كشف الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش عن قائمة اللاعبين المعنيين بمواجهة غامبيا في ال 29 من الشهر الجاري، في إطار ذهاب الدور التصفوي الأول المؤهل لكأس أمم إفريقيا 2013، وهي قائمة لو تختلف عن سابقتها من حيث المفاجئات التي تخالف جميع توقعات المتتبعين وتؤكد أن المدرب السابق للبي “س جي” هو القائد الوحيد لسفينة الخضر بكامل الصلاحيات، ولاشك أن المسؤولية ستحملها كاملة أيضا لوحده. وقد أحدثت القائمة المعلنة نوعا من المفاجأة سواء للأسماء التي احتوتها أو للأسماء المعلنة، واحتار الجميع لهذه الأخيرة فإبعاد زياني وهو في أوج عطائه وجبور هداف فريقه وعبد القادر غزال طرح الكثير من التساؤلات وبالطبع لا يملك الاجابة إلا المسؤول الوحيد عنها ومن جهة أخرى كان استدعاء عامر بوعزة وهو الغائب عن المنافسة منذ أشهر وهو ما ينطبق على قديورة أيضا والحارس مبولحي والمدافع اسماعيل الذي انتقل إلى الخليج غريبا جدا كونه يتناقض مع تصريحات المدرب التي أكد فيهاعلى أنه يريد محاربين في غامبيا. لكن الأكيد أن العبرة بالخواتيم وهاليلوزيتش ليس مطالبا بتبرير قائمته بقدر ماهو مطالب بتبرير خياراته التكتيكية في حال الهزيمة أو التعثر وعليه نقول كيف سيلعب هاليلوزيتش مباراة غامبيا؟. مهاجم واحد.. رغم أن الناخب الوطني هاليلوزيتش وصف نفسه بالشجاع في الخيارات التكتيكية ولا يتوانى في لعب ورقة الهجوم، إلا أنه في المقابل أبدى نوعا من التخوف من المنتخب الغامبي وأعطاه قيمة أكبر منه ما يرجح لجوءه إلى خطة تكتيكية حذرة تعتمد على مهاجم وحيد وسيكون بنسبة كبيرة كريم مطمور فاستبعاد عبد القادر غزال ورفيق جبور الذان قادا هجوم الخضر لأكثر من ثلاث سنوات جعلهم يكتسبون خبرة كبيرة يرجح هذه الكفة خاصة وأن شعلالي وعودية سيخوضان لأول مرة مباراة بهذه الأهمية ماعدا عودية الذي واجه النوادي الافريقية في مرات عديدة أما شعلالي الذي لم يسجل الكثير من الأهداف مع ناديه ابردين فلن تكفيه تجربته مع المنتخب الأولمبي كي يتأقلم مع إيقاع الأكابر بهذه السرعة، وعليه فرؤية مطمور وحيدا في الخط الأمامي واردة جدا. لكن هذا لا يعني أنه هاليلوزيتش سينتهج خطة دفاعية ما سيضعه في ورطة أمام أفكار بل سيعيتمد على قوة وسط الميدان المعول عليه كثيرا خاصة بالنسبة للجانب الفردي فإداء فيغولي وفؤاد قادير وبودبوز مع نواديهم تبعث على الارتياح إضافة إلى عبد المومن جابو من المحليين والذي سيكون ورقة رابحة مهمة بالنظر للموهبة التي يمتلكها وخبرته في أدغال افريقيا. اللعب على الأجنحة كشفت المباراة الأخيرة التي فاز فيها الفريق الوطني على افريقيا الوسطى بهدفين دون رد والتي قوة الخضر على الأطراف فكل الهجمات جاءت من الجهة اليسرى أو اليمنى. كما كانت كل الهجمات المرتدة تمر عبرهما، حيث بدا الفريق ليس بحاجة لصانع الألعاب فالكرة تنتقل بسرعة كبيرة وطريقة مباشرة على جهة فؤاد قادير على اليسار أو كريم مطمور على اليمين وهو ما يريد تكراره وحيد هاليلوزيتش ويبدو أن هذه المرة ستكون أكثر نجاعة مع وجود لاعب فالنسيا سفيان فيغولي الذي ينشط في هذا المنصب. إضافة إلى رياض بودبوز الذي يمكن استغلال فنياته في الحصول على الأخطاء قرب منطقة العمليات بسبب خشونة لاعبي المنتخب الغامبي. ويعتبر اللعب على الأطراف ناجعا جدا إذا كان هناك من اللاعبين الذي يستطيعون تأدية دورهم كما ينبغي، حيث يمكن من تنفيذ الهجومات السريعة والكرات الطويلة والقصيرة ولا يتطلب صانع ألعاب قد يخفض من ريتم اللعب وهو ما ذهب كريم زياني كونه لا يدخل ضمن هذا النهج التكتيكي على الأقل في هذا اللقاء المهم جدا كونه الرسمي الأول وللمدرب وسيكون له وقع وأثر كبيرين على بقية المشوار. وهذا ما يفسر ربما سبب استدعاء عامر بوعزة بغرض استعماله على الجهة اليسرى من وسط الميدان، حيث يوجد نقص في هذا المنصب إذا تم الاعتماد على رياض بودبوز في الوسط خلف المهاجمين مباشرة، وبالتالي سيكون بوعزة البديل الوحيد لمن سيشغل هذا المنصب. الحرب في وسط الميدان يبدو أن فلسفة المدرب تعتمد على ضرورة حسم معركة الوسط التي حشد لها العدد الأكبر من اللاعبين فقد استدعى 5 لاعبين يشغلون منصب وسط الميدان الدفاعي وسيختار الثنائي أو الثلاثي الأفضل و8 لاعبين يشغلون الوسط الهجومي، وعليه فإنه يريد حسم معركة الوسط من خلال الاحتفاظ بالكرة أو استرجاعها وهذا الأهم، حيث تبدأ مهمة الدفاع من الوسط ما يسمح بتطبيق الكرة الشاملة التي تقوم على تنويع اللعب والدفاع والهجوم ككتلة واحدة وما ينقص المنتخب الوطني هو الانسجام بين اللاعبين. الدفاع محسوم في أمره من المؤكد أن الناخب الوطني قد حسم في أمر المدافعين الذي سيدخلون لقاء ال 29 من الشهر الجاري منذ البداية، ويتعلق الأمر بمجيد بوقرة وعنتر يحيى الذي كسب نقاط بعودته إلى ألمانيا على حساب اسماعيل بوزيد أما على الأطراف فالجهة اليسرى محجوزة باسم مدافع ميلانو الايطالي جمال مصباح. أما الجهة اليمنى فيمكن أن تحدث فيها المفاجأة فيمكن أن يفقد مهدي مصطفى مكانته أمام مفتاح ربيع وحتى الوافد الجديد الياسين بن طيبة كادامور فكل شيء يبقى مكانا مع مدرب مثل هاليلوزيتش.