اعترف أمس المجاهد والمثقف محمد الصالح حسناوي بوجود الكثير من الأخطاء والهفوات في تاريخ الجزائر أثناء الاستعمار وبعد الاستقلال وهو ما أدى الى ضعف حججنا ومبادرتنا تجاه نيل الاعتذار والاعتراف من فرنسا موضحا بان الحديث عن مستقبل الشباب في الجزائر دون توفير الامكانيات وحل مشاكلهم لا يعني شيئا ومطالبتهم بالوطنية أمر غير معقول. وعبر منشط ندوة النقاش عن أسفه من واقع النقاش ومكانة المثقف في الجزائر بعد الاستقلال في اشارة واضحة لتهميش أمهات القضايا والتركيز فقط على مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع، كما أن الجميع بات يرفض الحديث عن تاريخ الجزائر بالنظر لما يخفيه من حقائق قد تكشف الكثيرين على حقيقتهم. ودعا في نفس السياق الى ضرورة العودة للتاريخ من أجل فهم ما يجري حاليا وكشف الحقيقة التي ستمكن من معالجة الاختلالات والتناقضات التي نعيشها اليوم والا فان الأوضاع ستبقى على ما هي عليه. وتحدث المجاهد محمد الصالح حسناوي عن ضرورة الاعتناء بالشباب ومنحهم الامكانيات اللازمة لتطوير حياتهم وقدراتهم لأن الواقع الذي يعيشونه مر و»لا نستطيع من خلاله دعوتهم للتحلي بالوطنية وحمل رسالة المجاهدين والشهداء«. وقال المتحدث في ندوة مركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية حول جرائم فرنسا في الجزائر أن الاعتراف والاعتذار من فرنسا سيأتي بقوة التاريخ وان تمسك فرنسا الحالية بعدم الاعتراف والاعتذار قد يتحول ب180 درجة مثلا لو وصل مرشح الاشتراكيين لرئاسيات فرنسا 2012 فرنسوا هولند. ورفض ضيف »الشعب« ربط تسوق وعلاج واقامة بعض المطالبين باعتراف فرنسا بجرائمها بباريس وقال بان هذه الصورة لا تعني شيئا له مضيفا بأنه استفاد من علاج في فرنسا لمدة 9 أشهر واكتشف أن الفرنسيين لا يحتاجون أموالنا بقدر ما يعاملون الأفراد بغض النظر عن جنسيتهم وأصولهم، وهو ما جعل كل من في القاعة يتساءل عن خلفيات معاملة الفرنسيين للجزائر ومدى انشغال الجزائريين بالتبعية المفرطة لفرنسا. وظهر من خلال محاضرة المجاهد حسناوي صعوبة الحديث عن تاريخ الجزائر وتشعبه وتعقده لدرجة أنه اصبح الحديث عنه مطية لاثارة الكثير من الملفات التي تزيد من حدة الاحتقان والصراع لدرجة بات فيها الحديث عن الذاكرة سجلا تجاريا ومزايدات وغيرها من الأمور السلبية وهو ما سمح للفرنسيين من احتكار الكتابة عن تاريخ الجزائر وترويج ما يرونه مناسبا لفترة احتلال الجزائر وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر لانقاذ ما يمكن انقاذه من تاريخ الجزائر.