نظمت جمعية »لا فورام« ندوة صحفية برعاية يومية »البلاد« إلى جانب الممولين المساهمين الرسميين، وكذا العديد من الوجوه والشخصيات المعروفة في المجتمع الجزائري من فنانين ورياضيين وأساتذة مختصين في المجال، للحديث عن الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات تحت شعار »من اجل جزائر خالية من المخدرات« التي تم الإعلان عنها مطلع سنة 2012 الجارية. وارتأى منظمو الندوة الصحفية التي عقدت صباح أمس بفندق الهيلتون الجزائر، أن تكون البداية بعرض ملخص للتعريف بالجمعية صاحبة المبادرة و الأهداف التي تصبو إليها من وراء هذا العمل التحسيسي الضخم الرامي إلى الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع خاصة في أوساط الشباب البطالين وأيضا الجامعيين وحتى المتمدرسين، وهو ما تحدث عنه الدكتور خياطي الذي كان أول المتدخلين بصفته رئيس جمعية »لا فورام«، حيث أشار إلى الأهمية البالغة التي توليها جمعيته لمعالجة هذه الظاهرة أو على الأقل الحد من انتشارها عن طريق القيام بحملة توعوية كبيرة تمس جميع ولايات القطر الوطني، وكانت قد انطلقت الأسبوع الفارط من ولاية أدرار تم خلالها الإعلان عن عدة مشاريع مهمة لفائدة شباب المنطقة تكون كفيلة ولو نسبيا بإبعادهم قدر الإمكان عن المخدرات. من جهته، ثمن الدكتور فوزي أوصديق المجهودات المبذولة من قبل مختلف أجهزة المجتمع المدني من جمعيات وهيأت مختصة في المجال، كما دعى إلى ضرورة التعجيل باتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء الظاهرة لاسيما الإدمان على تناول المخدرات التي استفحلت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، مرجعا ذلك إلى أسباب عديدة يتوجب دراستها بدقة وتمعن من طرف أخصائيين بهدف الوصول إلى السبيل الأمثل والأنجع حتى تتم معالجة المدمنين من جهة، وضمان بقاء الأصحاء بعيدين عن هذا الكابوس كما وصفه من جهة أخرى. أما الضيوف الشرفيين الذين أعلنوا مشاركتهم في حملة »لا للمخدرات« لسنة 2012، فقد ابدوا تحمسا ملفتا حتى تكون مساهماتهم خلال المبادرة فعالة إلى ابعد الحدود، وهو ما أكده الوجه الإعلامي اللامع حفيظ دراجي حين قال انه مستعد لتلبية جميع الدعوات التي تصله من جميع الفاعلين في المجتمع المدني خاصة من طرف جمعية »لا فورام« نظرا للمشروع الهام الذي أطلقته، مؤكدا أن ظاهرة تعاطي المخدرات تدفع كل من له الإرادة والطموح الحقيقيين والصادقين للقيام بما يجب وأكثر من اجل المساهمة في تحسيس الشباب وإقناعهم بخطورة المخدرات والنتائج غير محمودة من وراء تناولها. وفي نفس السياق، تناول مغني ألراب المحبوب »لوطفي دوبل كانون« الأسباب الرئيسية التي تؤدي بالشاب إلى الدخول في متاهة تناول السموم، ولخصها في الفراغ الكبير الذي تعاني منه هذه الفئة خاصة في المناطق المعزولة بسبب البطالة ونقص المرافق الترفيهية التي من شانها المساهمة في توجيه اهتمامات الشباب بطريقة ايجابية بعيدا عن الرفقة السيئة المؤدية حتما إلى ولوج عالم الجريمة بشتى أنواعها مرورا بالإدمان على المخدرات لا محالة، نفس الشيء تحدثت عنه سليمة سواكري، التي عينت سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسيف في الجزائر، حيث أرجعت الدوافع التي قد تؤدي بالأشخاص سواء كانوا شبابا أو أطفالا أو حتى كهولا و شيوخ إلى الإدمان بالإضافة إلى الأسباب التي تم ذكرها مسبقا هي التنشأة أو التربية التي تلقوها هؤلاء في مرحلة الطفولة من الأسرة أو في المدرسة على حد سواء، وهو عامل في غاية الأهمية لمعالجة الظاهرة إلى جانب الممارسة الرياضية باعتبارها عنصرا فعالا في خدمة وتحسين سلوكيات المواطنين وتفاعلهم مع المحيط الذي يعيشون فيه. وضرب أصحاب المبادرة للحضور من رجال الإعلام وممثلي المجتمع الرسمي وغير الرسمي موعدا في أقرب الآجال في ولايات أخرى مع مبادرات و برامج مكثفة بغية المضي قدما بهذه الحملة النبيلة للوصول إلى الهدف المنشود وهو العمل على الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط المجتمع من خلال إنشاء العديد من المرافق والمراكز الترفيهية بما يحول دون زيادة خطورة الوضع، بما في ذلك تفشي الجريمة الصغرى منها كالسرقة والعنف الأسري، أو الكبرى المتمثلة في القتل، الاغتصاب والتهريب... إلخ. واختتمت الندوة الصحفية بالتوقيع على اتفاقية بين الأطراف المعنيين بتنظيم الحملة طيلة السنة الجارية، وهم مؤسسة فورام الخيرية ممثلة برئيسها الدكتور خياطي، شركة »أمنهيل« ممثلة بمديرها العام السيد جمال الدين شلغوم وجريدة »البلاد« كراعي إعلامي رسمي للمبادرة ومساهم فعال فيها.