من الأسماء التي خاضت غمار تجربة صناع الفيلم القصير في الجزائر وحصدت جوائز دولية ووطنية معتبرة المخرج والممثل «عصام تعشيت»، ، حاصل على دبلوم الاحتراف في الإخراج السينمائي من احد معاهد التكوين السينمائي بكندا، وهو مؤسس «مهرجان إمدغاسن السينمائي»، الذي ستحتضنه مدينة باتنة قريبا. عصام تعشيت يطرح عبر هذا الحوار نظرته كفاعل شاب في هذا المجال الفني من خلال هذا الحوار الذي خص به «الشعب»: «الشعب»: ما هي نظرتكم لواقع الفيلم القصير في الجزائر ومتى كانت بداياته الأولى؟ «عصام تعشيت»: حسب علمي أن الأفلام القصيرة بالمعنى الحرفي للكلمة، تعد فقط على الأصابع منذ الاستقلال وحتى سنة 2010 تقريبا، حيث بدأت مجموعة من الشباب لا تتعدى أصابع اليد في خوض غمار هذه التجربة، التي لا تزال في بداياتها الأولى، لكن هذا العدد تضاعف مع مرور الوقت ليصبح بالعشرات، لكن الأغلبية من هؤلاء ليس لديهم تكوينا أكاديميا يؤهلهم لتقديم أعمال ترقى إلى المستوى المطلوب، كما طغت وفي أغلب الأحيان الكمية على النوعية، وهذا رغم أن التكنولوجيا الحديثة والمتمثلة في الكثير من الوسائل المتاحة، أضحت في متناول اليد هي السبب الرئيسي في إقدام هؤلاء الشباب على إنتاج الأفلام القصيرة». - ما نوعية المواضيع التي تعالجها الأفلام القصيرة في الجزائر؟ أشير هنا إلى أن مواضيع الأفلام تصبّ في مجملها حول مشاكل المخدرات، الهجرة والجريمة بأنواعها، وهي في الحقيقة الأكثر شيوعا، أما قصص الحب العلاقات الإنسانية فهي قليلة الحظ مقارنة بالسابقة ولعلّ هذا يعود إلى طبيعة مجتمعاتنا التي لا تريد الخوض في أسرار العلاقات؟، لكن ما لاحظته في المهرجانات في الخارج أن جل الأفلام المعروضة تعالج بالخصوص المواضيع الإنسانية في جانبها الدرامي». - هل يتلقى الشباب صنّاع الفيلم القصير دعما للإنتاج وما هي العراقيل التي تصادفهم على أرض الواقع على الرغم من أن مدّتها لا تتراوح بين الدقيقة واحدة و 26 دقيقة على أكثر تقدير؟ في الحقيقة وعلى أرض الواقع، تصادفنا عراقيل عديدة، لكن يبقى الدعم المادي هو العنصر الوحيد الذي يحول دون أن نقوم بإنتاج أفلام في المستوى، علما أنه لدينا الكثير من السيناريوهات الممتازة والتي غالبا ما تنافس السيناريوهات التي شاهدناها في الخارج من خلال المهرجانات الدولية. لكن لجان القراءة على مستوى الوزارة تفضل السيناريوهات التي تعالج مواضيع معينة مثل «الثورة وبعض المواضيع الاجتماعية الأخرى. من هنا تبقى السيناريوهات المقدمة لتلك اللجان تتأرجح بين الرفض والقبول، وهو ما يحبط عزيمتنا ويضعف أو يقلل من فرص الإنتاج لدينا، و لهذا فنحن الآن بصدد الاتصال بالوزارة الوصية للقيام بشراء إنتاجنا وعرضه عبر الوسائط المختلفة حيث سيكون هذا الإجراء على الأقل دعما لنا بطريقة غير مباشرة». فيلم «هيومن» حصد أكثر من 20 جائزة دولية، عربية ووطنية - هل تساعد المهرجانات التي تحتضن وترعى هذا النوع من الإنتاج السينمائي، ومن هي الشرائح التي تستهدفها هذه الأفلام؟ هناك العديد من المهرجانات الدولية التي تحتضن مثل هذه الأفلام سواء كانت مهرجانات عامة خاصة بالسينما عموما أو خاصة بالفيلم القصير مثل مهرجان «كان» بفرنسا والمغرب ودبي والولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا وفي الجزائر مهرجان وهران وعنابة وجائزة «علي معاشي» وغيرها، أما فيما يتعلّق بالمتفرج؟ فأن هذه الأفلام يقبل عليها الشباب بالخصوص عبر مواقع لتواصل الاجتماعي واليوتيوب وتحتضنها المهرجانات كفرصة للتعريف بها على نطاق واسع، لهذا يثور الإشكال عن ضرورة اقتنائها من قبل التلفزيون للتعريف بها أكثر للجمهور هو في حدّ ذاته دعما لمنتجيها كما سبق وأن أشرت إليه قبل قليل. - حدثنا عن تجربتك في صناعة الفيلم القصير. «أنتجت منذ سنة 2010 نحو 6 أفلام أذكر منها» هيومن (الانسان)، أمنغاي (القاتل بالشاوية)، كحلوش و...»، وقد نال فيلم «هيومن» (إنسان) لوحده 24 جائزة دولية، عربية ووطنية، منها 5 جوائز في الولاياتالمتحدةالأمريكية منها مهرجان الشاشة المحترفة بلوس أنجلوس سنة 2017، وجائزة أحسن فيلم بمهرجان «أوبرن» باستراليا، وجوائز برومانيا والبنغلاديش، وفرنسا وإيطاليا والأردن وغيرها. - أنتم بصدد التحضير إلى مهرجان للفيلم القصير الذي ستحتضنه باتنة قريبا، هل من معلومات عنه؟ إنه مهرجان «إمدغاسن السينمائي» للفيلم القصير في طبعته الأولى والذي تحتضنه مدينة باتنة بين 15 و18 أفريل القادم، استقبلنا حتى الآن نحو 120 فيلم منها 10 أفلام أجنبية من المغرب، بنغلاديش ومصر.. وسنخصص له عدة جوائز منها 4 دولية و3 وطنية وجائزة واحدة محلية، كما سنستقبل في هذا المهرجان العديد من ضيوف الشرف كما تقام على هامش الأيام ورشات تكوينية ومحاضرات خاصة بالسينما، حيث نتمنى أن يكن هذا المهرجان فرصة ثمينة للجمهور للاطلاع على الأعمال المختلفة للشباب في إنتاج الأفلام القصيرة سواء من داخل أو خارج الوطن».