تسبب إضراب الناقلين الخواص على مستوى الخط الرابط بين تافورة وسطاوالي في شل حركة النقل مثيرين استياء وغضب المواطنين الذين استغرقوا ساعات طويلة في الانتظار أمام محطات الحافلات. هذا ما رصدته «الشعب» في جولتها الاستطلاعية التي قامت بها أمس بالخط الرابط بين محطة تافورة وسطاوالي للوقوف اكثر على هذه الوضعية اين شهد قطاع النقل الخاص بهذا الخط المتوفر على 23 موقف حالة جمود منذ صباح أمس، سواءا في طريق الذهاب أو العودة في ظل طوابير طويلة من الركاب، بحيث أن كل الحافلات المتوجهة لمختلف المحطات توقفت عن العمل، مما تسبب في شل حركة النقل، والمتضرر الأكبر والوحيد هم المواطنون الذين لم يجدوا وسيلة نقل تقلهم إلى مكان عملهم أو دراستهم سوى القليل من الحافلات التي رفض مالكوها الاستجابة لهذا الإضراب. واستنكر المواطنون هذا الإضراب المفاجئ والذي لم يتوقعوا حدوثه كون العديد منهم تأخروا عن العمل والدراسة، حيث طالب هؤلاء أصحاب النقل الخاص بالكف عن اللجوء إلى مثل هذه الإضرابات التي تؤدي إلى شل النقل والتوجه إلى الوزارة الوصية لتسوية انشغالاتهم العالقة. وأكد محدثونا أن هؤلاء المضربين يستعملون الركاب كورقة ضغط لتحصيل مطالبهم، حسب ما أفادت به ل «الشعب» (سارة. ت) التي عانت هي الأخرى من هذا الاحتجاج الذي دفعها إلى كراء سيارة أجرة من اجل عدم التأخر على الجامعة أين تزاول دراستها، وذلك بعد انتظارها بموقف الحافلات بباب الواد منذ الساعة السابعة والنصف صباحا إلى الحادية عشر بدون جدوى. من جهتهم أكد الناقلون الخواص الذين دخلوا أمس في إضراب مفتوح في تصريح لنا بعين المكان للمطالبة بتسوية انشغالات عالقة أنهم يرفضون رفضا قاطعا منح تراخيص لأصحاب حافلات جدد لهذا الخط باعتبار أن الحظيرة به تحتوي على 170 حافلة تشتغل في هذا الخط وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى إدراج حافلات أخرى تشتغل على مستوى الخط. وأوضحوا بأن الخط الرابط بين تافورة وعين البنيان ليس بحاجة إلى المزيد من الحافلات باعتباره يعرف اكتظاظا كبيرا بحيث يضطر السائقون حسبهم إلى الانتظار لوقت طويل من اجل وصول دورهم لملء الحافلة والإقلاع في ظل وجود 170 حافلة بالخط. ولم تنته مطالب العمال حسبهم عند رفض منح تراخيص لحافلات جدد فقط وإنما تعدتها بحيث دعا مالكو الحافلات إلى ضرورة تهيئة محطة تافورة التي تعرف حالة مزرية بسبب ارضيتها المهترئة إضافة إلى رفع تسعرة النقل ب 05 دج بين محطة وأخرى. وطالب محدثونا في هذا الإطار، السلطات المعنية بضرورة تركهم يعملون بحرية ودون ضغوطات قد تؤثر على أرباحهم وعلى العاملين الذين حسبهم يعانون مشاكل عديدة في ظل سوء أحوالهم المادية والأجر المحدود الذي يتقاضونه شهريا، مضيفين ان الاستمرار في الإضراب قد يتسبب في حدوث أزمة نقل حقيقية وسط الركاب الذين يستعملون هذه الحافلات بكثرة على مستوى هذا الخط. من جهته، أفاد عميمر مالك حافلة وهو عضو بنقابة العمال، في تصريح لنا بمحطة باب الواد، بنبرة غضب قائلا: «إضرابنا مستمر إلى غاية إلغاء قرار إدراج مديرية النقل لحافلات جدد يشتغلون على مستوى هذا الخط الذي لا يحتاج إلى حافلات أخرى». وأضاف عميمر قائلا: ''لا نبالي اذا ما سحب منا الخط الرابط بين تافورة وعين البنيان لأننا سئمنا من هذا الوضع، ما نريده هو تركنا نعمل كما كنا في السابق''. من جهة أخرى، أبدى بعض مالكي الحافلات استغرابهم ورفضهم التام لهذا الإضراب المفاجئ، مؤكدين أنهم ضد فكرة التوقف عن العمل وان يكونوا سببا في شل حركة النقل وكذا في زيادة معاناة المواطنين في التنقل والوصول إلى وجهاتهم المحددة. وقال محدثونا في نفس الصدد، أنه لم يكن هناك داع للقيام بهذا الفعل وإنما كان من المفروض أن يتم اتخاذ أسلوب الحوار بين النقابة ومديرية النقل كأحسن وسيلة لحل مختلف المشاكل.