عبر أمس عامر موسى مدير مركز الأقصى للدراسات الاستراتيجية بالجزائر عن ارتياحه للدور القطري تجاه القضية الفلسطينية وسعيها لمساعدة فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني، وبدد المتحدث المخاوف، مذكرا بالقمة الطارئة التي عقدت بالدوحة إبان العدوان الإسرائيلي على غزة نهاية 2008 وأوضح المتحدث في ندوة مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية حول «الحرية لفلسطين» أن دور مصر سيبقى رياديا بحكم المعطيات الجيواستراتيجية وما حدث في السنوات الأخيرة يعتبر فقط تخاذلا من النظام السابق الذي قاده حسني مبارك بينما على المستوى الشعبي لم نفقد الأمل يوما في الشعوب العربية وخاصة الشعب المصري الذي عبر دائما عن دعمه ومساندته للقضية الفلسطينية، وما حدث مؤخرا مع ثورات الربيع العربي وتخفيف الضغط على معبر رفح يؤكد عزيمة مصر على تعويض تجاه القضية الفلسطينية. وأثنى المتحدث في رده على سؤال «الشعب» على المعاملة الحسنة التي بات يلقاها الفلسطينيون في مختلف الدول العربية وهذا بعد أن كانوا يحتجزون في المطارات ويعانون الويلات لا لشيء سوى لأنهم فلسطينيون. وتنبأ المتحدث بزيادة الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية وهو ما حدث على مستوى المصالحة الفلسطينية/الفلسطينية وملف إطلاق الأسرى، ووقف هدم باب المغاربة، كما أن نجاح الانتخابات والمسار الديمقراطي سيزيد من جهود الدعم والضغط على إسرائيل، وتأتي هذه التصريحات في ظل التحولات الكبيرة التي تعرفها الجامعة العربية من خلال بروز قطر كدولة مؤثرة وخاصة منذ انطلاق ما يسمى بثورات الربيع العربي، حيث كان لها دور كبير في الأزمة الليبية وتعمل حاليا على توجيه القضية السورية من خلال فرض العديد من العقوبات والضغط على نظام بشار الأسد في صورة تؤكد تحول موازين القوى على مستوى جامعة الدول العربية. وتبقى القضية الفلسطينية أكبر مستفيد من الحراك العربي والتحولات الأخيرة خاصة أنها حققت الكثير من المكاسب التي عجزت عن تجسيدها طيلة عقود طويلة وهو ما جعل الفلسيطنيين يتفاءلون بمستقبل قضيتهم. وكان لتحرك الرأي العام العالمي من خلال المسيرات والملتقيات التي انعقدت بالجزائر حول الأسرى وأساطيل الحرية التي انطلقت نحو غزة والتنديد بالجرائم الإسرائيلية جعل العدوان الإسرائيلي تحت الضغط وهو ما نحاول استغلاله لتحقيق مكاسب أخرى في انتظار التحرير الكامل للأراضي المقدسة.