أجمع أساتذة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وأساتذة في القانون على النضال المستميت للفقيد أحمد ڤايد صالح الذي فقدته الجزائر، أمس، عن عمر ناهز 80 سنة، الذي صدق ما عاهد الله عليه وأوصل الجزائر إلى بر الأمان، محبطا المؤامرات والدسائس، وقد طهر البلد من الفساد والمفسدين. بتأثر كبير صرح ل «الشعب» بعض الأساتذة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وفي القانون الدستوري إثر فقدان الفقيد أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، واعتبروا فقدانه خسارة كبيرة للجزائر التي سار بها إلى حيث الأمان. بن عقون : أدى واجبه كاملا عيسى بن عقون أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 قال إن الفقيد أحمد ڤايد صالح أدى واجبه كاملا، ولولا حرص المؤسسة العسكرية، لم تكن لتخرج الجزائر من الأزمة السياسية وأعاد الشرعية لمؤسسة الرئاسة. قال بن عقون عكس الأنظمة العسكرية العربية التي تسير مع قيادة البلد ضد الشعب، مشى ڤايد صالح في إطار حراك شعبي قانوني دستوري، لم يتم استعمال العنف ولم تسل قطرة دم كما تعهد بذلك ووفى، و كان يصر دائما على أن تكون المسيرات سلمية، و أضاف أن الفقيد كان دائما ينظر بنظرة المجاهد زيادة على نظرته كقائد أركان، والمجاهد يخدم أبناء الوطن . قام ڤايد صالح بثورة ضد الفساد، لم يحدث في تاريخ أي دولة على الأقل خلال 50 سنة الأخيرة أن تم القبض على مسؤولين كبار في الدولة متورطين في الفساد ومحاكمتهم أمام الشعب، وقد رافق عودة مؤسسة الرئاسة إلى الشرعية، وخرجت الجزائر من الأزمة و جنبها الفراغ الدستوري، ويمكن للدولة أن تستمر في مكافحة الفساد وإقامة دولة الحق والقانون كما يتطلع له الشعب والذي يعد من أهم مطالب الحراك. أعراج : ڤايد صالح حلقة من عقد عنوانه الوفاء لرسالة الشهداء من جهته، اعتبر سليمان أعراج أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن الجزائر بوفاة رئيس الأركان أحمد ڤايد صالح فقدتأحد رجالاتها الأوفياء، المجاهدين الأفداد الذين صانوا الأمانة والتزموا بعهد الشهداء وعهد أول نوفمبر. بحزن كبير وحسرة قال أعراج إن خسارتنا لشخص كان يسمي نفسه أب الجزائريين، كانت له عاطفة الأبوة، وإخلاص الشرفاء والمجاهدين، ووفاء القادة الكبار، وأدار حقبة مهمة في تاريخ الدولة الجزائرية. في هذا المصاب الجلل قال أعراج إن الجزائر فقدت أحد رجالاتها العظماء، حفظ الأمانة وصان الوديعة، عمل بمبادئ الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير ووفى برسالة الشهداء. وختم أعراج تصريحه بأن للجزائر رجال عظماء، وڤايد صالح حلقة من عقد جزائري عنوانه الوفاء لرسالة الشهداء والوفاء للوطن. رافق انتقال السلطة في إطار المقاربة الدستورية رشيد لوراري أستاذ القانون الدستوري بجامعة الجزائر 1، بدأ تصريحه بآية كريمة قال الله تعالى «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا» صدق الله العظيم، حيث اعتبر أن هذه الآية تنطبق على الراحل فقيد الجزائر أحمد ڤايد صالح ، الذي قدم للجزائر منذ ريعان شبابه حياته فداء لها، إذ التحق بالثورة وعمره لا يتجاوز 17 ربيعا، واستمر بعد استرجاع الجزائر استقلالها في عطائه ضمن إطار الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، و تقلد داخل هذه المؤسسة عدة مناصب حتى وصل إلى قيادة الأركان. واستطرد لوراري - متأثرا بهذا المصاب الجلل - قائلا إنه خلال الأزمة التي عاشتها بلادنا منذ 22 فيفري 2019، واصل الفقيد عمله ونضاله من أجل المحافظة على مؤسسات الدولة الجزائرية قائمة، وضمان انتقال سلس للسلطة في إطار الدستور القائم. وقد ترجم هذا الموقف من خلال مختلف تصريحاته وخطبه معلنا عن الموقف الثابت للجيش الوطني الشعبي في مرافقته للحراك الوطني، وضمن سلم وسلمية هذا الحراك الوطني المبارك. وأضاف لوراري أن ڤايد صالح استمر محافظا على هذا النهج القويم، مرافقا لعملية الانتقال للسلطة في إطار المقاربة الدستورية، إلى أن وصلت الجزائر إلى 12 ديسمبر حيث تم انتخاب رئيسا لها، وبذلك يكون الراحل قد وفى بتعهداته في ضمان استمرارية الدولة الجزائرية، والحفاظ على مؤسساتها. وشاء القدر – كما ذكر لوراري - أن ينتقل هذا القائد الفذ إلى جوار ربه في أقل من أسبوع بعد تقليده لوسام من مصف الاستحقاق الوطني برتبة صدر من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة تأدية هذا الأخير لليمين الدستورية. وقال إن عزاء الشعب الجزائري أن ڤايد صالح رحل وللجزائر رئيس وقيادة ستحافظ لا محالة على الأمانة، وستواصل المسيرة على طريق بناء الجمهورية الجزائرية الجديدة التي حلم بها الشهداء، وعمل الراحل وناضل لتحقيقها.