تعتبر المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، التي يرأسها عبد الكريم عبيدات، خبير دولي ومستشار للوقاية الجوارية ورئيس المجلس الوطني، أول منظمة أنشات على المستوى الوطني بتاريخ ال 31 جانفي 1989، ولديها مشوار كبير فيما يتعلق بالاهتمام بفئة المدمنين على المخدرات عبر التكفل بعلاجهم، الدائم الى غاية شفائهم التام. ونظرا لاستفحال آفة المخدرات داخل المجتمع الجزائري، بحيث تحولت الجزائر من منطقة عبور إلى مستهلك لهذه السموم التي فتكت بأبنائنا، إرتأينا التقرب من جمعية رعاية الشباب لمعرفة حصيلة نشاطها في مجال مكافحة هذه الظاهرة وحماية الشباب والمراهقين، والبرنامج المسطر للجمعية خلال هذه السنة. وفي هذا الصدد، أفاد الخبير الدولي ورئيس جمعية رعاية الشباب السيد عبد الكريم عبيدات أن الجمعية قطعت أشواطا كبيرة في سبيل حماية فئة الشباب وتجنبه تعاطي المخدرات، وأن الأمر الذي أدى إلى بروز هذه المنظمة الوطنية من سنة لأخرى يعود للخبرة الاحترافية لطاقمها الطبي المكون من مربين ومربيات ورجال القانون، وكذا الأطباء العامون وأطباء علم النفس والاجتماع. وأضاف عبد الكريم عبيدات، في تصريح خص به جريدة “الشعب” أن الجمعية سطرت برنامجا مشتركا العام الماضي مع المديرية العامة للأمن الوطني يتعلق بموضوع الوقاية الجوارية. ولم يفوت محدثنا الفرصة للتثمين والتنويه بتفهم وتعاون المدير العام للأمن الوطني اللواء هامل عبد الغني ومرافقته لنشاطات الجمعية في كل خرجاتها وحملاتها التحسيسية، عبر توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد مجتمعنا. 3 حافلات .. للعلاج النفسي ويتضمن برنامج الوقاية الجوارية ،استنادا لما أفاد به الخبير الدولي على شطرين، حيث أن القسم الأول شمل مكافحة آفة المخدرات وسط الشباب عبر تنصيب ثلاثة حافلات متنقلة للعلاج النفسي التقاربي، مجهزة بفرقة طبية تضم أطباء في علم الاجتماع، النفس وأطباء عامين وكذا الخلية الجوارية لمديرية الأمن الوطني، وفي هذه النقطة أبرز مستشار الوقاية الجوارية أهمية هذه الحافلات في التقرب من الشباب وجعلهم يؤمنون بأهمية القيام بحصص علاجية لتخليصهم من السموم التي يتعاطونها، مشددا على ضرورة توجه المجتمع المدني نحو الشباب دون انتظار مجيئهم. وأشار عبيدات في هذا الإطار، إلى أن الحافلات المتنقلة التي تم استحداثها أصبحت تلعب دورا فعالا على مستوى الأحياء الشعبية، أين توجد نسبة كبيرة من الشباب والمراهقين، الذين يمكنهم الاتصال بكل راحة بالطاقم الطبي ومن هنا نستطيع تشخيص أسباب تعاطيهم للمخدرات. وأوضح المتحدث، أنه خلال سنة كاملة تم تسطير الأسباب الأساسية التي دفعت بشريحة الشباب لتناول هذه السموم، قائلا: “رأينا في المرحلة الأولى انقطاع بعض الشباب مع النظام الاجتماعي من تسرب مدرسي، استقالة الأولياء عن أداء دورهم الرئيسي تجاه أبنائهم، غياب فضاءات التسلية، الفراغ، وانعدام التوجيه وكذا سياسة وطنية للوقاية الجوارية. وأضاف رئيس المجلس الوطني أن الشارع أصبح يعوض الشاب الذي بات يتخبط في هذه المشاكل ووجد تناول المخدرات السبيل الوحيد لجعله ينسى كل العراقيل التي تعترضه في حياته اليومية، مضيفا بأن منظمة حماية ورعاية الشباب فكرت في تنصيب ثلاثة حافلات أخرى متنقلة تدعى “حافلات الإسعاف المدرسي”، قصد حماية المدارس من العنف والتسرب المدرسي، التدخين، والمخدرات. وتعد هذه الحافلات التي أضحت تتوجه إلى الثانويات، الجامعات ومعاهد التكوين المهني أول تجربة على مستوى البحر الأبيض المتوسط. حسب ما أفاد به عبيدات، مؤكدا بأنها أول تجربة جزائرية، حيث أنه يتم أسبوعيا اختيار مؤسسة تربوية لتنظيم ندوات ولقاءات توعوية وترشيد الطلبة والتلاميذ حول مواضيع السيدا، المخدرات، التدخين، والعنف المدرسي. منوها في ذات المضمار بالدور الكبير، الذي يلعبه مركز العلاج النفسي والوقاية الجوارية بالمحمدية والتابع للمنظمة في استقبال الشباب، كما أن المركز يساهم في الربط بين الحالات التي يتم اكتشافها في