شهدت ساحة رياض الفتح بالجزائر العاصمة، أمس الثلاثاء، الانطلاقة الرسمية للمهرجان الثقافي الدولي الثاني عشر للشريط المرسوم، بحضور وفد رسمي يتقدمه كل من وزير الاتصال وزير الثقافة بالنيابة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وزير الشباب والرياضة، وزير السياحة، إلى جانب ممثل عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف شرف التظاهرة. وفي كلمته الافتتاحية، قال حسن رابحي وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة بالنيابة، إنّ المهرجان الدولي للشريط المرسوم أصبح «أحد الفعاليات الثقافية الهامّة والنّاجحة التي تستقطب عشاق الفن التاسع من مبدعين من مختلف القارات، وتستهوي شريحة واسعة من أطفال وشباب الجزائر». وأضاف رابحي في كلمته، بأنّ هذا النمط الفني قد بصم في ذاكرة الأجيال شخصيات خيالية في قالب جمالي مبهر وساحر، نحتفظ بذكراهم على غرار «مقيدش» أو «بوزيد وزينة» أو «سبيرو» و»تانتان»، مؤكّدا بأن هذا الفن «أضحى يشكّل أحد المحاور التي أدرجها الكتاب المدرسي في المنظور الإصلاحي الجديد للمنظومة التربوية». ورأى رابحي بأنّ تألّق المهرجان دليل على احترافية المشرفين عليه، ويعكس «الجهود التي تبذلها الدولة بغرض ترقية الأنماط الفنية المختلفة، والنهوض بالفعل الثقافي المبدع والخلاق»، وهي العوامل التي جعلت من هذا المهرجان ينال مكانة محترمة بين المهرجانات الدولية المشابهة. وخلص وزير الثقافة بالنيابة إلى أنّ المهرجان، الذي يتزامن والدخول الاجتماعي، يمنح فرصا نادرة للاطلاع على آخر الإصدارات في هذا المجال، كما أنّه «يشكّل مناسبة للتواصل بين المبدعين الجزائريين ونظرائهم من مختلف الدول، وفرصة سانحة لتبادل المهارات والتجارب في الورشات المختلفة التي تمّت برمجتها لصالح المحترفين، ولفائدة الهواة والأطفال والشباب». من جهته، أعرب إريك باربي مسؤول العلاقات العامّة بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، عن سعادته الشديدة لكون الثقافة هي السبيل الأمثل لخلق علاقات جيدة بين البلدان والشعوب، وهو نفس ما سبق وأن عبّر عنه السفير الأمريكي جون ديروشر قبل أسبوعين، حينما وعد ببرنامج أمريكي ثري خصوصا مع خبرة وصيت المشاركين الأمريكيين في التظاهرة، وهو ما سيشكّل سانحة لنقل جزء من هذه الخبرة إلى المبدعين والمهتمين الجزائريين. وشهد حفل الافتتاح تسليم جوائز المسابقات التي سبق للمهرجان الإعلان عنها، على غرار مسابقة أحسن ملصق ومسابقة المواهب الشابة. وعادت جائزة أحسن ملصق (أفيش) إلى سيد علي أوجيان، إلى جانب شيك بقيمة 4 آلاف دولار. فيما عادت جائزة الموهبة الشابة إلى نذير غالم، أما جائزة لجنة التحكيم فتحصّلت عليها فطيمة ماركمال. وتسجّل هذه الطبعة مشاركة 15 دولة، و90 فنانا منهم ما يقارب 50 فنانا جزائريا، و42 فنانا أجنبيا، مع مشاركة أمريكية قويّة برسّامين يمثّلون أهم وأعرق ناشري الشريط المرسوم بالولاياتالمتحدة على غرار «مارفل» (1939) و»دي سي كوميكس» (1934)، اللّذيْن يحتضن الجناح الأمريكي معرضا لهما. كما تتطرّق محاضرة «80 عاما من باتمان» إلى أحد الأبطال الخارقين الأكثر شهرة في العالم، بالعودة إلى مغامرات هذه «الرّجل الخفّاش» منذ ظهورها في مجلة «ديتيكتيف كوميكس». فيما يتطرّق لقاء آخر إلى السر وراء النجاح العالمي الذي عرفته الشرائط المرسومة الأمريكية وأبطالها، على غرار كابتن أمريكا، سبايدر مان، سوبرمان، وغيرهم من الأبطال الخارقين. كما ستكون هذه الطبعة فرصة لاكتشاف الشرائط المصورة البولندية لأول مرة في المهرجان، من خلال تقديم البطل البولندي «Thorgal» ، وكذا لقاء شخصية «سبيرو» الشهيرة، والتي تحتفل بعيد ميلادها السبعين. دون نسيان المشاركة البلجيكية والإسبانية، والمشاركة المتميزة للفنانين الجزائريين من الجيل الأول، من أجل الاحتفاء بخمسينية «مقيدش»، «هذه المجلة الأسطورية التي ظهرت عام 1969، والتي أحبها الشباب الجزائري في ذلك الوقت، والتي بقيت راسخة في أذهان محبيها إلى يومنا هذا»، كما تقول دليلة نجم محافظة التظاهرة. يُذكر أنّ المهرجان الثقافي الدولي للشريط المرسوم (FIBDA) قد تأسّس سنة 2008، ويحاول العمل على الترويج للتراث الإبداعي للشريط المصور الجزائري، ودعم المواهب الشابة، وتنظيم دورات التدريب والتطوير التي يشرف عليها خبراء ودعمهم من خلال نشر أولى إبداعاتهم.