قدم، أمس، عبد القادر بن قرينة، صاحب المركز الثاني في رئاسيات 2019، طلب إعفائه من رئاسة حركة البناء الوطني في انتظار اجتماع مؤسسات الحركة للبت في هذا القرار، مؤكدا أنه سوف يتعامل مع الواقع الجديد الذي أفرزته الانتخابات، مشيرا أن هذا الاستحقاق أسفر على نتائج تصنفه اليوم كقوة سياسية أولى في البلاد. أكد عبد القادر بن قرينة، في ندوة صحفية بمقر مداومته الوطنية بدالي إبراهيم بالعاصمة، أنه طلب إعفاءه من مهامه كرئيس لحركة البناء الوطني، وسيضع نفسه رهن مؤسسات الحركة التي ستقرر في وضعه وفي مستقبل المسارات السياسية المختلفة، موضحا أنه سوف يحترم قرارات المؤسسات الشورية. وأشار صاحب المركز الثاني في رئاسيات 2019، أن الاستحقاق الانتخابي أسفر عن نتائج تصنفه اليوم كقوة سياسية أولى في البلاد، معتبرا إياها مسؤولية كبيرة نحوترسيخ مشروع نوفمبر لإقامة الدولة الديمقراطية الاجتماعية العادلة، والمساهمة في ترقية التعددية وحماية الحريات والتصدي لمحاولات إعادة مناخ الفساد السياسي والمالي الذي لم تتطهر منه البلاد بعد، حسب قوله. واوضح بن قرينة أن المنافسة الانتخابية كانت خارج التنافس الحقيقي بين المترشحين، وأن منافسته كانت لمنظومة متكاملة وغير متكافئة وفي ظرف خاص لا يزال حسبه مهددا بفقدان الثقة الذي عبرت عنه المناطق المقاطعة وضعف انخراط القوى السياسية واستمرار جزء من الشعب في الحراك الذي يرى بأنه لم تلب تطلعاته في ظل التربص الخارجي والأزمة الاقتصادية وصعوبات تجاوزها. وهنأ بن قرينة المتنافسين الأربعة على ما بذلوه لمصلحة الوطن والانتصار للحل الدستوري، مشيرا أنه رغم ما يقال عليه إلا أنه رواق آمن يؤسس لشرعية دستورية وقانونية ولومن الناحية الشكلية لحماية السيادة، مؤكدا أنه سيتعامل مع الواقع الجديد كما هوبكل صدق ونصح في مسعاه لإصلاح وضع البلد من أي موقع شعبي وسياسي يكون فيه. ويتطلع بن قرينة ان تحقق هذه النتائج التطلعات الحقيقية للشعب في التغيير وتحقيق نقلة نوعية في مسار بناء الجزائر الجديدة وأن تعكس الصورة التي عاشها الشعب الجزائري اثناء الحملة الانتخابية، وكذا ادارة الراهن المضطرب وتوسيع قاعدة الحكم واشراك الشباب وبناء الثقة واستيعاب المخالفين والتصدي للأجندات المشبوهة وحماية الوحدة المهددة. وبالنسبة لبن قرينة الرؤية السياسية المضطربة لجأت مرة أخرى لاستنساخ تجارب قديمة والاعتماد على آليات قد تكون حسبه عاجزة عن مواجهة الاختلال والمخاطر التي تحدق بالجزائر واستقرارها ومستقبلها. واستغل بن قرينة الفرصة لتوجيه الشكر للشعب الجزائري وكل من دعم برنامجه لا سيما في حركة السيادة الشعبية وغيرهم من الشخصيات، مؤكدا أن الشعب عرف كيف يحافظ على الجزائر بالاستجابة لنداء المخلصين تحت شعار «جيش شعب خاوة خاوة» مضيفا أنه خاض مع الجزائريين معركة استعادة الشرعية الدستورية، التي تظل بحاجة إلى استكمال الشرعية الشعبية وتعزيزها بمحطات أخرى، واعدا كل من ناصره بمواصلة النضال معهم بسواعد وهمم شباب الجزائر المتطلع إلى جزائر جديدة. وبعد أن نوّه بدور السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، تمنى بن قرينة أن توسع تواجدها على لكل الولائية والبلدية لكي تضمن النزاهة في الاستحقاقات القادمة، مشيرا أنه دخل هذه الانتخابات خدمة للشعب وحماية ثوابته وحفاظا على وحدته وتصديا لمشاريع الوصاية الأجنبية على قراره وسيادته والتلاعب بمقدراته وثرواته، وكذا تحقيقا لتطلعات الحراك والتعاون مع القوى السياسية، وفاء للشعب الذي خرج لتغيير منظومة الفساد والاستبداد. وذكر بن قرينة أنه سيظل وفيا لرسالة الشهداء وعازما على الاستمرار في التخندق مع الشعب والنضال من أجل تحقيق مطالبه المشروعة تحت شعار «معا نبني الجزائر الجديدة» بأيدي شبابها التواق حسبه إلى الحرية والتنمية والتسامح، قائلا «إنني ابن الشعب وزكاني جزء من الشعب ورجل دولة أسهر على حمايتها والدفاع عن سيادتها وأتمثل المصلحة العليا للوطن بكل الأحوال في إطار الوضوح والتفاهم».