تعرف الأحزاب المصنفة ديمقراطية في الجزائر تحولات كبيرة تميزها التغييرات الداخلية مثلما جرى في جبهة القوى الاشتراكية أين خلف العسكري كريم طابو على رأس الأمانة العامة للحزب في الوقت الذي شرع فيه سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في جولات خارجية نحو واشنطن وباريس لشرح مواقف الحزب من الإصلاحات التي تعرفها الجزائر. وجاءت هذه الحركة في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد من أجل إخراج الساحة السياسية من المرحلة الانتقالية وارساء نوع من الاحترافية يجنب البلاد الفتن والتطاحن الداخلي، خاصة في ظل تواصل الدعاية والتحامل على عديد الدول العربية من قبل بعض الفضائيات والعواصم الغربية لتصدير الثورات والفوضى الى باقي الدول واستهدافها لجعل المنطقة تعيش الفوضى في اطار المخططات الجهنمية التي تحاول استهداف العرب والمسلمين. وتبقى هشاشة الأحزاب في الجزائر وخاصة المعارضة تثير الكثير من الانتقادات لأنها من المفروض أن تكون المحرك الأساسي للساحة من خلال سهرها على ممارسة الرقابة والانتقاد الايجابي للبرامج والأفكار والمواقف واقتراح البديل بعيدا عن الجهوية والنعرات القبلية والأفكار السلبية التي تسود كل شيء. وأعطى الناشط الحقوقي والسياسي مقران آيت العربي صورة سوداء عن المعارضة في الجزائر موضحا بأن التيارات السياسية التي تدعي الديمقراطية ما هي إلا أدوات لتحقيق المصالح وتولي المناصب. وأكد المتحدث في حوار لقناة »نسمة« بأن الأوضاع المتعفنة داخل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية جعلته ينسحب بداية التسعينات بعد أن تأكد بان الحزب كان يدار من قبل أشخاص خارج الحزب، وأشار المتحدث أنه استغرب التحولات السريعة في مواقف »الأرسيدي« بين الانتخابات المحلية والتشريعية وعند استقصاء الأمر اتضح بأن اجتماعات الليل على حد تعبيره هي التي كانت تفصل في التوجهات. وكشف مقران آيت العربي في الحوار، أول أمس، عن الكثير من الخفايا والخلفيات التي تحكم الأحزاب التي تبقى تبحث عن المصالح والمناصب. وهدد، من جهة أخرى، القائمين على حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بكشف المستور اذا تم النبش في ماضي الحزب والمساس بسمعة بعض المناضلين. ولم تسلم الأحزاب الإسلامية من انتقادات مقران آيت العربي حيث عاد الى بداية التجربة التعددية في الجزائر ولخص وضع الأحزاب بما فيها الإسلامية بانها كانت تعارض فقط في الفترة الصباحية بينما تغير مواقفها في الفترة المسائية في صورة تؤكد هشاشة المعارضة في الجزائر. وتأتي هذه الخرجة للمحامي والناشط الحقوقي في ظل التحولات السياسية الكبيرة التي تمر بها الجزائر حيث دعا الى الاستماع جيدا للشعب والاصغاء لانشغالاته ومشاكله، ونادى بضرورة التخلي عن الوسائل التقليدية للسيطرة على السلطة من خلال الاعتماد على القوة.