مازالت الوضعية المتدهورة ونقص المرافق الضرورية الواجب توفرها في العديد من أحياء بلدية بني مسوس، تثير انشغال السكان وقلقهم، حيث ينتظر هؤلاء الإسراع في إتمام المشاريع المبرمجة، على عكس العديد من البلديات المحظوظة والتي قطعت أشواطا على درب التنمية، ووفرت مختلف الخدمات والمرافق العمومية لمواطنيها حيث ما تزال بلدية بني مسوس بالعاصمة من البلديات تفتقر حتى لأساسيات العيش. الأحياء القصديرية.. النقطة السوداء لبلدية بني مسوس ازداد تذمر السكان وقلقهم، بسبب مشاريع السكن المعطلة منذ سنوات، لتبقى البيوت القصديرية الحل الأول بالنسبة للكثير من العائلات التي سئمت الانتظار، وتعرف الظاهرة انتشار رهيبا ببلدية بني مسوس، وأكبر هذه الأحياء هو حي «سيلا ست»، «واد سيدي يوسف»، المَقلع المعروف «بالكاريار»، وحي «لاسيناس»، الذين يعانون مشاكل حادة أبرزها الحالة الكارثية للسكنات التي يقطنون بها، والتي أصبح الوضع بها لا يطاق، بسبب تدهور الظروف، وهذا ما ظهر جليا لنا عند زيارتنا لهذه الأحياء القصديرية، التي تكاد تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، وجل مؤشرات التنمية وأهم مقوّمات العيش الكريم، حيث أنهم طالبوا في العديد من المرات، السلطات الوصية بانتشالهم منها في ظل هشاشتها، ما يُنذر بوقوع كارثة حقيقية، ووضع حد للمعاناة التي دامت أكثر من 15 سنة، في ظل الظروف القاسية التي تطبع الحي. «نحن نموت والسلطات غير مبالية» هذا ما قاله لنا احد المواطنين، الساكن بالحي الفوضوي بواد سيدي يوسف النائم، والذي أصيب بعاهة مستديمة، نتيجة انهيار البيت عليه هو وعائلته، بسبب مياه الأمطار الغزيرة، التي جرفت كل ما اعترض طريقها، وقد أكد لنا أنهم يعانون في صمت بداية بتدهور وضعية بيوتهم الآيلة للسقوط علي رؤوسهم بين اللحظة والأخرى، مبدين تخوفهم الشديد من هذا المشكل سيما مع حلول فصل الشتاء حيث تتحول يومياتهم إلى قلق وذعر مستمرين بسبب حالة التشققات الكبيرة التي تعرفها سكناتهم التي تتحول إلى برك مائية كبيرة، بمجرد بداية تساقط القطرات الأولى للأمطار من خلال تسرب المياه من الأسقف، حيث كلما زادت حدة التساقط ارتفعت درجة الخوف والرعب عند القاطنين بالحي، زيادة عن ذالك التخوف الكبير من حدوث كارثة حقيقية بالحي بسبب الأسلاك الكهربائية التي تم تنصيبها بطرق عشوائية علي جدران المنازل، ناهيك عن مشكل الماء الذي عوض بالقارورات والبراميل التي يتكبدون عناء جلبها من أماكن بعيدة وبسعر مرتفع، الأمر الذي كلفهم بذل المزيد من الجهد زائد المصاريف الزائدة الذي يجبرهم على التنقل من اجل توفيره خاصة في فصل الصيف، بالإضافة إلى غياب قنوات الصرف الصحي. كما تتميز هذه الأحياء بالانتشار الواسع للنفايات التي تحيط بهم من كل جانب، فمن جهة عمال النظافة بالبلدية لا يدخلون المنطقة من أجل رفع القمامة على غرار الأحياء المجاورة، ومن جهة أخرى هناك جهات مجهولة، تقوم برمي فضلاتها من حجارة وحديد بالحي، معتبرة المكان مفرغة عمومية، دون الاكتراث لحياة هؤلاء المواطنين، مما تسبب في انتشار مختلف الروائح الكريهة، الحشرات، الجرذان، وانتشار الكلاب الضالة والثعابين، ما يزيد من حالة الهلع لدى هؤلاء المواطنين، إضافة إلى الرطوبة الكثيفة التي تحتويها