يتحدث جمال سعدي رئيس حركة الصحوة الوطنية (قيد التأسيس) في هذا الحوار الذي خص به جريدة »الشعب« عن الأسباب والدوافع التي تركته يفكر في إنشاء حزب مستقل، بعد أن كان على رأس حركة تقويمية بحزب جبهة التحرير الوطني تسمى حركة الصحوة، حيث أوضح أن فشل رأب صدع الأفلان عجل بإيداع ملف لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية للحصول على اعتماد للحركة. ويتفائل سعدي بحصول حزبه على الاعتماد ودخول غمار الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة هذه السنة، بقوائم قد تحمل أسماء الغاضبين من عبد العزيز بلخادم، وبرلمانيين سابقين في جبهة التحرير الوطني. كما تطرق مؤسس حركة الصحوة الوطنية، إلى موقف حركته من مسألة التحالف مع أحزاب أخرى خلال الانتخابات المقبلة، ورأيه في الضمانات التي وفرتها الدولة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وقضايا أخرى تابعوها في بقية الحوار. ❊ الشعب: ما هي الأسباب والدوافع التي جعلتكم تحولون حركة تقويمية بجبهة التحرير الوطني إلى حزب يحمل اسم حركة الصحوة الوطنية؟ ❊ ❊ جمال سعدي: لم نكن نفكر في حزب، كنا نفكر في إصلاح حال حزب جبهة التحرير الوطني ومحاولة رأب صدع الفرقاء السياسيين، نتيجة التراكم الذي حصل منذ سنوات خاصة بعد الاستحقاقات الماضية، لكن قيادة الأفلان الحالية فوتت أكثر من فرصة ورفضت فتح أبواب الحوار والنقاش لضخ نفس جديد في الحزب وتطبيق برنامج جبهة التحرير الوطني، وهو الأمر الذي جعلنا نجد أنفسنا ننتظر أربع سنوات أو خمسة دون أن يتم إصلاح الخلل وسد الثغرات التي عجلت باندلاع زوابع وسط مناضلي الحزب وغرست فيهم الأحقاد والسلبية. حاولنا أن نحدث هذه الحركة كأداة للضغط على قيادة الافلان لكي تتراجع عن بعض الأمور وتصلح ما أفسدته الأيام، وحاولنا الالتقاء في الشهور الأولى من تأسيس الحركة لأنها حاليا في سنة مع الأمين العام لجبهة التحرير عبد العزيز بلخادم، وتكلمنا معه في مواضيع عديدة، منها ما تخص الجبهة ومنها ما تخص التشبيب، وكتابة التاريخ، وتجريم الاستعمار، ومواضيع أخرى تهم الجبهة بصفتها أكبر حزب له رصيد تاريخي وأمامه المستقبل، وكشباب لم نرغب أن يسقط الحزب في أيدي أناس لا أنفي الوطنية عنهم، ولكن ليس لديهم وعي ولا علاقة لهم بالجبهة، بل هم أصحاب مصالح دخلوا في الحزب فأفسدوه، وعندما فشلت كل هذه المساعي قررنا مواصلة مسيرة الأبطال والشهداء من خلال حركة الصحوة الوطنية، ليس كحركة منشقة عن الأفلان ولكن كحزب قائم بذاته. ❊ وما هو موقع الصحوة من حزب جبهة التحرير هل تبقون تمارسون نفس ممارسات المنشقين، أم ستنفصلون عن الحزب؟ ❊ ❊ الآن ليس لدينا علاقة مع حزب جبهة التحرير الوطني حتى الاسم غيرناه، أما البرنامج فهو نفسه، وعلى فكرة هو ليس ملكا لجبهة التحرير لأنها أصلا لم تطبقه بل هو برنامج وطني يستمد مقوماته من الثورة، وبيان أول نوفمبر وهذا ملك للجميع وليس للأفلان فقط. وحركة الصحوة ترتكز أساسا على القيم الوطنية، الدين الإسلامي، الوطن، اللغة العربية والامازيغية، العلاقات الاجتماعية، التقاليد الجزائرية التي لا ينبغي أن نحيد عنها. اختيار الأحزاب الجديدة يجب أن يكون على أساس الكفاءة والنضال ❊ قلتم أنه يجب أن يمنح الاعتماد للأحزاب التي تنشط بالساحة وعلى حد علمنا كنتم آخر من قدم ملفه لوزارة الداخلية، فما هي حظوظ الحركة في الحصول على الاعتماد خاصة وأن وزير الداخلية والجماعات المحلية كان قد صرح بأن الاعتماد سيمنح ل 10 أحزاب من مجموع 20 حزبا توجد ملفاتها على طاولة الوزارة؟ ❊ ❊ لا لم نكن آخر من سلم ملفه لوزارة الداخلية من أجل طلب الاعتماد، صحيح سلمنا الملف في الأسبوع الأول من جانفي وربما تأخرنا لأننا كنا ننتظر ردا من قيادة حزب جبهة التحرير على طلب رأب الصدع، ولكن المحاولات باءت بالفشل. نحن نقول شيء في هذا المجال، اختيار الأحزاب على أساس الكفاءة والنضال ودرجة استقطاب الشباب سيكون عنصرا لإنجاح الانتخابات. وحركة الصحوة لها أهدافها وبرنامجها، وهي تستوفي جميع الشروط القانونية لكي تكون حزبا معتمدا، فليس لدينا خروقات أو مشاكل، ونحن درسنا الملف جيدا قبل أن نقدمه لمصالح وزارة الداخلية. ❊ معنى هذا أنكم تتوقعون أن تكون حركة الصحوة من بين الأحزاب التي سيتم اعتمادها؟ ❊ ❊ طبعا لأن لها الأقدمية، إضافة إلى أننا متواجدون ب 48 ولاية، فخلال سنة كاملة نظمنا لقاءات ولائية وجهوية، وقد يكون الأمر مجحفا إذا لم نحصل على الاعتماد. ❊ ومتى ستعقدون المؤتمر التأسيسي للحزب؟ ❊ ❊ الآن ننتظر الحصول على الاعتماد، وبعدها سنطالب بالترخيص لعقد المؤتمر وقد يتم في ظرف أسبوع وبالأكثر في ظرف 20 يوما ما دام أننا متواجدون ب 48 ولاية و800 بلدية نصبت بها المكاتب، ونملك إطارات مختصة. ❊ هذا يعني أنكم محضرون جيدا لدخول التشريعيات المقبلة؟ ❊ ❊ طبعا، فالذي حضر سنة كاملة بإمكانه التحضير للانتخابات المقبلة، ولو استدعينا من طرف الأفلان لكنا ضمن قوائمه الانتخابية، ولكن رفض طلبنا بإعادة المؤتمر التاسع لأنه سمح بدخول العديد من الدخلاء الذين أثروا على القيادة لاتخاذ أي خطوة إيجابية لرأب الصدع. ❊ هل سيكون الغاضبون من القيادة الحالية للافلان ضمن القوائم الانتخابية لحركة الصحوة؟ ❊ ❊ عندما اصطدمنا بانعدام الحوار مع قيادة جبهة التحرير الوطني وجدنا استجابة واسعة لدى الرافضين والغاضبين منها، وقد شهدت حركة الصحوة التحاق عدد من إطارات اللجنة المركزية ونوابا سابقين، ومناضلين أغلبهم من المتذمرين من الحزب العتيد ومن أحزاب أخرى، أتحفظ عن ذكر أسمائهم ولكن أؤكد أنهم سيكونون ضمن قوائمنا الانتخابية في الاستحقاقات المقبلة. ❊ وعلى ماذا ستراهن الحركة لدخول غمار التشريعيات المقبلة؟ ❊ ❊ الرهان على الثقة المتبادلة بين الشعب والحركة، وعلى منح الفرصة للشباب للمشاركة في الحياة السياسية، وأشير هنا إلى أننا سجلنا التحاق الكثير من الشباب بالحركة لأنهم وجدوا فيها أفكارا جديدة تعبر عن آمالهم وطموحاتهم، وأعجبوا بطريقة عمل الصحوة وبرنامجها الذي يحمل شعار المبادئ قبل الشكارة. ❊ كم عدد الشباب المنخرطين في الحركة؟ ❊ ❊ ممكن نصل حتى 800 ألف شاب وبهؤلاء سنصنع المفاجأة ما دام أن الأحزاب الوطنية تعبت وأصابها الوهن فلماذا لا نكون نحن الحزب الوطني الأكبر في الجزائر، ونواصل حمل المشعل؟. مستعدون للتحالف مع أحزاب تقاسمنا نفس الرؤى ❊ كيف ترون مسألة التحالف مع أحزاب أخرى لخوض غمار التشريعيات؟ ❊ ❊ يمكن أن نتحالف مع أحزاب تقاسمنا نفس الرؤى والمواقف، ونحن مستعدون لأن نضع اليد في اليد لبناء الجزائر، أما من له نظرة ضيقة فذلك يعمل لمصالحه ونحن ليس لدينا نظرة ضيقة بل نظرة واسعة ويمكن أن نجلس على الطاولة للتفاهم مع أي طرف. ❊ تحاول بعض الأطراف السياسية إسقاط ما يجري في مصر وتونس على الجزائر، ما هي نظرتكم لهذا الأمر؟ ❊ ❊ نعرف أن الأوضاع في الجزائر تختلف عن مصر وتونس، كما أن العقلية الجزائرية تختلف عن التونسية والمصرية فلكل دولة خصوصياتها، نحن كان لدينا سرعة في التغيير سنة 88 ووقتها العالم العربي كان نائما، لكن تعثر التغيير وأنتج شيئا آخر أدى بنا إلى عشرية سوداء، لأنه لم يكن مدروسا. نحن بعيدون عن ثقافة الصبر، في تونس مثلا سنفاجأ بهم يبنون دولتهم في ظرف قياسي، أنظري المرزوقي من حزب إسلامي لكنه استطاع جمع جميع الأطراف ولم يحصر نفسه، في مصر اجتمع مليوني مواطن في ساحة التحرير ولم يحدث بينهم اقتتال ولا صدامات، طبعنا المتسرع وانفعالنا استثمرته أطراف أخرى ولهذا ندعو الشعب الجزائري إلى عدم إعطاء فرصة لهؤلاء ليستثمروا في غير صالحه، وأن يعوضوا الانفعال بالصبر. الأحزاب التي تطالب بلجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات مسؤولة هي الأخرى على نزاهتها ❊ يطالب قادة بعض الأحزاب السياسية بتشكيل لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات المقبلة هل تشاطرونهم هذا الرأي، وكيف ترون الضمانات التي وفرتها الدولة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة؟ ❊ ❊ وضعنا ألف لجنة منذ بداية الانتخابات إلى اليوم، وما الذي حصل أنا أنادي الأطراف التي تطالب بلجنة مستقلة، أن يصحو ضميرها لأنها مسؤولة هي كذلك على نزاهة الانتخابات كما هي مسؤولية كل إداري، و برلماني و سياسي. وبخصوص اللجنة المستقلة التي يطالبون بها، نريد منهم أن يوضحوا لنا ممن تتكون حتى تستطيع أن تضمن نزاهة الانتخابات هل من الدولة؟، أو من الأحزاب؟ أو من الدولة والأحزاب معا؟، أو من الأحزاب والدولة والأمم المتحدة وأطراف خارجية؟. أما الضمانات التي وضعتها الدولة، فلم نرى نتائجها بعد ولكن نرجو أن تكون من المحاولات الصادقة وأن تسير في الاتجاه الصحيح، وتسمح بإعادة الثقة للمواطن لأن العزوف من الانتخاب مشكلة كبيرة، كما يجب أن توفر أسباب نجاح الانتخابات وهي معروفة ضمان حياد الإدارة، وعدم التسامح حتى لا يضعف مستوى البرلمانيين والمسؤولين ونصل إلى مشاكل أخرى، وعلى الأحزاب أن تتفهم الظرف الحالي وتكف عن الضغط على الدولة بالمبالغة في رفع طلبات ليست عقلانية ولا متوازنة. 30 بالمائة جاءت متأخرة ولن يتمكن أي حزب من تجسيدها ❊ كيف ستطبق حركة الصحوة نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ ❊ ❊ بالنسبة لي 30 بالمائة جاءت متأخرة، لأن المرأة هي الشق الثاني للرجل، وفي رأي هذه النسبة وضعت على مقاس العاصمة وليس على سعيدة، تبسة، أو غليزان، فهناك المرأة لم يوفر لها الجو منذ القديم لتعلم طريقة الانتخاب فكيف أن تشارك في الحياة السياسية..التقاليد منعتنا أن نفهم الناس أن صوتهم أمانة، واستبعد أن تنجح الأحزاب في تجسيد ما جاء في القانون فجميعها لم تحضر لهذا من قبل لأن الخطوة جاءت ارتجالية.