أكدت وكيل وزارة بوزارة الثقافة المصرية وعضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين الدكتورة زينب العسال في لقاء مع ''الشعب'' أن اللقاءات الدولية التي تحتضنها مختلف الدول العربية يجب أن تكون فيها المناقشات كحصيلة للبحث عن حلول لمشكلات ورؤى وتطلعات الكتاب في كافة أقطار الوطن العربي، داعية إلى تكثيف الاجتماعات لطرح القضايا التي يرنو إليها المبدع العربي، وقالت إن الإبداع الجزائري ليس غريبا بالنسبة إليها، بل هو جزء من كيانها ومن ثقافتها العربية المصرية الجزائرية، وأرجعت ظاهرة اقتصار العلاقات على التظاهرات إلى المشاكل الداخلية التي يشهدها الوطن العربي والتي جعلت من مثقفيه وأدبائه ونقاده في بوثقة واحدة، لا ينظرون إلى ما وراء الحدود.. في البداية نريد أن نتعرف على زينب العسال؟ ̄ زينب العسال حاصلة على دكتوراه في النقد النسائي، أعمل وكيل وزارة بوزارة الثقافة المصرية، ولدي اهتمام كبير بثقافة الطفل، مشتركة في أكثر من جمعية ثقافية وأدبية على مستوى مصر والوطن العربي، لدي العديد من الكتب في مجال أدب وثقافة الطفل والفنون الشعبية والمسرح والتربية وعلم النفس الخاص بالطفل، كما أن لي كتابات ومقاربات نقدية، حصلت على مجموعة من الجوائز وحضرت العديد من المؤتمرات في مصر والعالم العربي، كما أنني عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين وعضو مجلس إدارة نادي القصة ومتخصصة في الأدب والنقد النسائي. تحضرون إلى الجزائر في إطار فعاليات دورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، في رأيك إلى أي مدى يمكن لهذه الاتحادات أن تساهم فعليا في خدمة الثقافة العربية وتحقيق التواصل بين المثقفين والمبدعين؟ ̄ أعتقد أن الاجتماعات الدولية التي تنظم وهي اجتماعين كل سنة تكون فيها المناقشات كحصيلة للبحث عن حلول لمشكلات ورؤى وتطلعات الكُتاب في كافة أقطار الوطن العربي، وذلك أمر مهم جدا، حتى يشعر الكاتب والمبدع في أي دولة عربية وكأنه زميله في الدولة العربية الأخرى، فيتبنى قضاياه وأفكاره، خصوصا وأن هناك تلاقح ما بين هذه الأفكار والرؤى والإبداعات، وهو ما أعتبره جيد ومطلوب أن يتكرر بشكل دوري والحمد لله هو ما يحدث حاليا. حل المشكلات، تذليل الصعاب، التعاون مع أعضاء الوفود الذين يعانون من بعض المشكلات، كل ذلك مهم جدا ويدخل ضمن قوانين اتحادات الكتاب في الوطن العربي كافة . وهل ترين أن اتحاد الأدباء والكتاب العرب تمكن من تحقيق ما أشرت إليه من تذليل العقبات وحل المشكلات.. أو يبقى مجرد هيئة تكتفي بالاجتماعات ووضع حلول دون تطبيقها على أرض الواقع؟ ̄ على مستوى الإبداع أعتقد أن ذلك وارد من خلال المحاضرات والندوات والمناقشات البحثية الرصينة، أظن أنها تقرب وتجعل كل قطر عربي يطلع على ما تقدمه الأقطار العربية الأخرى، ويجعل المثقفين في الوطن العربي والنقاد على دراية بما يحدث في باقي الاتحادات الأخرى، فما هو مطلوب من أن نتقارب ونبقى فعلا وطنا واحدا وليس أقطارا منفصلة، علينا أن نجتمع، أن نتناقش أن نطرح القضايا وأعتقد بأنها كلها قضايا واحدة وقريبة ومن صلب ما يرنو إليه المبدع العربي بشكل عام. وفيما يخص احتضان الجزائر لدورة الأمانة العامة، هل ترين أن اتحاد الكتاب الجزائريين بإمكانه أن يلعب دورا فعالا في خدمة الثقافة العربية؟ ̄ الجزائر عزيزة على العالم العربي كافة، وكونها تحتضن هذه الدورة وقبلها كثير، يعتبر أمرا مهما، خصوصا وأن الجزائر ستحتفل بعيد استقلالها ال50، وهي تعتبر مناسبة عزيزة وغالية ولا تمر بمثل هذه السهولة، وبالتالي تعطي هذه الدورة نكهة مختلفة ومذاقا خاصا لكل مبدع أو مثقف عربي مشارك، أعتقد أن الحقيقة ذللت الصعاب وهذا الترحاب الذي وجدناه جعلنا نشعر بأننا في بلدنا، وهو أمر أثلج صدورنا، وكل واحد منا سيعود إلى وطنه محملا بالذكريات واللقاءات وبجلسات ومناقشات دارت في وطننا الحبيب الجزائر، وأنا شخصيا لأول مرة أزور الجزائر وقد سمعت الكثير عن هذا البلد الجميل والبلد المضياف. هي أول زيارة لك للجزائر أعتقد أن ذلك لم يمنعك من الاطلاع على الثقافة الجزائرية والتواصل مع أدبائها ومبدعيها؟ ̄ بتاتا.. أنا قارئة للأدب الجزائري، لا يمكن أن لا أعرف الروائي الطاهر وطار، لدي أكثر من دراسة في أكثر من كتاب عن هذا الروائي، إضافة إلى أسيا جبار وواسيني الأعرج وأحلام مستغانمي، وقبل أن أحضر إلى الجزائر وقبل أن أعرف أنني سأزورها، كتبت عن المقاربات النقدية في الجزائر وتم نشرها. نحن نشعر أننا وطن واحد، وبالتالي أنا لا أقول إنني أكتب عن جزائري وإنما عن كاتب عربي، وربما الكثيرون في هذا البلد لا يعرفون أن هناك إبداعات عن الجزائر نشرت في القاهرة، وقد كنت أول من كتب عن رواية ''الحوات والقصر'' للطاهر وطار، ولم أشعر إطلاقا أن هذا الإبداع غريب بالنسبة لي، بل هو جزء من كياني ومن ثقافتي العربية المصرية والجزائرية وغيرها من الثقافات. وكيف تنظرين إلى العلاقات الثقافية بين الجزائر ومصر، خصوصا بعد الأزمة التي عرفها البلدين مؤخرا وما تبعها من إعلان عن مقاطعة الثقافة الجزائرية؟ ̄ أنا لم أشعر أن هناك انقطاع، وأحسست بذلك في الشوارع الجزائرية، كنت أقف مع مجموعة من المصريين فرأينا شاب جزائري، يتجه إلينا ويسألنا إذا ما كنا ضائعين، لا أعتقد أن هناك قطيعة، الشعب لا ينقطع عن الشعب، النظام السابق استثمر في مثل هذه الأحداث البسيطة وضخمها لتحدث ما يشبه القطيعة، لكن لا يمكن أن تكون فكيف يمكن أن أقاطع سماع الفنانة وردة الجزائرية، وهي تتحدث عن الوطن الأكبر، ما أشعر به هنا هو بشاشة الإنسان الجزائري البسيط، وأؤكد لك أنه لا يمكن أن تحدث بين الأخ وأخيه قطيعة. إذن كيف هي العلاقات الثنائية بين البلدين، هل هناك تواصل فعلي بين أدبائهما وكتابهما وبصفة مستمرة، أم أن هذه العلاقات تنتهي بانتهاء الفعالية أو التظاهرة، وهو ما أصبحنا نلاحظه في الوقت الراهن؟ ̄ أنا معك في ذلك.. ولكن هذه الظاهرة تعود لعدة أسباب لعل أهمها هو أن كل وطن عربي يمر بمشاكل داخلية تستقطبه وتستنزف قواه، وتجعل حتى مثقفيه وأدبائه ونقاده في بوثقة واحدة، فلا ننظر إلى ما بعد الحدود، لكن علينا الآن أن نعبر هذه الحدود حتى تصبح اللقاءات مستمرة.. الآن يمكننا أن نلتقي عبر الانترنيت بسهولة، كما يمكننا أن نلتقي في لقاءات مفتوحة أو في اجتماعات أو برامج تبث هنا وهناك على الفضائيات، هذا أمر وارد كبدائل للوجود الفعلي، على الفضائيات أن تقوم بدورها إلى جانب الصحافة وهذه هي البدائل على الأقل حتى ننصهر، إلى أن يأتي اليوم الذي نصبح فيه وطن واحد ولقاءاتنا مستمرة. باعتبارك عضو في اتحاد الكتاب المصريين، ودورة الأمانة العامة نظمت تحت إشراف اتحاد الكتاب الجزائريين، هل ترين أن هناك تواصل بين هاتين الهيئتين؟ ̄ أعتقد أنه لابد أن يكون فيما بين الاتحادين نوع من الاتفاقيات واللقاءات، وأنا كعضو في الوفد، حين حضرت إلى الجزائر كان عن طريق اتحاد الكتاب الجزائري والمصري، وباتفاق بين الطرفين، فمؤكد أن هناك اتفاقات وبروتوكول تعاون، فقط علينا نحن أن نفعله ونتخطى العقبات والصعاب. اين هو المثقف والكاتب والمبدع المصري من الأحداث التي تشهدها مصر حاليا، وهل كان له دور في إشعال فتيل الثورة ؟ ̄ قيل إن الثورة جاءت على يد الشباب، وأنا أقول لك لو كان الشباب مضللا من قبل الكبار، لظل الشباب كما هم، ما أتاح للشباب هذا الدور أن هناك من دعمهم، فهناك كتابات قاربت الثلاثين عاما تتحدث عن الظلم والطغيان والحاكم الظالم والفساد.. هذه الكتابات تراكمت جيلا وراء جيل رواية وراء رواية إلى أن تغذى الوجدان الشعبي عند الشعب المصري والشباب خاصة، وأصبح هناك رؤية وتكوين فكر أطاح بهذا النظام، وفي نفس الوقت نقول نعم تقدم الشباب ونزل وهتف ولكن لم يكن الشباب وحده، ففي لحظة ثار المجتمع بأكمله شباب وأطفال ومن كل الفئات.. أنا بدوري نزلت ميدان التحرير وكنت أجلس إلى جانب العمال والفلاحين والقادمين من الأرياف، حيث أن كل واحد صنع كوخا من البلاستيك، وقد كان جوا حميميا، كنا نريد أن يمحى من وجه هذا الوطن الفساد، وتحقق لنا ما أردناه. وكمثقفين ما الذي تنتظرونه من مصر ما بعدة الثورة؟ ̄ ننتظر أن تعم الديمقراطية والحرية، نحن لا نريد طعاما وشرابا، بل نريد الحرية، نريد العدالة في التوزيع، نطمح إلى حياة كريمة لكل مصري، وأن يشعر بأن هذا الوطن وطنه وهو ما لم نكن نشعر به من قبل، فما حققته الثورة لنا قبل الحرية أننا مصريون، حيث كما قبلها لا نشعر بذلك .