كما كان متوقعا، شهد اليوم الأخير من الآجال المحددة لإيداع الملفات، المتزامنة ومنتصف ليلة أمس، حضور الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر، الذين تمكنوا من جمع الاستمارات وتوفير الشروط المحددة، ولم يكن إنزالا لسبب بسيط إذ من بين 23 أخذوا موعدا، حضر عدد بسيط لا يتجاوز عدد أصابع اليد، يضافون إلى 2 فقط ممن أودعوا، من مجموع 143 قاموا بسحب استمارات التوقيعات تحسبا للترشح. لم يكن مفاجئا عدم قدوم المرشحين الذين أخذوا موعدا لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على قلتهم، قياسا إلى الأصداء التي أكدت في مجملها صعوبة جمع التوقيعات، اضطرت الراغب في الترشح الاقتصادي فارس مسدور على سبيل المثال توجيه نداء إلى المواطنين 48 ساعة قبل انتهاء المدة القانونية، للتنقل إلى مقر مداومته لمنحه توقيعات للتمكن من إيداع ملفه. كان الراغب في الترشح عبد المجيد تبون، ثاني شخص أودع ملف ترشحه أمس في حدود الساعة العاشرة صباحا، بعد علي زغدود الذي أودع ملفه في حدود الساعة الثامنة صباحا دون مخاطبة الإعلاميين، فيما غاب الذي كان مبرمجا بينهما أي على الساعة التاسعة صباحا، فيما كان أبرز المنتظرين في الفترة المسائية علي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد، وبلقاسم ساحلي، وسليمان بخليلي وغيرهم. علي زغدود: إيداع الملف ومغادرة دون إدلاء بتصريح كان الراغب في الترشح علي زغدود، الذي لم يتخلف عن أي رئاسيات في السنوات الأخيرة، أول المتنقلين أمس إلى مقر سلطة الانتخابات، إذ قام بإيداع ملفه في حدود الساعة الثامنة صباحا، وغادر دون الإدلاء بتصريح للصحافة. قال إن الكلمة الأخيرة للشعب، عبد المجيد تبون: أنا مرشح ولست مسؤولا...ولن أمشي في مرحلة انتقالية دافع الراغب في الترشح عبد المجيد تبون عن نفسه، جازما بأنه ليس مسؤولا وإنما مترشح ميال إلى التهدئة والحوار، وإعادة اللحمة بين الجزائريين، وقال لدى إيداع ملفه، معلنا عن رفضه القاطع لمرحلة انتقالية لسبب وحيد أنها تتم عن طريق التعيين، بالمقابل الانتخابات تأتي استجابة لمطلب الحراك باعتماد المادتين 7 و8 التي تنص على أن السلطة للشعب وأنه يمارسه عن طريق المؤسسات، مؤكدا أن الكلمة الأخيرة له بقبول أو رفض الاقتراع. وجزم في السياق بعدم وجود حل عدا الانتخابات إذا ما تم احترام رغبة وإرادة الحراك، الذي طالب بتطبيق الدستور في المادتين 7 و8، والتي تكرس السلطة للشعب من خلال الانتخابات، وأناس يختارهم ويعينهم في كل هرم الدولة، وذهب إلى أبعد من ذلك «كديمقراطي وأعتقد أنا في صفوفهم، فرق كبير بين انتخابات حرة ونزيهة، والتعيين في فترة انتقالية، وإذا كانت الديمقراطية هي التعيين فلا مجال للحديث عنها، متسائلا من يعين من؟ ومن له الشرعية في التعيين؟». وخلص إلى القول «لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين»، في إشارة إلى المرحلة الانتقالية التي فرضتها الظروف بعد 1992 حسبه وتنفس الصعداء بمجيء الرئيس المجاهد اليمين زروال، وقال «أنا لا أمشي في مرحلة انتقالية، والكلمة الأخيرة للشعب، إذا قبل الانتخابات أو رفضها، هو حر في اختيار فلان أو علان، لكن لن نمشي إلى التعيينات». اعتبر الراغب في الترشح عبد المجيد تبون، بأن الصعوبات في جمع التوقيعات مرتبطة بظرف تعيشه البلاد، وليست مفروضة على مرشح دون الآخر، مذكرا بأننا» نعيش مرحلة تاريخية تنظم فيها الانتخابات لأول مرة، من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بعيدا عن الوزارة والولاة ورؤساء الدوائر»، ومن هذا المنطلق فإن «العراقيل التي يواجهها المرشحون عادية». واستنادا إلى الوزير الأول الأسبق، الراغب في خوض معترك الرئاسيات، فإن « الحملة الانتخابية ستكون جديدة، لأن الظروف غير الظروف التي عاشتها الجزائر منذ 20 سنة»، وبخصوص الولايات التي سيزورها، أبدى «أمله في الوصول إلى كل المواطنين» غير أنه نبه إلى أن «عمر الحملة قصير 21 يوما وهي غير كافية للتنقل إلى 48 ولاية». وقبل ذلك قال عبد المجيد تبون في تصرح أدلى به للصحافة عقب إيداع ملفه، «استوفيت كل الشروط المحددة من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، مضيفا في السياق «ستكون لي لقاءات خلال الحملة لشرح برنامج أعرضه على المواطنين والمواطنات، وكما ينص عليه الدستور في المادة 07 السلطة كلها للشعب، والمادة 08 التي تنص على ممارسة الشعب لسلطته من خلال المؤسسات التي يختارها». على العموم لكم نظرة عن البرنامج الذي سأتقدم به استطرد تبون «برنامج اقتصادي واجتماعي وأخلاقي صالح للجزائر، يسمح بإعادة انطلاقة جديدة أخلاقية واقتصادية ومالية»، موضحا بأن «الحلول موجودة وليست صعبة المنال، تستلزم إرادة وقبول من المواطنين، تتيح لنا الدخول في جمهورية جديدة، يجد فيها المواطن ضالته، ويتم إرجاع اللحمة بين المواطنين، وبينهم وبين الوطن». عمر بوعشة: انسحاب بعد جمع 35 ألف توقيع قبل منتصف النهار بدقائق، حضر ممثل عن الراغب في الترشح عمر بوعشة مرشح حركة الانفتاح، إلى القاعة المخصصة للصحافيين سلمهم بيانا، أعلن من خلاله المعني بالأمر عن انسحابه منتقدا ترشح أحزاب التحالف ودخوله المنافسة وملء الاستمارات على مستوى المجالس المحلية، متحدثا عن عزوف عن التوقيعات وجمع 35 ألف توقيع فقط. وشككت حركة الانفتاح في بيان تلقت «الشعب» نسخة منه، في التوقيعات مطالبة بفتح تحقيق بشأن الاستمارات المودعة لدى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على بعض العينات. يخوض الانتخابات ب«برنامج الاستعجال الوطني»، بن فليس: «الظرف عصيب... وتحملت مسؤوليتي لأن الأزمة لا بد أن تتوقف» قال علي بن فليس في تصريح للصحافة، أمس، ببهو قصر المؤتمرات نادي الصنوبر، «بإيداعي ملف الترشح أكدت نيتي في المشاركة في الانتخابات الرئاسية»، قرار لم يكن بالهين حسبه «نظرا للظرف العصيب الذي تعيشه الجزائر» مشيرا إلى أن «كل المؤشرات المؤكدة لا تبعث على الارتياح»، متحدثا عن «وجود أزمة حادة تضعف الدولة الوطنية وتنخر جسد الأمة». وذكر بن فليس بأن الأزمة دخلت شهرها التاسع، وب»تحذيره منذ بدايتها من استمرارها في الزمن، موضحا بأن الظرف يقتضي من كل واحد تحمل مسؤوليته»، متوقفا عند الأسباب الثلاثة التي جعلته يتحملها، أولها «دخول البلاد في أزمة يجب إيقافها مهما تطلبت من جهد وتضحية، لأنها باهظة التكلفة سياسيا واقتصاديا، أما السبب الثاني أن الطريق إلى الرئاسيات في تصوره هو الأقصر وأقل مخاطرة ومشقة، لإخراج البلد من الأزمة الراهنة»، فيما يرتبط السبب الثالث «بعدم وجود أي مانع في طريق الرئاسيات من تحقيق التحول»، جازما بأن «الرئاسيات إذا ما كانت شفافة ونزيهة قادرة على أن تأتي بقيمة مضافة، ممثلة في التحول المنشود». ولم يفوت المناسبة لاستعراض فلسفة وجوهر برنامجه السياسي الموسوم برنامج الاستعجال الوطني، مركزا على استرجاع شرعية المؤسسات وتزويد الجمهورية بدستور جديد، وتنظيم الفضاء الإعلامي، وفي الشق الاقتصادي شخص ورشات كبرى تتعلق بتطهير المناخ الاقتصادي والتركيز على الإنتاج المحلي والتخطيط للتحول الاقتصادي، وإحقاق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثورة الاجتماعية في الجانب الاجتماعي. الجزائر تكتوي وتحترق اليوم، وأنا جزائري حتى النخاع ابن أسرة ثورية أضاف يقول بن