أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عدم التنازل قيد أنملة عن الحقوق الفلسطينية التي أقرتها الشرعية الدولية، فيما اعتبر أن ما أطلق عليه صفقة القرن ختام لوعد بلفور المشؤوم. وشدد عباس خلال لقائه في مقر الرئاسة في مدينة رام الله للفعاليات الرسمية والشعبية وممثلي المجتمع المدني، على أنه «دون القدس التي احتلت عام 1967 عاصمة دولة فلسطين الأبدية، فلن نقبل هذه الدولة إطلاقا، وهذا ما تركته لنا الأجيال السابقة، ولن نخون الأمانة إطلاقا.» وقال عباس بحسب ما نشرت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، «نحن الآن أمام الحقيقة ونواجه المصير وهذه المعركة لن تكون الأخيرة، ولكننا سننتصر بها كما انتصرنا في بقية المعارك التي خضناها منذ مئة وثلاث سنوات، منذ وعد بلفور وحتى الآن». وتابع الرئيس الفلسطيني، «سننجح بإذن الله وسنصل للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وليس أبو ديس أو العيزرية كما يريدون». وأشار عباس، إلى أن الذي قدم لنا في خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي المعروفة إعلاميا «صفقة القرن» هو ختام لوعد بلفور عام 1917. وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 28 جانفي الماضي، عن خطة سلام مثيرة للجدل في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا ب»صفقة القرن» صممها مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر تدعو إلى حل الدولتين مع الاعتراف بالقدس «عاصمة غير مقسمة» للكيان الاسرائيلي، ما لاقت رفضا فلسطينيا قاطعا. وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ نهاية عام 2017، إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، ومنذ ذلك، يطالب الفلسطينيون بآلية دولية لرعاية مفاوضات السلام مع الاسرائيليين، المتوقفة أصلا، بين الجانبين منذ العام 2014، بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق. كوشنر يتحمل المسؤولية أكد، صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الذي يشرع الاحتلال والاستيطان، ويطرح مشاريع وخطط للضم وممارسة الابرثايد (الفصل العنصري) «هو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن تعميق دائرة العنف والتطرف». وانتقد عريقات، في تصريح له، أمس، تحميل غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مسؤولية ما أسماه «أعمال العنف الأخيرة»، وقال «إن الرئيس عباس يحمل معه إلى مجلس الأمن الخطة الحقيقية للسلام، مستندا إلى القانون الدولي والمرجعيات المحددة ومبدأ حل الدولتين على حدود 1967، مؤيدا من المجتمع الدولي بشكل كامل». وأضاف عريقات، أنه على عكس ذلك فان «كوشنر يتبنى الابرثايد والمستوطنات والإملاءات والتضليل ويقف خلف رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية». وحذر الفلسطينيون من «استغلال» إسرائيل الإعلان عن خطة السلام الأمريكية المزعومة والمعروفة إعلاميا ب «صفقة القرن» لتصعيد عدوانها ضدهم في ظل ارتفاع وتيرة المواجهات في الضفة الغربية. وقتل ثلاثة فلسطينيين، في اليومين الماضيين، برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما أصيب العشرات في سلسلة مواجهات مع قوات الاحتلال، منذ أسبوع في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.