أعد المجلس الأعلى للغة العربية برنامجا لتوظيف اللغة العربية في الترويج للسياحة، حسبما أبرزه، أمس، بتلمسان، رئيس هذه الهيئة، صالح بلعيد، موضحا خلال تدخله في ملتقى مغاربي حول «التسويق اللغوي والتنمية السياحية» أن هذا البرنامج يتضمن إعداد أدلة باللغة العربية بمصطلحات بسيطة وكثيرة التداول لفائدة السياح الأجانب لاستغلالها داخل المطارات ولدى ركوبهم سيارات الأجرة والاعتماد عليها كذلك في التعرف على المعالم السياحية وفي فهم اللافتات وغيرها من الأماكن الأخرى. وأضاف نفس المسؤول أنه تم بلوغ 50 من المائة من نسبة إنجاز هذه الأدلة. كما قال إنه «من الضروري خلق البديل والترويج للسياحة من خلال تكوين المرشدين السياحيين، خاصة بالجنوب الجزائري، حول لغة المحادثة وتحفيزهم على استعمال اللغة العربية في الترجمة الفورية مع السياح الأجانب». من جهة أخرى، أعلن بلعيد أن هيئته توشك على الانتهاء من إعداد معجم باللغة العربية يضم أزيد من 53 ألف مصطلح تشرف عليه لجنة مكونة من أساتذة ذوي كفاءات عالية في اللغة العربية ويرتقب الشروع في العمل به في 18 ديسمبر المقبل. من جانبها، اعتبرت حورية نهاري من وحدة البحث حول واقع اللسانيات وتطوير الدراسات اللغوية في البلدان العربية لتلمسان أن «التعدد اللغوي هو الحل الفعال لاستقطاب أكبر عدد من السياح لأن التسويق السياحي الفعال يرتكز على مخاطبة الفئة المستهدفة باللغة التي تفهمها لاستقطابها وأن السائح يبحث عن الوجهة السياحية الراغب في زيارتها عبر الأنترنت باللغة التي يفهمها». وينظم هذا الملتقى على مدار يومين من طرف وحدة بحث واقع اللسانيات وتطوير الدراسات اللغوية في البلدان العربية بتلمسان ومن تنشيط أساتذة وباحثين من عدة جامعات من الوطن وآخرين من تونس والمغرب. ويهدف الملتقى إلى بحث استغلال المجال السياحي للترويج للغة العربية ووضع تصور منهجي لتطوير حضور اللغة العربية في السوق الاقتصادية من خلال تطوير المضامين التسويقية ووسائطها في قطاع السياحة واستغلال الطبيعة التطورية للغات لدفع اللغة العربية نحو الانتشار واكتساح العولمة في مجال السياحة.