لم تمر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بعنابة مرور الكرام، حيث أدى الاستخدام المتهور للألعاب النارية والمفرقعات إلى احتراق شرفة منزل بإحدى عمارات «عدل» بحي «جبانة ليهود» ببلدية عنابة، والتي تسبّبت في انتشار ألسنة النار بكامل الشرفة، حيث لم يخلف الحادث ولحسن الحظ أي خسائر في الأرواح. الحادث جاء نتيجة تهور بعض الشباب، والذين لم يضعوا في الحسبان الأخطار التي يمكن أن يسببها الاستخدام الطائش للمفرقعات، وما ينجم عنه من إصابات بليغة قد تسبب عاهات مستديمة، فقد اشتعلت النيران بالشرفة بسبب قيام بعض الشباب برمي المفرقعات داخلها، اندلع على إثرها حريق كبير أدى إلى تدخل رجال الحماية المدنية في الوقت المناسب. من جهة أخرى أسفرت يقظة مصالح أمن ولاية عنابة، في إطار محاربة التجارة الفوضوية عن حجز كميات معتبرة من المفرقعات والألعاب النارية من مختلف الأنواع والأحجام، حيث كثفت من دورياتها، واتخذت جملة من التدابير الأمنية والوقائية، وفقا لخطة محكمة لضمان أمن وسلامة الأشخاص في أرواحهم وممتلكاتهم. اليقظة هذه السنة حالت دون انتشار المفرقعات والألعاب النارية، إلا القلة القليلة من الباعة، والذين تمكنوا من اختراق الحراسة الأمنية وبيعها خفية عن أعين رجال الأمن، لتقتصر أغلب المبيعات فقط على بيع الشموع والبخور والحناء والفوانيس، ومستلزمات الاحتفال بالمولد النبي الشريف. كما تم على مستوى الأمن الحضري الأول، حجز 15538 وحدة مفرقعات وألعاب نارية من مختلف الأنواع والأحجام، كما تم حجز على مستوى الأمن الحضري التاسع 10600 وحدة، في حين تمكنت مصالح أمن دائرة البوني من حجز 2103 وحدة، و4738 وحدة مفرقعات وألعاب نارية على مستوى أمن دائرة الحجار. بدورها قامت فيه الحماية المدنية لولاية عنابة بحملات تحسيسية وتوعوية، للحد من هذه الظواهر، وعدم تحويل هذه المناسبة وإخراجها من وازعها الديني، وكذا تجنب سلوكيات تتعارض مع القيم والمبادئ الدينية، مطالبة بأن يكون الاحتفال بهدوء دون استعمال الصخب والضجيج، من أجل تفادي الحرائق والحوادث المأسوية، وكذا السعي لعدم تعريض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر، وخاصة الحذر من هلع الأشخاص المسنين، المرضى، الأطفال الصغار والنساء الحوامل، حيث أوصت الحماية المدنية الأولياء بتوعية أبنائهم على مدى خطورة هذه المواد الممنوعة، وما ينجم عنها من أخطار كالانفجار في اليد، حروق على مستوى العين، فقدان حاسة السمع، إضافة إلى إصابات خطيرة تؤدي غالبا لبتر أصابع اليد والأطراف، كما ينجم عنها احتراق الملابس واندلاع الحرائق على مستوى الغرف، إضافة إلى اندلاع حرائق خارج البيت أغلبها ما تكون على مستوى الشرفات، ناهيك عن تجنب رمي هذه المواد النارية على الأشخاص، وعلى السيارات أو بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية، من مواقف السيارات ومحطات البنزين..