فليس أخاطب الشعب ولا أطلب مرسوم تعيين، إذا اختارني الشعب أخدمه وأعمل على إطفاء النار، ولا أرى مخرجا من هذا الوضع غير الرئاسيات، في سياق آخر وفي رده على سؤال يخص جمع التوقيعات، قال بأنه تمكن من جمع أكثر من الضعف، معترفا بتسجيل شبهات، تم إبلاغ السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، التي لديه كامل الثقة فيها، وقال بأنه ليس لديه مشكل بخصوص المناظرات. عبد العزيز بلعيد: الرئاسيات الحل الديمقراطي الوحيد للخروج من الأزمة أودع مرشح جبهة المستقبل للانتخابات الرئاسية المقررة، يوم 12 ديسمبر المقبل، عبد العزيز بلعيد، أمس السبت، ملف ترشحه بمقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. قال بلعيد في تصريح للصحافة عقب إيداعه ملف الترشح، إنه سيقدم «برنامجا طموحا» وإن الرئاسيات المقبلة تعتبر «الحل الديمقراطي الوحيد للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد». وأعرب عن أمله في أن « يتحمل الشعب الجزائري مسؤوليته الآن» باعتباره هو «الحكم» وإن «الحل بيده». وعبر بلعيد عن «ثقته الكبيرة» في مؤسسات الدولة لإنجاح العملية الانتخابية وضمان نزاهتها وشفافيتها، داعيا الشعب الجزائري إلى الوقوف إلى جنبها لتحقيق هذا المسعى. أودع ملف ترشّحه بنادي الصنوبر عبد الرزاق هبيرات: ترشّحي تلبية لنداء الوطن أودع هبيرات عبد الرزاق، أمس، ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر القادم بمقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات المتواجد بقصر الأمم بنادي الصنوبر (الجزائر العاصمة). وفي تصريح للصحافة عقب إيداع الملف، أكّد السيد هبيرات أنّه «استوفى» جميع الشروط القانونية للترشح الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن الترشح لهذا الاستحقاق هو بمثابة «تلبية لنداء الوطن». يذكر أنّ هبيرات هو خامس راغب في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة الذي يودع ملف ترشّحه لدى السلطة، بعد الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي وكذا رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، ورئيس التجمع الجزائري علي زغدود والوزير الأول السابق عبد المجيد تبون. مراد عروج: فرصة تاريخية لإحداث التغيير أودع مرشح حزب الرفاه للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل، مراد عروج امس، ملف ترشحه بمقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. قال عروج في تصريح للصحافة عقب ايداعه ملف الترشح، أنه فكر في الترشح للرئاسيات لأنه يرى أن «الأوضاع التي تمر بها البلاد في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية سيئة للغاية» وأنه من واجبه «بذل كل الجهود لتخفيف الأعباء على الوطن وإنقاذه». وأضاف أن انتخابات ال12 ديسمبر تعتبر «فرصة تاريخية لإحداث من خلالها التغيير الذي يتمناه الشعب الجزائري وطالب به الحراك الشعبي». علي سكوري:اشراك الكفاءات الشابة في تسيير امور الدولة أودع الراغب في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل، علي سكوري امس السبت، ملف ترشحه بمقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. قال سكوري في تصريح للصحافة عقب ايداعه ملف الترشح, أنه قرر الترشح للرئاسيات من أجل ضمان «التغيير نحو الأحسن وإرساء قواعد العدالة الاجتماعية وقوة القانون والديمقراطية الحقة». وأضاف أنه يتقدم للرئاسيات المقبلة كمترشح حر من أجل «خدمة الشعب والوطن ومواصلة مسيرة شهداء ثورة نوفمبر المجيدة» والمساهمة في التغيير من خلال، كما قال، «إشراك الكفاءات الشابة في تسيير أمور الدولة وشؤونها».