قام سكان الحي القصديري الواقع بين الرغاية وبودواو بالاحتجاج وغلق الطريق منذ ثلاثة أيام تنديدا بالأوضاع المزرية التي تعرفها بيوتهم بسبب الرطوبة العالية وجدران الغرف المتشققة زيادة على الروائح الكريهة. وأكد بعض المحتجين، في تصريحات ل»الشعب«، التي عايشت وقائع الحدث بعين المكان، أن سبب غلقهم للطريق يعود إلى معاناتهم في هذا الحي القصديري التي عمرها سنوات في ظل الحالة المتدهورة التي تعرفها سكناتهم المتشققة إضافة إلى غياب الأمن بسبب تموقع الحي في منطقة منعزلة تنعدم فيها تماما التهيئة المحلية ودون التفاتة من السلطات المعنية للتدخل من أجل إيجاد حل لهذا الوضع المزري. وحسب المشتكين فإن الظروف القاسية التي يعيشونها تحتم على السلطات المعنية التكفل بانشغالات هذه الفئة وذلك بمنحهم أولوية الاستفادة من شقق لائقة ضمن برنامج الترحيل القادمة أو على الأقل تخصيص سكنات اجتماعية لفائدتها مؤكدين بأنهم ذاقوا درعا من استمرار هذه الوضعية المزرية سيما وان معاناتهم اشتدت أكثر في هذا الفصل البارد الذي عرف موجة ثلجية قوية اجتاحت مختلف ولايات الوطن مؤخرا. وأضافت العائلات المحتجة، أن معاناتهم في الحياة لا تنحصر في ضيق السكنات وتشقق جدرانها فقط بل يعانون غياب أدنى الضروريات بها، وتدهور محيطه الغارق في القذارة والأوساخ، ما اثر بشكل كبير على صحة أفراد العائلات بفعل الرطوبة والروائح الكريهة والبيئة المتعفنة التي تغزوها الحشرات والجرذان وحتى القطط والكلاب الضالة. وقالت بعض العائلات بان معاناتهم مست حتى الأطفال بسبب بعد المدارس عن الحي القاطنين به بحيث يضطرون إلى السير على الأقدام لمسافة طويلة مضيفين بان هذه المنطقة مهمشة وباتت الحياة بها شبه مستحيلة بسبب افتقادها إلى مختلف المرافق الحيوية والرياضية لفائدة الشباب. وأفاد هؤلاء أن مكوثهم بهذه السكنات طال أكثر من المتوقع بعد سنوات عديدة قضوها في معاناة دائمة وجحيم لا يوصف وبالرغم من سعيهم الدائم لدى الجهات المعنية من اجل لفت انتباههم إلى واقعهم المعيشي واتخاذ الإجراءات اللازمة لانتشالهم منه لكن دون جدوى.