لا يختلف اثنان عن تلك الصورة الكارثية التي أصبحت تطبع بعض أحياء بوزريعة بسبب الانتشار المذهل للبيوت القصديرية التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة عبر بعض أحياء هذه البلدية، التي أحصت حسب آخر الإحصائيات حوالي ألفي بيت قصديري موزع عبر مختلف أحيائها على رأسها حي "مونبليزو"، حي "بوسيجور" وحي بوسماحة الذي عرف لوحده انتشار ألف بيت فوضوي. تهميش من كل جانب لا يزال سكان حي بوسماحة القصديري يبتون تحت أسقف تلك البيوت الهشة وبين جدرانها المشقوقة يصارعون داخلها موجات البرد القارص ويبحثون فيها عن الزاوية التي يركنون إليها عند سقوط الأمطار، التي حرمتهم من النوم الهادئ، وهو الوضع الذي جعلهم يترقبون طلوع النهار بفارغ الصبر خشية من انهيار سكناتهم وهم نيام، هذه الظروف الصعبة التي تعيشها حوالي ألف عائلة بهذا الحي جعلت هؤلاء السكان يعربون عن قلقهم الشديد من حلول فصل الشتاء الذي تتضاعف فيه حدة معاناتهم وتتأزم وضعية حياتهم المزرية داخل تلك البيوت القصديرية التي تفتقر لأدنى ضروريات الحياة، فمنذ سنوات طويلة لا تزال هذه العائلات تصارع الفقر والحرمان، الذي صاحبهم طيلة هذه السنوات التي قضوها بهذا المكان الذي لم يعرفوا فيه سوى معاني المأساة التي طالت قاطني هذا الحي بسبب الأوضاع الكارثية التي أحاطت بهم من كل جانب، مبدين قلقهم الشديد وتخوفهم الكبير من الكارثة التي يمكن أن تحل بهم في حالة انهيار منازلهم بسبب التشققات الكبيرة والثقوب الموجودة بها وما صاحب ذلك من مشاكل تراكم المياه المتسربة من هذه الشقوق، وما نتج عن ذلك من أمراض عديدة أصابت الكثير منهم بسبب ارتفاع درجة الرطوبة، هذا على غرار تسرب الجرذان ودخول بعض الحيوانات التي ساهم انتشار الفضلات والقمامة في جلبها نحو بيوتهم، وهو ما زاد من استياء السكان الذين تذمروا من هذه القاذورات والأوساخ التي أصبحت تحيط بسكناتهم من كل زاوية وما جلبته من روائح كريهة ساهمت هي الأخرى في انتشار بعض الأمراض، هذا ناهيك عن المشاكل الأخرى التي تسبب فيها غياب الغاز الطبيعي الأمر الذي جعل هؤلاء السكان في رحلة بحث دائمة عن قارورات غاز البوتان التي يقل توزيعها هي الأخرى خلال فصل الشتاء. مشاكل هذا الحي وبعد طرحها على رئيس بلدية بوزريعة عبد الحميد معمري، أكد أن مشكل البيوت القصديرية التي انتشرت كثيرا ببوزريعة بسبب شساعة مساحتها يفوق طاقة البلدية.