الشارع أو المدرسة، بما في ذلك الدور الذي تؤديه ال 13خلية جوارية للإصغاء للمديرية العامة للأمن الوطني التي تعتبر أول مدرسة تكوينية تتكفل بتكوين ألف مربي ومربية. وبالموازاة مع ذلك، قامت منظمة رعاية الشباب بإعداد بطولة ما بين الأحياء تمس 56 بلدية على مستوى العاصمة، حيث أن شباب باب الوادي ينتقلون إلى الكاليتوس للاحتكاك بشبابها، علما أن ذات الجمعية نظمت العام الماضي أبوابا مفتوحة على مستوى ساحة البريد المركزي، شهدت إقبالا كبيرا ب 26 ألف زائر وذلك لمدة أسبوع. وقد شارك فيها ممثلون عن الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب والصندوق الوطني للبطالة ومراكز التكوين المهني، قصد تعريف الشباب بالإمكانيات التي وفرتها الدولة لإدماج الشباب لكن الرسالة لم تصل، على حد قول الخبير الدولي. وفيما يتعلق بالبرنامج الذي سطرته المنظمة لسنة 2012، كشف رئيسها أنه لأول مرة سيتم تدشين أول مركز وطني مستقل للتكفل بالشباب المدمن والمتواجد عبر الأحياء. وذلك في ال 11 فيفري من السنة الجارية. موضحا أن هذا المركز الذي يتكفل بتوجيه الأولياء والصغار يعد أول تجربة على مستوى البحر الأبيض المتوسط وهو شبيه بالمستشفى، لكنه متنقل من حي لآخر، ويضم فرقة المحمدية، مشيرا الى انه بدون شك سيكون هناك إقبال من طرف الشباب. وأضاف عبيدات، إن الشاب المدمن يخاف التقرب من المستشفى لأن هذه الأخيرة بالنسبة له تعني الجنون والمرض، وهو يكره هذه الصفات. ولهذا: “فقد قررنا التنقل الى الأحياء بالتنسيق مع الأمن الوطني الذي وفر كل الإمكانيات لهذا المشروع الطموح”، كما قال المتحدث أن المخدرات أصبحت حقيقة في الجزائر، وحان الوقت للسير الى الأمام ومكافحة هذه الآفة. وفي هذا السياق، أعرب عن أمله في أن تعمم هذه المبادرة على مستوى كل الولايات. وبالمقابل، فكرت منظمة رعاية الشباب في توسيع البطولة الوطنية لكرة القدم، بالأحياء الشعبية للفرق الرياضية للوسط، شرق، غرب وجنوب البلاد، حيث تنظم مقابلة كروية ما بين أربعة مناطق تسلم كأس الجزائر في عيد الشرطة للحي الفائز في البطولة. وقد تعدى نشاطها الى محاربة العنف المدرسي في الملاعب، عبر إعداد استيراتيجية لتأسيس أول كأس للمصالحة الرياضية فيما يتعلق هذا الموضوع، حيث تسلم لأحسن أنصار للأندية التي يلتزم بالروح الرياضية والانضباط دون أية مشاكل لمدة سنة كاملة. علما أن هناك جريدة وطنية تدعى “الجزائر” تتابع المشروع الذي يستحدث لأول مرة على مستوى العالم، وبعد اقتراحه على الاتحاد الدولي لكرة القدم. وجدد المتحدث تأكيده أن البرنامج النفسي وتكوين المربيات والمربين، وكذا نشاط ال 13 خلية للإصغاء متواصلة، وأنه سنويا تنظم حصة العلاج النفسي الجماعي مع تلاميذ الثانويات لمحاربة الخوف والقلق والاضطرابات من اجتياز شهادة البكالوريا، وذلك ابتداءا من الفاتح الى ال31 ماي. حيث اختير هذه السنة مركز الراحة والتسلية بالحمامات التابعة لمديرية الأمن الوطني لتنظيم هذه الحصص العلاجية. وتجدر الإشارة الى أن العملية الأولى تمت سنة 2008، ببوشاوي وسجلت بها نسبة نجاح في البكالوريا ب 40 بالمائة، و50 بالمائة سنة 2009، حيث نظمت حصص العلاج النفسي ببحيرة الرغاية. أما تلك الحصص التي نظمت بحديقة التجارب بالحامة، فقد سجلت نسبة 60 بالمائة، ونسبة 80 بالمائة العام الماضي. وعلى صعيد آخر، كشف الخبير الدولي عن تنظيم الملتقى الأول للوقاية الجوارية ومكافحة الجريمة في وسط الشباب، وذلك في شهر مارس القادم بالمدرسة العليا للشرطة، حيث ستشارك كل المؤسسات والأطراف التي لها علاقة بالموضوع. وأوضح أن الملتقى يهدف الى تشخيص الوضعية الحالية التي وصل إليها شبابنا في تعاطي هذه السموم، بحكم أن الشباب يعاني صعوبات بسيكوسوسيولوجية والتي ألقي بها الى المجتمع، الذي بدوره أصبح مهددا نتيجة هذه التصرفات غير العادية. ودعا عبد الكريم عبيدات الى ضرورة التحرك والجلوس على طاولة الحوار للتفكير في وضع استيراتيجية وطنية للتكفل بالشباب وحمايتهم من المخدرات.