أكد عبد الرحمان بلعياط الوزيرالأسبق والعضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني أن المجاهدين حققوا المكسب الأساسي والمهم أثناء الحقبة الاستعمارية وهو إجبار فرنسا على الرحيل من الوطن، موضحا أن الاعتذار لم يكن من أهداف أي مناضل جزائري ضحى بنفسه من أجل هذا البلد ما دام الآن حرا مستقلا وقال بلعياط خلال تدخله في الندوة الفكرية المنعقدة أمس بمركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية أن التاريخ يشهد على تحرير الشعب الجزائري لأرضه وإرساء قواعد دولته الفتية من خلال التضحيات الجبارة التي لطالما بقت وستبقى مجدا وفخرا لكل الجزائريين. وردا على بعض الأطراف التي تسعى إلى تزييف حقائق الثورة أكد المتحدث أن جيل الثورة أخرج فرنسا بالقوة وهو مكسب لم نرهن فيه التاريخ الوطني، مضيفا «انتزعنا استقلال الجزائر غير مرهونة سيادتها كاملة غير منقوصة وغير مرهونة»، موضحا ان المجاهدين الذين أفنوا عمرهم من أجل خدمة هذا البلد قد كانوا بالمرصاد لكل ما ارتكبه الاستعمار ضد شعبنا المسالم والتاريخ هو الذي ينطق بنفسه مثل ورمزية الثورة التحريرية. وفي نفس الصدد أوضح أن حقائق الثورة التحريرية لن تطمس أبدا مهما سعوا إلى تحريفها والدليل على ذلك أن مناضلينا الذين قاموا بتصفية هذا الاستعمار واستعادة حرية هذا البلد الذي يسير نحو مستقبل مليء بالنجاحات والتطورات في مختلف المجالات، داعيا كل من شارك في الثورة إلى المساهمة في كتابة هذا التاريخ من خلال التجارب التي عاشوها في تلك الفترة. وأضاف قائلا: «إن الغارات المتواجدة في بعض المناطق الجبلية على غرار مروانة بباتنة تشهد على مدى شناعة الجرائم المرتكبة في حق الجزائريين وهي كافية لإدانة فرنسا على أفعالها بعد ما خلفته من ضحايا من مختلف الأعمار بهذه الغارات التي تفننت فرنسا في قتلها للأبرياء الذين وجدوا أجساما مجمدة بفعل الحرق والقصف بقنابل النيبال». وأفاد نفس المتحدث أيضا أنه وعلى الرغم من قوة فرنسا وامتلاكها لحق الفيتو إلا أن المعركة هي قضية ضمير وبما أن ضمائرنا لم تمت فإن هذا الأخير قد سهل على مناضلينا الأبرار تحقيق الانتصار على العدو وتحرير هذا الوطن من استعمار دام قرنا و30 عاما. وبالنسبة لدور المثقفين في مسار الثورة أكد بلعياط أنه كان بارزا وكبيرا في إنجاحها بحيث أن الإحساس بتحقيق مثل هذا المسعى ملقى اليوم بالدرجة الأولى على عاتق النخبة المثقفة في وطننا مستدلا ببعض الأسماء البارزة كمحمد ديب والكاتب ياسين وغيرهم من طلاب الجامعات، الذين ساهموا في تطوير ميدان التجارب العلمية، والتنافس في مجالات الابتكار، من فن وأدب وكافة العلوم الأخرى، ومواصلة مسيرة ثوارنا في تحقيق الرفاه للبلاد. وقال الوزير الأسبق أن الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منهم اليوم لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم نحو شعبهم أعظم في خضم عالم التنافس بين دول من أجل كسب ناصية العلم والتفوق في مجالاته يفرض عليهم الجهد، والصبر، والمثابرة لتشريف دولتهم ومجتمعهم، من خلال إنجاز حضاري عام وشامل يشرف مجتمعاتهم ويضمن لهم السيادة، والعزة، والقوة الاقتصادية.