مع عودة البارد القارص هذه الأيام جراء الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة تعود قضية التدفئة في المدارس إلى الواجهة ،أين يكابد المئات من التلاميذ ان لم نقل الآلاف في الكثير من المناطق عبر الوطن سيما المناطق النائية معاناة كبيرة عندما يلجئون إلى أقسامهم بغرض التحصيل العلمي فكثيرا ما نجد التلميذ رفقة أوليائه لمدة 6 أشهر تقريبا و هي فترتي الشتاء و الربيع تفكيرهم منصبا حول كيفية الخروج من مأزق البرد القارص الذي يلسع أجسادهم الصغيرة عندما يلتحقون بمقاعد الدراسة، و لان المشكل اكبر مما نتصوره كونه ينعكس سلبا على التحصيل العلمي للتلميذ "أخبار اليوم" رصدت عن قرب واقع بعض المدارس في ولايات الشلفالمسيلة وبومرداس. أقسام مهددة بالانهيار ونوافذها مغطاة بالكارتون تعرف المؤسسات التربوية بولاية بومرداس و بالخصوص تلك الابتدائيات المنتشرة عبر القرى و المداشر النائية حالة كارثية بسبب انهيار الأقسام و ظهور التصدعات و التشققات كما هو حال مدارس المناطق النائية ببلدية الأربعطاش ، شعبة العامر ، خميس الخشنة ، عمال ، بني عمران و لقاطة .. و بفعل هذه العوامل صار التلاميذ يزاولون دراستهم تحت رحمة الطبيعة التي زادت من قساوتها الانخفاض الشديد في درجة الحرارة، نوافذ الأقسام بدورها لم تكن بمنأى عن هذه العوامل حيث صارت عرضة للتلف مما جعل التلاميذ هدفا للرياح المصاحبة بالبرد في أغلب فترات الدراسة .. و رغم مساعي إدارات هذه المؤسسات التربوية بوضع الورق مكان الزجاج المكسر إلا أن ذلك لم يمنع من مرور الرياح التي ساهمت بشكل كبير في انخفاض درجة الحرارة داخل الأقسام حيث صار التلاميذ يعتمدون على مضاعفة الملابس لحماية أجسامهم من برد الشتاء القارص، كما تنعدم في هذه المدارس لأدنى شروط التدريس ،أقسام بدون تدفئة و أخرى مهددة بالانهيار.. لتتتجدد معاناة التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسات التربوية سواء الابتدائيات و الاكماليات المنتشرة بقرى و مداشر ولاية بومرداس كل سنة حيث تفتقر جل الهياكل إلى العديد من الضروريات التي يحتاجها التلميذ خلال مساره العلمي على غرار التدفئة التي تعد من أهم الشروط اللازمة لضمان راحة المتمدرسين.. و خلال زيارتنا لبعض هذه المؤسسات التربوية على غرار منها قرية " بني عراب " ببلدية الثنية و مدرسة " محمد لوبار " ببلدية بني عمران فتخوف كبير من تكرار نفس السيناريوهات كل موسم شتاء من قبل أولياء تلاميذ أغلبية المؤسسات التربوية بسبب افتقار جلها للتدفئة ما جعل التلاميذ يواجهون مشاكل كثيرة أرقتهم و أثقلت كاهلهم في ظل برودة فصل الشتاء.. و لقد كشف لنا أولياء التلاميذ في هذا الصدد أن أولادهم لطالما عانوا الكثير من البرد القارص في أعز الشتاء ما جعل تحصيلهم العلمي يتراجع مشيرين إلى أنهم طالبوا من السلطات المعنية التدخل لتزويد المؤسسات بالمدافىء إلا أنه لا حياة لمن تنادي فالبعض من التلاميذ منهم يدفعهم الأمر إلى ارتداء المعاطف أثناء الدرس فيما يضطر البعض الأخر للغياب عن مقاعد الدراسة بسبب برودة القسم كما أن بعض المدارس منها توجد في وضعية كارثية بسبب عدم استفادتها من أي مشروع اعادة ترميم بعد تعرض بعضها للتصدعات و التشققات و لم تتخذ الإجراءات اللازمة حيالها.. و من جهة أخرى طرح أولياء التلاميذ مشكل قدم المدافئ الموجودة ببعض المؤسسات التربوية و الرائحة المنبعثة منها ما جعلهم يواجهون مخاطر أخرى تهدد سلامتهم و صحتهم..هذا و قد شهدت بعض المؤسسات التربوية الواقعة بقرى و مداشر ولاية بومرداس و منذ الدخول الاجتماعي الجاري أزيد من 05 احتجاجات شنها أولياء التلاميذ بسبب ظروف التمدرس غير الملائمة التي يزاول فيها أولادهم دراستهم في الأقسام التي وصفوها بالثلاجة بسبب غياب التدفئة و يأتي هذا المشكل الأخير على رّأس العريضة المرفوعة للمتمدرسين الذين تحصيلهم العلمي يتراجع من سنة لأخرى...