذه المشاريع التي أسند إنجازها إلى المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية وتم تسجيل 41 مشروعا في إطار برنامج التقنية للولاية. ويذكر في هذا الصدد أن 2545 وحدة سكنية استلمت خلال السنة الماضية لوحدها استنادا إلى ذات المصدر والذي أشار إلى ارتقاب استلام أزيد من 400 وحدة سكنية مع نهاية السنة، في حين تم تسجيل 6 آلاف إعانة خلال العام الماضي. وقد ساهم البناء الريفي إلى حد كبير في امتصاص أزمة السكن التي يعاني منها سكان المنطقة، بعد تقديم مساعدات مالية تقدر بسبعين مليون سنتيم للراغبين في إتمام مشاريع بناء سكناتهم. ونذكر في هذا الإطار أن صيغة البناء الريفي بولاية البويرة شهدت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين حيث ما فتئ يشهد عالم الريف بالولاية إعمارا من جديد وعودة قوية للسكان إلى مناطقهم، وتحقق في هذا الإطار استلام 13305 إعانة سكنية من مجموع 21783 وحدة سكنية استفادت، منها الولاية في إطار المخطط الخماسي الأول و 19000 إعانة مالية خلال الخماسي الحالي. واستنادا إلى ذات المصدر، فقد تم الإسراع في تسوية الأشطر الثلاثة للمستفيدين من إعانات السكن الريفي وتسهيل منح رخص إنجاز الآبار للاستغلال الفلاحي، وتوسيع المحيطات المسقية وإعادة الاعتبار لها على غرار المساحات المتواجدة بدوائر حيزر ومشدالة، والسعي لخلق مساحات جديدة، وتشجيع وتسهيل الاستثمار للشباب في الوسط الريفي والإسراع في إيصال الغاز الطبيعي إلى المناطق النائية. كما تم بعث أشغال إنجاز الكهرباء الريفية وتوسيع نطاق شبكة الهاتف الثابت والانترنت وتنظيم مخطط النقل ليشمل المناطق الريفية وإعادة الاعتبار وتشجيع الصناعات التقليدية، وتوسيع التغطية الصحية بالوسط الريفي، وإنجاز الحواجز المائية. هذا دون أن ننسى استتباب الأمن بالمنطقة، هذا الأخير الذي كان العامل الأكبر في عودة الأهالي إلى قراهم الأصلية وإنجاح برنامج التنمية الريفية الذي تبنته الجزائر للتحكم في التوزيع السكاني عبر مختلف ربوعها والتقليص من الضغط على المدن الكبرى التي باتت تشهد مختلف الآفات الاجتماعية، نظرا للضغط السكاني الذي شهدته بعد العشرية السوداء.