يعاني سكان حي 109 سكن بتسالة المرجة من غياب التهيئة الحضرية، فالحي ومنذ نشأته عام 2010 يعرف نقائص بالجملة كانعدام خطوط الهاتف والإنارة العمومية، بالإضافة إلى النقص في الماء الشروب والمساحات الخضراء والمرافق الترفيهية، والانتشار الهائل للقاذورات والنفايات. وقد عبّر بعض القاطنين عن غضبهم إزاء الإهمال الذي يعيشه حي 109 مسكن رغم حداثته، ومطالبتهم السلطات المحلية بالوقوف على أوضاعه التي وصفوها بالمزرية وإيجاد الحلول المستعجلة، ولكن دون جدوى، حيث تَعِدُهُم هذه الأخيرة حسب تصريحاتهم في كل مرة بجملة من المشاريع التنموية التي ظلت حبيسة الأدراج ولم تر النور. وفي حديث للسكان، صرح أحدهم أنّ الانارة العمومية وخطوط الهاتف الثابت من أهم مطالب السكان، وأضاف قائلا أنه بالرغم من أنّ الشبكة الرئيسية للهاتف لا تبعد عن حي 109 سوى أمتار قليلة، وبالتالي ربط الحي عن طريق تلك الشبكة يعدّ أمرا أكثر من السهل، ولكن «مصالح البلدية» لم تقم بذلك، وبالتالي مطالب السكان لا تعنيها. من جهة أخرى، تحدّث السكان في ذات الحي عن غياب ضروريات الحياة، وأكد أنّ التنمية غائبة تماما عنهم على غرار الماء الصالح للشرب. ويقول أحد الشبان القاطنين في هذا الصدد أنّ الماء الصالح موجود، ولكنه لا يصل إلى الشقق المتواجدة في الطوابق العلوية، فهو يقتصر فقط على الطابق السفلي، أما عن حالة الطرقات على مستوى الحي فحدّث ولا حرج مثلما عبّر لنا السكان، إذ أعرب لنا قاطنوه عن استيائهم وتذمّرهم من الحالة المتدهورة للطرقات رغم أنها مزفتة، ولكنها مليئة بالحفر والمطبات، ضف إلى ذلك غياب مرافق التسوق، ممّا يضطر السكان إلى التنقل إلى مختلف البلديات والأحياء المجاورة التي تبعد عن حي 109 مسكن بكيلومترين لاقتناء باقي المستلزمات، إلى جانب هذا الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي بات يؤرق سكان الحي حين طالب بإيجاد حلول لهذه الانقطاعات التي باتت تسبّب أعطابا جسيمة للآلات الكهرومنزلية. كما أعرب لنا سكان الحي عن تذمّرهم الشديد نتيجة انتشار النفايات خارج أسوار الحي، بالإضافة إلى انعدام الحاويات المخصصة لرمي القمامة. وحسب أحد السكان فإنّ الإهمال هو الذي جعل الأمر يصل إلى ما هو عليه الآن، فترك القمامة لمدة 15 يوما دون رفعها حوّل المنطقة إلى شبه مفرغة عمومية. وأمام هذا، طالب سكان الحي السلطات المعنية التدخل من أجل تفادي كارثة بيئية حقيقية تهدّد صحة السكان. استياء المواطنين من النقص الفادح في وسائل النقل لا يزال سكان تسالة المرجة يواجهون مشكل النقل بسبب نقص وغياب معظم الخطوط التي تربطهم بالمناطق المجاورة، ممّا جعلهم في دوامة وجدال دائم مع السلطات المحلية التي لا تحرك ساكنا. تعتبر هذه البلدية من بين البلديات التي تعرف أزمة نقل حادة بسبب كثرة المناطق النائية لها والبعيدة عنها بمسافات كبيرة، وبما أنّها تشهد توسّعا كبيرا في عدد السكان، فإنّ توفير وسائل النقل مهمة صعبة بالنسبة للسلطات، وهو ما فرض العزلة على الكثير من الدواوير التي لا تتوفر على مواقف أو خطوط نقل مباشرة. أما الخطوط الوحيدة المتوفرة، فهي الرابطة بين تسالة المرجة وبئر توتة، وتسالة المرجة والقليعة، في حين يضطر المتنقّلون إلى العاصمة إلى انتظار الحافلات القادمة من البليدة باتجاه العاصمة، وذلك في ظروف صعبة على قارعة الطريق السريع، معرضين أنفسهم إلى خطر حوادث المرور، إلى جانب طول مدة الانتظار في جميع الظروف، لذلك طالبوا بفتح خطوط نقل جديدة باتجاه العاصمة والبليدة، وتخصيص مواقف في مختلف الأحياء البعيدة عن المحطة، وتهيئة أرضية هذه الأخيرة وتجهيزها بالواقيات. أين المرافق الترفيهية والنشاطات الرياضية...؟ كما طالب شباب البلدية من السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة لولاية العاصمة، إلى ضرورة الالتفات لهم والاهتمام بانشغالاتهم، وذلك من خلال إنجاز مراكز رياضية ومرافق ثقافية، وكذا إنشاء فضاءات للعب ومراكز للتسلية لعلّها تضع حدا للمعاناة اليومية التي يعيشونها، لا سيما وأنّ فرص التشغيل بالبلدية ضئيلة جدا. كما تعاني دار الشباب وهي المرفق الوحيد الذي تتوفر عليه البلدية، من نقص كبير في التجهيز والتأطير أيضا، ممّا زاد من امتعاض مرتاديها من أبناء البلدية الذين طالبوا بتزويدها بالوسائل البيداغوجية وأدوات ممارسة مختلف الهوايات الأخرى. من جهته، اعترف رئيس بلدية تسالة المرجة السيد أحمد بن غربية في لقاء جمعنا به، بالنقص الفادح للمرافق الترفيهية والثقافية على مستوى البلدية، مرجعا السبب إلى نقص الوعاء العقاري بها. وقد طمأن السيد بن عربية مجموع الشبان بأنّ البلدية أخذت على عاتقها معالجة المشاكل التي لها علاقة بالأنشطة الشبابية، وفي مقدمتها مشكل دار الشباب وقاعة المتعددة الرياضات، وقال أن البلدية سطّرت برامج طموحة لدفع عجلة التنمية المحلية، وأنّ القطاع الرياضي يحظى بالأولوية في هذا البرنامج، حيث سيتمّ إنجاز 3 ملاعب جوارية بكل من سيدي عباد وملعب أو فضاء مركز الطيب شقلاني، وهناك ملعبا آخرا خصص له مبلغا معتبرا لترميمه وصيانته الواقع بمركز المدينة، كما أوضح المسؤول الأول بالبلدية بأنّ كل الملاعب الجوارية الأخرى تخضع لتسيير الخواص، وهي غير تابعة للبلدية، وأنّ من مصلحة هذه الأخيرة أن تركّز على بناء مراكز تابعة لها توضع مجانا في خدمة الشباب.