أكواخهم حيث تسببت بمختلف الأمراض الصدرية، والحساسية خاصة بالنسبة للأطفال والكبار في السن، ما يتطلب الخضوع للعلاج الذي استنزف جيوب هؤلاء، كما أكد ذات المتحدث أن الطريق الغير معبد، يزيد من معانات التلاميذ في فصل الشتاء بسبب كثرة الأوحال التي تغرق أرجلهم ما يجبرهم على لبس الأحذية المطاطية من أجل منع تبلل أرجلهم بالمياه والأوحال، حتى سيارات السكان القاطنين قرب الحي الفوضوي لا يمكنها العبور من هذه المنطقة، حيث تصاب في كثير من الأحيان بأعطاب بالغة. رغم الوعود المتكررة للمسؤولين بالقضاء على السكنات الهشة ، وفي ظل هذه الظروف المزرية التي تصارعها مئات العائلات والتي كلفتهم تحمل الكثير من الأعباء، والمتاعب طالب هؤلاء المواطنين من خلال السياسي بضرورة الالتفاتة والنظر في معاناتهم التي طال أمدها من أجل رفع الغبن عنهم في أقرب الآجال وانتشالهم من هذه البيوت التي تؤويهم. سيدي يوسف حي جديد بحلة مشوهة رغم أن حي كوسيدار بسيدي يوسف، حي جديد ذو تصميم جميل، إلا أنه يشتكي العديد من المشاكل والنقائص، التي تتخلله فما شد انتباهنا هو أكوام النفايات بما فيها الصناعية، التي شوهت مداخل البنايات، فحيثما وليت وجهك وجدت أكواما من القمامة والأوساخ، إذ قال بعض سكانه أن الحشرات والذباب أصبحت لا تفارق منازلهم، هذه الوضعية أثرت سلباً على راحتهم وصحتهم، وحسب السكان القاطنين به فإن مؤسسة ناتكوم المكلفة بتنظيف حي سيدي يوسف لم تتمكن من تخليصه من القمامة. أما اكبر مشكل يعاني منه سكان سيدي يوسف، هو انتشار البنايات الفوضوية بطريقة عشوائية، حيث عمدت عدة عائلات إلى إقامة أكواخ مبعثرة، على مساحة كبيرة ما شوه هذا الحي الجديد وما زاد الأمر تعقيدا، هو وجود الغابة المجاورة للحي، التي أصبحت مكان لترويج المخدرات بين الشباب وممارسة السلوكات المنحرفة، كما كان للأغنام والماعز نصيبا للرعي فيها، ما شوّه المحيط وغيّر واجهة الحي، فعوض أن تزيد هذه الغابة، من جمال هذه الأحياء بمنظرها وهوائها النقي، إلا أنها تحولت إلى نقمة على القاطنين بجوارها، حيث طالب سكان الحي بتنظيم هذه الغابة وجعلها مكان يتمتع به السكان، كما طالبو بفتح السوق الجديد، بعدما تم نزع السوق الفوضوي الذي كان بالحي، مما يسهل عليهم اقتناء مستلزماتهم منه، دون العناء بالتوجه إلى وسط المدينة ببني مسوس من اجل التسوق. ومن جهة أخرى يعاني سكان حي غميدري المجاور لحي سيدي يوسف، من الطريق الغير معبد الذي أضحى يشكل عبئا حقيقيا ألحق أضرارا بالغة بسياراتهم ما يضطر أصحابها في كل مرة إلى تجديد قطع الغيار، بالإضافة إلى تحوله إلى برك ومستنقعات بمجرد حلول فصل الشتاء، وهو ما يبلى صعوبة كبيرة في تنقل السكان عبر الطرقات، كما تنعدم في الحي شبكة الخطوط الهاتفية، والتزود بالمياه الشروب لسكان المنطقة. طرق مهترئة وأرصفة متآكلة تُعد بلدية بني مسوس، قبلة للعديد من المواطنين، بسبب احتوائها على مستشفى «أسعد حساني» وإقامة جامعية وملحقتها، إلا أنها تحمل الكثير من النقائص وأول ما شد انتباهنا هو التآكل الشديد للأرصفة، والإهتراءات الكثيرة على طول الطريق، من بداية محطة النقل الجامعي حتى مستشفى بني مسوس، حيث أكد لنا بعض المواطنين أنهم لا يستطيعون ترك أبنائهم يتوجهون بمفردهم إلى