أمام الوضع الذي تعيشه المدرسة بفعل الإضرابات ومقاطعة الاختبارات وبين إحتجاج الأساتذة ونداء الأولياء لإنقاذ أبنائهم من سنة بيضاء، دعا المختصون في الشأن التربوي إلى فتح قنوات الحوار والتعقل ومراعاة مصلحة التلميذ، خاصة بعد إعلان التنسيقية مواصلة الإضراب وتنظيم مسيرة وطنية يوم 17 فيفري الجاري، هذا ما دعا إليه محمد ملهاق في تصريح ل»الشعب». ودعا الناشط الجمعوي ملهاق رفقة جمعية الأولياء إلى التحلي بروح المسؤولية لإنقاذ أبنائهم من الوضع الذي تعيشه المدارس، بسبب استمرار انقطاع الدروس في الطور الابتدائي، الأمر الذي أثر سلبا على تحصيلهم التربوي، داعين الجميع إلى التعقل وإيجاد الحلول بعيدا عن الإضرار بالتلميذ. وناشد هؤلاء وزير التربية، محمد واجعوط، لفتح قنوات الحوار مع الأساتذة المضربين خدمة لمصلحة التلميذ الذي يدفع الضريبة في ظل تمسك الأساتذة بمواصلة إضرابهم لمدة ثلاثة أيام متتالية كل أسبوع، مما ينعكس سلبا على أدائهم خاصة بالنسبة للمقبلين على اجتياز امتحان نهاية التعليم الابتدائي. واستنكرت جمعية أولياء التلاميذ الوضع بالرغم من اعترافها بشرعية مطالب الأساتذة، إلا أن ذلك لا يكون على حساب المنظومة التربوية ورهن مصير التلاميذ، خاصة أقسام السنة الخامسة، الذين أحيل الكثير منهم إلى أساتذة غير مضربين كحلول أولية في انتظار تحرك الوزارة الوصية، الأمر الذي جعل الأولياء يعيشون على أعصابهم بسبب تعقد يوميات التلاميذ ورحلة البحث عن بديل لضياع الدروس. وما يثير القلق أن الإضراب لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، يتسبب في ضياع أكثر من ثلثي الدروس، ما جعل الكثير من الأساتذة متأخرين في البرنامج الدراسي خاصة أقسام شهادة التعليم الابتدائي،مطالبين بإتمام المقرر من أجل الامتحان النهائي الذي يبقى مرهونا بتحرك الوزارة. الجدير بالذكر، أن تنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي أعلنت عن تنظيم مسيرة وطنية يوم 17 فيفري للتعبير عن تمسكها بمطالبها والدعوة إلى التعامل بجدية مع ملفها لتكون بذلك مصلحة التلاميذ عرضة لخطر ضعف التحصيل وما ينجر عنه من اتساع رقعة التسرب المدرسي.