تهميش القارة في ملفّ دولة كاملة العضوية أمر غير معقول دعا الوزير الأول عبد العزيز جراد، الخميس، ببرازافيل، اللجنة رفيعة المستوى في الاتحاد الإفريقي إلى الاضطلاع بدور محوري في حلّ الأزمة الليبية، معتبرا أنه من غير المعقول تهميش إفريقيا في ملف يخص دولة كاملة العضوية في هذه المنظمة الإفريقية. في مداخلة له في الاجتماع رفيع المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، الذي تحتضنه العاصمة الكونغولية (برازافيل) والذي شارك فيه ممثلا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ناشد جراد اللجنة رفيعة المستوى في الاتحاد «التحرك للمساهمة في حلحلة ملف الأزمة الليبية». كما دعاها إلى «ضرورة القيام بدور محوري في هذه الأزمة التي تخصها بالدرجة الأولى»، مشدّدا على أنه «لا يعقل تهميش دور إفريقيا في ملف يخص دولة كاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي، غارقة في مستنقع الحرب». ونبّه في ذات الإطار، إلى أن «الأوضاع الأمنية متفاقمة في هذا البلد الشقيق والاحتمالات المتزايدة لانتقال تداعياتها إلى دول المنطقة مثيرة للقلق». من هذا المنطلق، أكد جراد أن الجزائر «لن تدخر أي جهد لدعم مساعي اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي إلى جانب الأممالمتحدة»، من أجل «حمل الأطراف الليبية والمجتمع الدولي على المساهمة في تسوية الأزمة في ليبيا ومرافقة الأطراف الليبية المتنازعة على إيجاد حلول توافقية تسمح بعودة السلم والأمن والاستقرار بشكل نهائي لهذا البلد المجاور». كما جدد التأكيد أيضا على كون الحل السياسي «القائم على الحوار الشامل بين مختلف مكونات المجتمع الليبي الرافض للعنف والتطرف»، يعد «السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الترابية وتلاحم شعبها». بخصوص قمة برازافيل، أشار الوزير الأول إلى أن التئام هذا الاجتماع الإفريقي يأتي في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإخراج ليبيا من الأزمة التي تعصف بها منذ عدة سنوات، ليذكر بأن «المشهد الليبي بات شديد التعقيد، بسبب التدخلات الأجنبية؛ مشهد يتصارع فيه القريب والبعيد وأصبح لا يحتمل التصعيد، أمام تفاقم الأوضاع وتزايد عدد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وتضارب المصالح بين القوى الكبرى، والتي - مع الأسف - لكل منها أجندتها الخاصة في ليبيا، فضلا عن سعي كل طرف إلى إعادة التموقع على الخارطة العالمية». في هذا السياق، ذكر بأن الجزائر «حرصت على الدوام، انطلاقا من مبادئها الثابتة، على أن يكون حل الأزمة الليبية، من خلال تسوية سياسية سلمية ترتكز على الحوار بين الليبيين وحدهم وعلى اختلاف آرائهم وتوجهاتهم السياسية لتحديد مستقبلهم، ورفض أي تدخل أجنبي في ليبيا». وعاد جراد للتذكير بأن هذا المسعى كان قد أكد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في قمة برلين، موضحا بأن الجزائر «تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، وتتوخى أقصى درجات الحياد، وتدعم شرعية المؤسسات المعترف بها دوليا»، كما أنها «تجدد اليوم استعدادها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة واحتضان أي لقاءات بين الأشقاء الليبيين تساهم في حل الأزمة وتؤسس للدولة الليبية الحديثة». وفي ذات الصدد، توقف جراد عند نتائج مؤتمر برلين الذي اعتمد خارطة طريق للحل السياسي في ليبيا «ضمن التأكيد على وقف إطلاق النار وتثبيت الهدنة بين الطرفين المتنازعين وحظر توريد الأسلحة والدعوة إلى ضرورة استئناف مسار التسوية السلمية تحت رعاية الأممالمتحدة، بعيدا عن أي تدخلات أجنبية». كما أشار إلى أن هذه القرارات تم التأكيد عليها خلال الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول الجوار لليبيا الذي احتضنته الجزائر بتاريخ 23 جانفي الأخير، للمساهمة في دعم التسوية السياسية للأزمة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا.