بعد ساعات من إعلانها «حالة النفير ورفع أقصى درجات الاستعداد والتأهب الأمني»، أكدت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، أن الأجهزة الأمنية تؤدي عملها على أكمل وجه وأن حالة النفير المعلنة في طرابلس «جاءت ضمن الخطة الأمنية الموضوعة للمحافظة على أمن العاصمة». لكن مصدراً أمنياً من طرابلس، فضل عدم نشر اسمه، أكد أن الإعلان جاء على خلفية ورود معلومات عن استعداد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر دخول العاصمة الليبية طرابلس ضمن هجوم مسلح جديد يعتمد على تحريك خلايا نائمة داخل العاصمة تظهر وجود انتفاضة داخلية بطرابلس. ويضيف المصدر، أن قوات الأمن التابعة للوزارة تسيطر تماما على الأوضاع، مقللا من خطر أي تحرك مسلح من داخل العاصمة وقدرة الحكومة على مواجهته وفق الخطة الأمنية التي وضعتها وزارة الداخلية. من جهتها، نشرت عملية «بركان الغضب» التابعة للجيش بقيادة حكومة الوفاق، صور أسلحة مختلفة، قالت إن «فرقة الإسناد الأمني الأولى التابعة لمديرية أمن مدينة الزاوية سيطرت عليها عقب مداهمتها لمعسكر جنوبي الزاوية توجد به خلايا تابعة لحفتر». وأكدت العملية أن الخلية كانت تنوي زعزعة الأمن والاستقرار داخل العاصمة، مضيفة أن عملية المداهمة تم خلالها «ضبط مركبة آلية، كما ضبط ثلاثة من أفراد الخلية وإحالتهم لجهات الاختصاص». من جانب آخر، كشف برلماني مقرب من قيادة حفتر، مفضلًا عدم نشر اسمه، عزم الأخير تنفيذ خطط من شأنها تأليب خلايا نائمة بالمدن التي تسيطر عليها الحكومة، مشيرا إلى أن حفتر يريد إيهام الرأي العام بأن عمليته العسكرية وصلت إلى مراحلها الأخيرة و بأنه اقترب من السيطرة على طرابلس. و نقلت مصادر اعلامية أن مسؤولين مقربين من حفتر أبلغوا البعثة الأممية في ليبيا بأن «حفتر سيدخل طرابلس قبل الاجتماع التحضيري لمؤتمر برلين «، وأنه يرفض الحل السياسي ويتمسك بالحل العسكري «حتى لو تم تدمير طرابلس بالكامل»، وقال البرلماني إن «حفتر في وضع عسكري وسياسي حرج لا يمكنه التراجع»، مؤكدا أنه «ينفذ عملية انتحارية فإما أن ينتصر ويسيطر على طرابلس أو أن ينتهي سياسيا وعسكريا». وأوضح أن «اتفاق الحكومة مع تركيا (وقعتا مذكرتي تعاون أمني وبحري) ونجاح الأخيرة في الدفاع عنه دوليا أثرا بشكل كبير على وضعه السياسي والعسكري أيضا، خصوصا مع وجود ميل أميركي وأوروبي جديد لصالح الحكومة بعد فشله في تنفيذ وعوده لحلفائه بإقصائها من المشهد والسيطرة على طرابلس خلال أسابيع»، كاشفا أن «حفتر أعطي أربع فرص لإنهاء عمليته العسكرية في طرابلس من قبل حلفائه». تحذير من حمام دم و حرب شوارع من جهته، لم يستبعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة «كبح الأعمال التحضيرية الجارية لتنظيم مؤتمر برلين الدولي حول الأزمة الليبية بسبب احتمال دخول مفاجئ لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للعاصمة الليبية طرابلس». وحذر سلامة من أن عملية دخول حفتر لطرابلس ستؤدي إلى حمام دم ولحرب شوارع رهيبة مع احتمال وقوع مجازر لا توصف، ودمار في قلب المناطق الحضرية بالمدينة، مطالبا بالتحرك بسرعة فائقة لفرض مسار السلام ووقف الحرب على الفور. ولفت سلامة بالقول «لسوء الحظ أنا لا أستبعد أن تغيّر الحرب الدائرة في طرابلس الآن السيناريوهات المطروحة بسرعة كبيرة وأن تعمل على شلل جهود الأممالمتحدة الرامية للوصول إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا».