دعا رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، الحراك الشعبي إلى التنظيم والتهيكل في إطار محكم، ومباشرة العمل الجماعي الجاد المبني على الحوار من خلال الاستمرار في الخروج إلى الشارع كل يوم جمعة، من أجل الضغط على السلطة وتقديم اقتراح عملي لإيجاد حلول لهذه الأزمة، واصفا إياها بواجب المبادرة وتحويل الوعي الحراكي إلى عمل سياسي منظم. في ندوة صحفية نشطها، أمس، بزرالدة أكد جيلالي سفيان أن الوقت حان لإنهاء زمن الاحتكار على السياسة، والذهاب نحو الإنفتاح السياسي النزيه خاصة بعد أن نجح الحراك في تشكيل ومنح البلاد ضميرا سياسيا جديدا، وإظهار وجه المجتمع الجزائري الحقيقي الذي استطاع حسبه، تفكيك الفساد بسلمية أثارت الإعجاب والانبهار، موضحا أن الحراك الآن مطالب بالتنظيم والدخول في مؤسسات الدولة للمساهمة في التغيير. ودعا الرئيس الجديد لإتخاذ قرارات صائبة ومستعجلة وفقا لأهداف الحراك الشعبي في إطار بناء دولة القانون وتجسيد الالتزامات على أرض الواقع، من خلال إجراء تغييرات عميقة في تنظيم الدولة وقواعد سيرها وتلبية المطالب الشعبية، والعمل على إقناع الجزائريين بتقديم تنازلات مهمة لإعادة اللحمة بين أبناء الجزائر، محذرا من الوضع الحالي في ظل الفوضى التي تحدق بالبلاد وتعرض وحدة الشعب إلى خطر. وينتظر حزب جيل جديد حسب جيلالي «الإفراج عن موقوفي الرأي في المدة الأخيرة الرأي، وفتح وسائل الإعلام والفضاءات السياسية قبل الشروع في حوار شامل صادق وجاد يتوج بترسيم الإرادة الشعبية من خلال الوصول ، اتفاق عام وتحويل استياء وغضب الشعب الذي يخرج إلى الشارع كل يوم جمعة إلى اقتراح جاد لتفادي الدخول في صراع وحدوث انزلاقات. كما يرى أن العديد من الملفات لاتزال عالقة بسبب تراكم المشاكل في مختلف المجالات من بينها ملف هيكلة النظام السياسي من خلال تعديل الدستور في إطار حوار حقيقي وكذا قانون الانتخابات والأخذ بعين الاعتبار الوقائع الاقتصادية العالمية لإخراج الجزائر من هذه الأزمة. في سياق آخر، حذر جيلالي من بعض الأحزاب السياسية التي كانت مؤيدة للنظام السابق ولم يكن هدفها خدمة الشعب بل مصالحها الخاصة والآن تتحدث باسم الحراك الشعبي، مضيفا أن الجزائر الآن أمام تدافع ما بين عدد من الجهات بعد أن فقد الشعب الثقة في السلطة السابقة والمسؤولين الذين اكتفوا بتقديم وعود كاذبة من خلال خطابات والتزامات لم تطبق على أرض الواقع. وفي ذات السياق، أكد أن حزبه جيل جديد يرفض المشاركة في أية حكومة أو وظيفة سياسية تكون خارج الإرادة الشعبية ولكن أبدى استعداد حزبه للمشاركة في جلسات حوار، موضحا أن تاييد الدخول في حوار مع الحكومة لا يعني أنه سيتم قبول أية نتيجة سيخرج بها ففي حال عدم الاقتناع بمضمون الحوار ونتائجه فإن الحزب سيقرر الانسحاب. وأشار جيلالي إلى المحاولات التي تهدف إلى تمثيل الحراك بغير حق والتي سيتم إدانتها باعتبارها مناورات لاستغلال الحراك وانتحال شخصية، قائلا إن كشف النوايا الحقيقية للجهات الفاعلة في هذا المنحى ليس بعيدا بل سيتحقق في أقرب وقت معيرا ومستنكرا محاولات التطاول على الجزائر خاصة من قبل فرنسا التي تسعى إلى الدفاع عن مصالحها، مضيفا أنه لن يقبل التدخل في شؤون الجزائر من قبل أية دولة أجنبية.