أكدت الشاعرة والسياسية كريمة مختاري في حديث ل''الشعب'' أنها ستصدر عن قريب أول ديوان شعري لها، مشيرة إلى أن انشغالها بالسياسة سبب عدم ظهورها على الساحة الثقافية إلا مؤخرا، وأكدت أنها لم تكتب يوما عن السياسة، بل فضلت الغزل والرثاء حتى تتحرر من قيود المرأة السياسية، وتفتح المجال لكريمة مختاري الشاعرة .. بداية نود التعرف على السيدة كريمة مختاري؟ ̄ كريمة مختاري شاعرة من ولاية سيدي بلعباس تكتب الشعر الملحون، وعن قريب سيصدر لها أول ديوان شعري إن شاء الله. منذ متى اعتنقت كريمة مختاري مجال الشعر، وهل لنا أن نتعرف أكثر على إصدارك الجديد؟ ̄ بروزي على الساحة الثقافية ليست ببعيدة، حيث تعود إلى 2006، لكن كتاباتي تعود إلى الصغر، فقد نشأت في عائلة تحب الأدب، حيث كان جدي شاعرا، وربما بحكم عملي في مجال السياسة هو ما منعني من الظهور على الساحة الثقافية مبكرا، وإصدار دواوين. ديواني الجديد لم أختر له عنوانا بعد ويضم مجموعة من القصائد، أريد أن أقول لك إن بروزي على الساحة الثقافية كانت من ولاية ورقلة من خلال تقديمي لبحث عن الشعر الملحون في عكاظية الشعر الشعبي، وهناك التقيت مع شاعرين أكن لهما كل الاحترام والتقدير، واعتبرهما بمثابة أساتذة لي، الشاعر أحمد بوزيان من تيارت وقاسم شيخاوي من تسيمسيلت، بحيث أسمعتهم قصيدة من قصائدي التي تتحدث عن الغزل والرثاء فأعجبوا بها. حضرت مهرجانات عديدة، من بينها مهرجان سنوي بتسيمسيلت، ومهرجان بالعاصمة نظمته الرابطة الوطنية للشعر الشعبي مع توفيق ومان، كما شاركت في عكاظية الشعر العربي للديوان الوطني للثقافة والإعلام في 2008، وكانت لدي لقاءات في التلفزيون والجرائد، كما حضيت بفرصة المشاركة في مهرجانات خارج الجزائر كالرباط بالمغرب، وتونس.. ستصدرين قريبا أول ديوان لك، يعني أنك اقتحمت عالم النشر، ألم تصادف كريمة مختاري عوائق ومشاكل أخرت في بروز ديوانها؟ ̄ في الحقيقة أعمل على أن يصدر ديواني بإمكانياتي الخاصة، ولم أرغب في أن يصدر مثلا عن وزارة الثقافة.. هل لأنك طلبت من وزارة الثقافة أن تصدر لك ديوانك ورفضت؟ ̄ لا.. ليست لدي أي مشاكل مع وزارة الثقافة، ولا مع الوزيرة التي أعرفها شخصيا، كما أنه ليست لدي أية مشاكل مع اتحاد الكتاب الجزائريين، لكنني أخدت فكرة عن بعض الكتب المطبوعة، وصراحة لم تعجبني من ناحية نوعية الورق أو الغلاف، أحب أن يكون إصداري ذو نوعية جيدة، حتى يجلب القارئ حين يراه في المكتبات. كما أن ديواني الجديد سيكون مرفوقا ب''سي دي'' يحمل أشعاري، ولا أظن أن وزارة الثقافة بإمكانها إصدار ذلك، لذلك لم ألجأ إليها، وفضلت أن أشرف عليه بنفسي حتى يصدر كما أريده. كريمة مختاري شاعرة، وفي نفس الوقت امرأة سياسية، كيف ولجت هذا العالم؟ ̄ بولايتي بسيدي بلعباس، كريمة مختاري معروفة كإمرأة سياسية وسيدة أعمال، ومؤخرا فقط اشتهرت كشاعرة. منذ 16 سنة وأنا أشتغل في المجال السياسي، ولم أجد صعوبات في ولوجه، حيث تلقيت دعما كبيرا من قبل عائلتي، والمجتمع الذي أعيش والذي لا يرفض فكرة وجود امرأة سياسية. قلت بأنك تُعرفين أكثر كسياسية، هل يعني ذلك أنك اخترت أن تبرزي كإمرأة سياسية على إمرأة شاعرة ومبدعة؟ ̄ لا بالعكس.. في البداية فضلت أن أترك الشعر كشيء حميمي بيني وبين عائلتي وأصدقائي، ولم أفكر يوما أن أقف على المنصة وألقي أشعاري. لكن لماذا اخترت أن يبقى حسك الأدبي رهينة عائلتك وأصدقائك، بالرغم من أن الكثيرين يفضلون إيصال إبداعاتهم إلى ما وراء البحار وليس داخل الجزائر وفقط؟ ̄ كان ذلك في البداية، والآن فضلت أن لا تبقى إبداعاتي بداخلي، فمن 2006 إلى يومنا هذا عرفت كريمة مختاري كأديبة وكمبدعة، فقد كرست وقتي للكتابة ونشرت أعمالي في الجرائد، كما كانت لي لقاءات في التلفزيون الجزائري. على العكس فأنا أحب الشعر كثيرا، ربما في ما مضى لم يكن لدي الوقت الكافي، ولم تكن لدي علاقات مع أناس يعملون على توجيهي، بالرغم من أنه كانت لدي علاقات مع صحفيين لكن لم أجد من يوجهني، حتى جاءتني الفرصة في عكاظية الشعر الشعبي بورقلة، أين صادفت شعراء ساعدوني في انطلاقاتي على الساحة الثقافية . كيف تمكنت الشاعرة من التوفيق بين العمل الإبداعي والعمل السياسي، وهل بإمكان السياسة أن تكمل الجانب الإبداعي للكاتب؟ ̄ الكثير من الأصدقاء يتساءلون كيف يمكنني أن أكون سياسية وفي نفس الوقت شاعرة، فالسياسة زرعها بداخلي والدي رحمه الله، حيث كنت أصاحبه وأنا صغيرة إلى حزب جبهة التحرير الوطني، وكنت أستمع إلى أحاديثهم حول الوطن وأمور أخرى، فانغرست بداخلي منذ الصغر. في المجال السياسي تجدين امرأة أخرى بخلاف الشاعرة والمبدعة، وحين تكون لدي ضغوطات في العمل وألجأ إلى المنزل أترك كريمة السياسية وألجأ إلى كريمة الشاعرة، وهذه الهواية أمر جميل منحني إياها الله، حيث أعتبر الشعر حضنا ثانيا ألجأ إليه. قلت إنك تكتبين في الغزل والرثاء، ألم تكتبي عن السياسة يوما؟ ̄ لا.. فضلت أن أترك السياسة جانبا، فلو كتبت عن السياسة لما خرجت عن كوني امرأة سياسية، على العكس أكون بذلك قد جررتها ورائي، لذلك فضلت أن أدع كل جانب في مكانه وأتحرر من السياسة عند كتاباتي.
الآن وقد اقتحمت عالم الشعر، وأصبحت لك جولات وارتباطات، كيف وجدت واقع الشعر والشعراء في الجزائر؟ ̄ الشاعر في الجزائر يتوفر على حقوقه، والجزائر احتضنت مهرجانات وتظاهرات فتحت المجال أمام شعراء غير معروفين، إلا من لم يرغب في الظهور والبروز على الساحة الثقافية، كما أن هناك من يستفيد من طبع أعماله مجانيا، فالشاعر يعيش اليوم ظروفا أحسن من السنوات الماضية، وتعتبر أحسن فرصة للأديب والشاعر، هذا الأخير عليه أن يثابر في عمله ولا يتركها حبيسة نفسه، وأي شخص لديه موهبة عليه أن يوصل صداها إلى أبعد حد. كلمة أخيرة؟ ̄ أشكر جريدة ومن خلالها والدنا السيد عز الدين بوكردوس، والذي استضافني بجريدته الموقرة، والتي أتمنى لها طول العمر والنجاح، وأتمنى الاستقرار لوطننا وأن ننعم بسنة أفضل من التي مضت.