أجمع المتدخلون باليوم الدراسي الخاص بنشاطات الأسواق الجوارية المنعقد بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة أول أمس، على أنّ المخلفات السلبية لنشاطات الأسواق الموازية تشكل خطرا على الاستقرار الاقتصادي بالرغم من مساهمتها الفعالة في توفير مناصب العمل وتموين السوق. في ذات السياق، أشار رئيس غرفة التجارة والصناعة شنوة المنظمة للتظاهرة، إلى أنّ ما بين 60 و70 بالمائة من عمليات تبادل السلع يتم حاليا عبر الأسواق الموازية غير المراقبة عن طريق المركبات والمحلات العشوائية والفوضوية، بحيث تفاقمت الظاهرة على مدار السنوات الأخيرة بالنظر الى صعوبة تصفية الملف ومعالجته لأسباب متعددة تاتي في مقدمتها عدم جاهزية الأسواق الجوارية المنشأة من طرف الجماعات المحلية والموجهة خصيصا لاحتواء ظاهرة التجارة الفوضوية، وهي الأسواق التي تفتقد عادة لدراسات تقنية و اجتماعية و افتصادية تمكنها من استقطاب التجار وهيكلتهم، وتبقى بذلك بعيدة كل البعد عن الوسط المهني. وفي السياق ذاته، أشار متدخلون آخرون الى أنّ الأسواق الموازية تساهم فعلا في امتصاص اليد العاملة خاصة غير المؤهلة منها، كما تساهم في الواقع في تموين السوق بمختلف المنتجات ذات الاستهلاك الواسع، الا أنّه يعاب عليها انتشار ظاهرة التهرّب الضريبي وممارسة النشاط بدون تامين اضافة الى تسجيل فشل ذريع للاستقرار الاقتصادي، الأمر الذي أكّده رئيس الجمعية الولائية لحماية المستهلك وبيئته حمزة بلعباس، الذي اشار الى وجود لوبيات قوية تسعى جاهدة و بدون ملل لدعم السوق الموازية بالتوازي مع السهر على افشال هيكلة الأسواق الجوارية بخلفية تسهيل تسويق منتجاتها، والتي تكون في الكثير من الحالات غير مطابقة للمعايير، كما أشار ذات المتحدث الى أنّ الأسواق الجوارية المنشأة من طرف الجماعات المحلية تبقى غير لائقة و تبقى ظروف ممارسة النشاط غير مواتية بها لأسباب عديدة يدركها المعنيون. ....وميلاد أوّل مكتب ولائي للمنتدى الجزائري للشباب والمقاولاتية حظي المكتب الولائي بتيبازة للمنتدى الجزائري للشباب والمقاولاتية بالأولوية في تزكيته وتشكيله نهاية الأسبوع الفارط من ضمن 16 مكتبا جاهزا للتنصيب عبر العديد من ولايات الوطن. وفي ذات السياق، فقد أكّد رئيس تنظيم المنتدى الجزائري للشباب والمقاولاتية محمد عبد السلام، على أنّ تنظيمه الذي حصل على اعتماده شهر ماي الفارط من وزارة الداخلية يعتزم تشريح ودعم عالم المقاولاتية بالجزائر من خلال تشخيص الأسباب والمعطيات التي ترغم العديد من المؤسسات على الافلاس والاندثار، وإقتراح البدائل الموضوعية لدعمها وانقاذها بالشكل الذي يساهم مباشرة في الرفع من مستوى الاقتصاد الوطني، كما أشار محمد عبد السلام الى أنّ المنتدى نشأ بمحيط يشهد كما كبيرا من المشاكل العويصة التي تتخبط فيها المؤسسات على اختلاف درجات تصنيفها، وهو يسعى جاهدا من أجل امتصاص أكبر قدر من العوائق المثبطة لمسيري المؤسسات وتمكينهم من تحقيق وثبة اقلاع جديدة بالشكل الذي يضمن تطور النسيج الاقتصادي الوطني بكل أطيافه وتخصصاته. وفي السياق ذاته، قال محمد عبد السلام بانّ المنتدى يسعى للتموقع عبر 48 ولاية في مرجلة أولى وبمختلف الولايات المنتدبة في مرحلة لاحقة في خطوة لابد منها لجمع أكبر قدر من المعطيات من الميدان، وحلحلة الصعاب المعبّر عنها عبر مختلف جهات الوطن ضمن مسعى وطني شامل يتضمن عدّة اهداف يتم بذل جهود مضنية لتحقيقها مستقبلا وفق آجال متفاوتة، مع الاشارة الى كون 16 مكتبا ولائيا تعتبر الآن جاهزة للتنصيب، وتندرج ضمن هذه الاهداف إنشاء منصة تواصل بين مختلف المؤسسات سواء كانت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة مع ضمان توفير فضاء إقتصادي يعتبر كهمزة وصل بين المقاولين الشباب والسلطات على اختلاف مستوياتها، ودراسة مختلف العوائق المالية و البيروقراطية وغيرها، مشيرا الى أنّ المنتدى لا يعتبر حركة مطلبية وكفى، وإنما سيتحول مع مرور الزمن الى قوّة إقتراح فعالة بفعل الاستعانة بآراء الخبراء والمختصين. من جهتها أشارت رئيسة المكتب الولائية لتيبازة السيدة كريمة عسوس، عقب تزكيتها من طرف مقاولي الولاية مباشرة، بأنّها ستسعى جاهدة من أجل تحقيق أهم مطالب المؤسسات الصغيرة المنشأة بأجهزة الدعم على أرض الواقع، ويندرج ضمنها تفعيل المادة 87 من قانون الصفقات، والتي تعنى بمنح 20 بالمائة من الصفقات العمومية لهذه المؤسسات، اضافة الى بناء تواصل هادف بين المؤسسات الصغيرة والمؤسسات المتوسطة و الكبيرة من خلال دعم المناولة، كما أعطت رئيسة المكتب الولائي للمنتدى أهمية بالغة لمناطق النشاطات، التي تبقى بحاجة الى إعادة تنظيم وهيكلة وفقا لطبيعة نشاطاتها، فيما يقتضي التوجه العام للولاية اقتصاديا إدراج المؤسسات السياحية والفلاحية ضمن تلك التي يعول عليها لتحقيق الاقلاع الاقتصادي المنشود.