كشف رئيس تشاد، إدريس ديبي، عرقلة قوى دولية كبرى، لم يسمها، لمسعى الاتحاد الأفريقي لتعيين الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز مبعوثًا خاصّا إلى ليبيا. أكد ديبي مباركة الأممالمتحدة وأطراف دولية مقترح تعيين الاتحاد الأفريقي، ولد عبد العزيز كمبعوث إلى ليبيا في سياق رغبة الأفارقة المساهمة في حل للأزمة الليبية القائمة منذ سنوات، لكن قوى كبرى أجهضت المسعى وفق ما صرح في مقابلة أجرتها معه مجلة «جون أفريك» الفرنسية الصادرة هذا الأسبوع. يذكر أن اقتراح الاتحاد الأفريقي تعيين مبعوث خاص مشترك مع الأممالمتحدة قوبل بالرفض بعدما اعترض عليه بعض أعضاء مجلس الأمن. يأتي إقصاء الأفارقة من أي دور رئيسي في حل الأزمة بالتوازي مع تزايد الحديث عن استبعاد دول الجوار الليبي من حضور مؤتمر برلين حول ليبيا، حيث دعا في وقت سابق الاتحاد الأفريقي إلى ضرورة حضور تشاد والسودان والنيجر وتونس والجزائر ومصر. في 17 أكتوبر الماضي، ذكر دبلوماسيون أن الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أخفقت في الحصول على تعيين موفد مشترك للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لليبيا، بعدما رفضت الدول الغربية إزاحة المبعوث الأممي الحالي، غسان سلامة. صرّح دبلوماسي طلب عدم كشف هويته، بأن الولاياتالمتحدة والأوروبيين، قالوا في اجتماع مغلق طويل جدا، عقد بطلب من جنوب أفريقيا وساحل العاج وغينيا الاستوائية «لا نقوم بتغييرات في وقت غير مناسب». أوضح دبلوماسيون آخرون أن روسياوالصين لم تميلا إلى أي من الموقفين فقد دعت الصين إلى «الانسجام» في المجلس، كما قال أحدهم، بينما رأت دول أخرى أنه يمكن التحدث مجددا عن الفكرة الأفريقية في وقت لاحق. انتقد مصدر دبلوماسي في حديثه الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أنه ومنذ بداية النزاع في ليبيا ظل «غائبا» وغير موجود، ولديه ممثلية في تونس المجاورة فقط، بينما يعكس عدم فهم الغربيين للطلب الأفريقي. طرح الاتحاد الأفريقي طلب تعيين موفد مشترك مع الأممالمتحدة للمرة الأولى في جويلية الماضي، ثم أعاد تأكيده في سبتمبر من العام الجاري أيضا، خلال اجتماع وزاري أفريقي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. في المقابل قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، فتحي باشاغا، إن بلاده تواجه عدة أخطار منها «الإرهاب، وابتزازها من بعض المجموعات المسلحة»، مشددًا على أن «الناس ملوا من الفوضى وعدم قدرة الدولة على أداء دورها». أضاف باشاغا، عقب ترؤسه اجتماعًا أمنيا في طرابلس، أنه تم «وضع خطة أمنية مشدّدة» تستكمل الخطة التي وضعت بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة قبل اندلاع حرب العاصمة في شهر أفريل الماضي، التي هدفت إلى دعم الأمن والاستقرار في العاصمة طرابلس، وتشكيل بيئة أمنية تخضع إلى السيطرة والتحكم، ما يحقق الاستقرار السياسي، ويدفع بعجلة الاقتصاد.