المدارس، خوفا عليهم من حوادث المرور، بسبب انعدام الرصيف الذي يعتبر ممرا للراجلين وما يزيد الطين بلة، هو تحول الطريق إلى مستنقع من الأوحال والبرك، بفعل انعدام التهيئة التي باتت تتسبب في متاعب كبيرة للمواطنين، الذين أبدوا استياءهم الكبير من الوضعية المتأزمة التي يواجهونها كلما حل فصل الشتاء. غياب المحطة ونقص الخطوط العابر من هذه البلدية تدهشه الفوضى التي تتخلل محطة النقل الجامعي، المختلطة بحافلات نقل المسافرين وسيارات «الكلونديستان» بالإضافة إلى الاكتظاظ الذي يعرقل حركة السير، حيث تضطر الحافلات إلى التراص على جوانب الطريق، معرقلة حركة المرور طوال اليوم، خاصة أمام المستشفى الجامعي لبني مسوس، بينما تكون المحطة أكثر تنظيما عادة إذا خصصت لها مساحة معتبرة وسط المدينة، كي يتمكن كل شخص من التنقل إليها بسهولة، وما زاد الأمر سوءا هو انعدام العديد من الخطوط المباشرة، مما يضطرهم للتنقل إلى شوفالي، تافورة أو الشراقة من أجل تغيير وجهتهم، وهو ما يعتبرونه إضاعة للوقت، في انتظار الحافلات التي تستغرق مدة طويلة للوصول أمام زحمة السير، ولهذا يناشد سكان السلطات التكفل بمطلبهم وتوفير محطة لنقل المسافرين، مع إضافة بعض الخطوط الغير متوفرة.
المرافق الرياضية والتربوية غائبة
اشتكى مواطنو بعض الأحياء من غياب المراكز الثقافية والرياضية، لمرافق التسلية والترفيه وافتقارها لأي مساحة خضراء أو فضاء للعب الأطفال، مطالبين في هذا الشأن من الجهات المحلية بالعمل على انجاز بعض المرافق الترفيهية تمكن أبنائهم من قضاء وقت فراغهم، وأمام قلة المرافق الرياضية وما زاد من تأزم الوضع انعدام مناصب الشغل وانتشار البطالة، ما دفع بالكثير منهم إلى سلوك طريق الانحراف بحثا عن حياة أفضل، حيث تحول الشباب البطال إلى متسكعين بالشوارع، يبحثون عن أي فرصة للحصول على المال سواء كانت حلالا أم حراما وهو ما أثار استياء المواطنين. أسواق فوضوية ازدادت رقعة السوق الفوضوية اتساعا، بتحولها إلى قبلة للتجار الفوضويين الذين يقصدونها من مختلف البلديات المجاورة، حيث عمل مجموعة من الباعة على عرض سلعهم بالطريق المقابل لمحطة نقل الطلبة شاغرين كل الرصيف الذي يعتبر ملكا للمارة الراجلين، ومجموعة أخرى بالقرب من محطة نقل المسافرين على طول الطريق، وهو مازاد من انتشار الفوضى والأوساخ التي يخلفها الباعة نهاية كل يوم، إذ أصبحت المنطقة تعاني من انتشار الحشرات إضافة إلى الشجارات التي تنشب بين هؤلاء التجار الفوضويون، والتي تستعمل فيها غالبا الأسلحة البيضاء وما ينجر عنها من تفوه بعبارات بذيئة لا تراعي حرمة السكان المجاورين. النفايات من كل جانب كان لانتشار النفايات وأكياس القمامة، نصيبا كبيرا من قائمة المشاكل، التي يعاني منها السكان، حيث شوهت منظر العديد من الأحياء، كوسط بني مسوس، حي عيسات إيدير، وحي سيدي يوسف، وهي الحالة التي رصدناها خلال جولتنا الاستطلاعية بهذه الأحياء، حيث أصبحت النفايات الديكور الملازم لها، لعدة سنوات حسب رأي بعض المواطنين، وهو الوضع الذي زاد من تذمرهم بسبب انتشار الروائح الكريهة التي تنبعث إلى منازلهم جراء الأوساخ المتراكمة التي نزعت الصورة الجمالية للحي، والتي ساهمت في انتشار الجرذان والحشرات وهو ما أثر سلبا علي صحتهم.