تعاطي المخدرات حالة مأساوية كشفت لنا حجم البؤس والكارثة التي يتخبّط فيها شبابنا من الذين لم يجدوا عملا، ولا مرافق ترفيهية تتكفّل بمشاكلهم، فاحتضنهم الشارع بالسموم، وجعلهم يستهلكون ويتاجرون بالمخدرات. باب الواد، الحراش، براقي، القصبة، بلكور، باش جراح وحتى الكاليتوس والأربعاء، البعض من أحيائها تنبعث منها رائحة المخدرات، تنتشر في كل زوايا تجمّعات الشباب وتزداد حدتها. اتجهنا نحو الأزقة الضيقة، حيث أبناء الفقراء ضحايا التهميش والبطالة والطلاق. وسواء كان الحي راقيا أو فقيرا، فالمخدرات تستهوي جميع من يتقرّب منها، وتسمياتها مختلفة حسب مفعول تأثيرها القوي، منها الزرقا، الحمرا، الروش، كبسولة “مدام كوراج”، الكيف، الزطلة...هي مصلحات سمعنا عنها كثيرا، لها ميزتها الخاصة وتختلف درجة مفعولها عن الأخرى، ويختلف معها الثمن ونسبة تجرّعها، منها ما يتناولها المدمن رغبة في النسيان والهروب من المشاكل، وغالبا ما يتناولها أصحابها في درجاتهم الأولى من الإدمان ما بين حبة أو حبتين. وتزداد الجرعة كاملة في اليوم في حالة متقدمة من الإدمان، تأتي بعدها “الزرقا” وفق ما يسمى في القاموس الجزائري، يقدّر سعرها ب 200 إلى 250 دج، تأتي بعدها الحقن. وعلى غرار نظيرتها من الحبوب فلها تشكيلات متنوعة من المصطلحات منها “الدمعات”، ويخضع سعرها إلى عامل الندرة والوفرة في السوق، وهو ما يجعل مدمن هذا النوع من المخدرات في حالة يرثى لها. أمّا أخطر أنواع الأقراص المهلوسة، فهي “برشام ديبام”، والمعروفة باسم الفلوكة أو “كبسولة”، وتحتوي هذه الأخيرة على مواد جد مؤثرة على جسم الانسان، فمن يتناول هذا النوع من المخدرات قد يكون وصل إلى أعلى درجات الإدمان، ويصعب إلى حد كبير الابتعاد عنها، وتعتبر من بين الأقراص النادرة في السوق، وتباع حسب الطلب.